عظة المطران منير خيرالله
في القداس الأول بعد تدشين كنيسة مار نوهرا – سمارجبيل
الأحد 27/4/2025
رجاؤنا يتحقق ولو بعد 50 سنة والحلم أصبح واقعًا
أخي الخوري إيلي سعاده خادم الرعية
إخوتي وأخواتي أبناء وبنات رعية مار نوهرا سمارجبيل
أشعر بالاعتزاز ويكبر قلبي لأنني معكم اليوم في الأحد الجديد الذي يلي قيامة الرب يسوع المسيح لنحتفل معًا مع الرسل وتوما بقيامة الرب ونعلن إيماننا بالمسيح القائم من الموت.
في هذه المناسبة نجدد كنيسة مار نوهرا بحلتها الجديدة في الأحد الجديد. إنها نعمة كبيرة من الله أعطانا إياها لكي نعرف فعلاً كيف نعيش إيماننا وثباتنا وتمسكنا بايماننا بالرب، بحضوره معنا، وبانتمائنا إلى الكنيسة.
تجديد كنيسة مار نوهرا كان حلمًا منذ 47 عامًا واليوم تحقق وأصبح واقعًا وعادت الكنيسة الى رونقها بعد أن حالت الحرب دون ذلك. اندلعت الحرب منذ 50 عامًا، وزرعت البغض والحقد والضغينة والانتقام في قلوبنا نحن اللبنانيين، ونحن لسنا كذلك ولا نريد أن نكون، وكانت وعواقبها وخيمة على الجميع، على لبنان وعلى اللبنانيين، وكلنا دفعنا ثمنًا بطرق مختلفة.
بعد 50 سنة، نلتقي هنا، في سنة الرجاء، سنة يوبيلية مقدسة، أعلنها قداسة البابا فرنسيس للعالم كله ولكنيستنا، وهو الذي حمل لبنان وتاريخ لبنان ورسالته ودعوته التاريخية في قلبه على مثال الباباوات الذين سبقوه لأنهم كانوا يعتبرون لبنان وطن رسالة، رسالة لكل بلدان العالم ولكل شعوب العالم، رسالة في العيش معًا في تعددية الطوائف والديانات والثقافات والانتماءات، لبنان وطن رسالة.
اليوم، وبعد 50 سنة، وفي هذا الأحد الجديد، نعيش حدث تجديد كنيسة مار نوهرا بحجرها وشعبها، لنقول للبابا فرنسيس، الذي ودعته الكنيسة وودعه العالم أمس: إننا سمعنا نداءك لنعيش الرجاء، ونجدّد إيماننا. إن رجاءنا يتحقق ولو بعد 50 سنة بالحضور الدائم للمسيح معنا.
الشكر الكبير للرب على نعمة تجديد الكنيسة، وعلى نعمة وجودكم وتضحياتكم ومساهمتكم وتعبكم لتجديد هذه الكنيسة بالرغم من عقبتي التمويل والتقنيات المهنية اللتين شكّلتا بابًا مقفلاً أمام تجديد كنيستكم. واليوم فتحتم الباب بحضور الخوري إيلي الذي حمل هذا الهم في قلبه معكم ومع لجان الوقف المتعاقبة. لقد أظهرتم أنكم قادرون على التجدد، وعلى تجديد كنيستكم من دون منَّة من أحد لتكون كنيسة تليق بكم وبنا، وبأبرشيتنا، أبرشية القداسة التي تحمل تراثًا تاريخيًا كبيرًا من مار يوحنا مارون حتى اليوم، والرب وحده الذي يكافىء. المهم أن نقتنع بقدرتنا على تحقيق المستحيل بنعمة ربنا، بوحدتنا، بجهودنا، وعندما نكون معًا كنيسة واحدة.
اليوم، نحن كرعية مار نوهرا وكل الرعايا في المنطقة، نحمل همَّ تجديد الكنيسة، ونقول للبابا فرنسيس: نحن كنيسة سينودسية، كنيسة شعب الله، من المطران الى الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين، من آباء وأمهات وجميع الملتزمين، نحن كنيسة سينودسية نسير معًا لتحقيق ملكوت الله بين البشر وكلنا يحمل المسؤولية وأثبتنا أننا قادرون على ذلك.
نعلن معًا اليوم، أمام بعضنا البعض، وأمام أبرشيتنا وأمام العالم، مثل مار توما: ربي والهي، المسيح قام... حقا قام.