الوكالة الوطنية- لميا شديد الخميس 23 تشرين الثاني 2017 خيرالله من جربتا: نعيش الوحدة في تعددية انتماءاتنا الطائفية والدينية وطنية - نظمت رابطة الاخويات في اقليم البترون، وجريا على العادة السنوية في عيد الاستقلال وعيد القديسة رفقا، مسيرة صلاة إلى دير مار يوسف جربتا ضريح القديسة رفقا، حيث ترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسًا احتفاليًا في كنيسة الدير عاونه فيه مرشد الاخويات في البترون الخوري يوحنا مارون مفرج ومرشد أخويات الشبيبة الخوري بيار طانيوس ومرشد الفرسان الخوري مارون فرح بمشاركة مرشد الدير الاب بولس قزي ولفيف من الكهنة والآباء وفي حضور رئيس رابطة الأخويات في لبنان المحامي جوزف عازار ورئيسة إقليم البترون السيدة دعد شلالا واعضاء اللجنة الاقليمية ورئيسات ورؤساء أخويات وحشد من المؤمنين. اضاف: "في إنجيل اليوم، يسوع ينبه اليهود وينبهنا كما كان ينبه شعبه، "إن تثبتوا في كلمتي، تعرفون الحق والحق يحرركم". الحق هو الله، ولا حق الا الله وهو المطلق، المطلق بأبوته، المطلق بمحبته ورحمته لنا جميعا، هو الحق. وجاء المسيح ابن الله يقول لنا "أنا هو الطريق والحق والحياة" ليدلنا على طريق الخلاص ويحررنا من عبودية الخطيئة، مع أننا نعتبر، كما كان يعتبر اليهود، أننا ابناء إبراهيم، أننا أحرار ولسنا عبيدا. يسرع يجيبنا: أنتم عبيد الخطيئة ولا أحد يتحرر الا بالمسيح الإبن، يتحرر من عبودية الخطيئة ويعبر الى الحرية فكرامة أبناء الله والى الحق ليصبح رسولا ونبيا في الحق في المجتمع." وقال : "نجدد اليوم انتماءنا الى هذا الوطن الذي أراده الله وطنا رسالة، نعم ، هذا هو إيماننا، وإيمان من سبقنا في الانتماء الى هذا الوطن. وفي هذا الوطن الرسالة، نحن نؤمن أن لنا، في بيتنا المشترك، انتماءات متعددة ولكننا موحدون، نعيش الوحدة في تعددية انتماءاتنا الطائفية والدينية والثقافية والحضارية. إننا ننتمي أولا الى وطن القداسة والقديسين، الى الوطن الرسالة، ثم لأنه وطن صغير نؤمن أنه يتسع لنا جميعا في تعددياتنا وكل واحد منا له مكانة في هذا الوطن الرسالة ويحمل مسؤولية فيه." وختم:" نعم اليوم، وفيما نعيّد للقديسة رفقا في ديرها وفي أرضها وفي أبرشيتنا، نجدد إيماننا بالرب يسوع الذي حررنا وبلبنان الوطن الرسالة للعالم كله، ونؤكد أننا بحريتنا وكرامتنا تحرّرنا بالحق، والحق وحده، الله، هو الذي يقودنا إلى الخلاص ولا خلاص إلا به وبشفاعة قديسينا. نعم اليوم هو عيد كل اللبنانيين وليس عيدنا فقط؛ ويحق لهم كما يحق لنا أن نرفع رأسنا، وأن نفتخر بأننا أبناء وطن القديسين، أبناء الوطن الرسالة آمين".
خيرالله
وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران خيرالله عظة قال فيها:"بفرح كبير نلتقي معا اليوم في عيد الاستقلال وفي عيد القديسة رفقا لأننا قررنا منذ تطويب رفقا في 17 تشرين الثاني 1985، في ابرشية البترون، أبرشية القداسة والقديسين أن نقوم كل سنة بمسيرة صلاة في هذا اليوم لنحتفل معا بعيد القديسة رفقا وجميع قديسينا لأننا نعتبرهم أول أبطال الاستقلال، الاستقلال الحقيقي، الاستقلال بالحرية والكرامة كأبناء الله."
وتابع:"نحن اليوم معا في عيد استقلالنا، إستقلال وطننا لبنان، نجدد إيماننا بالرب يسوع، ونجدد انتماءنا الى كنيسة الرب يسوع، الى شعب الله، وفي شعب الله قديسون، القديسون الذين نعرفهم، والذين لا نعرفهم في تاريخنا وفي تاريخ الكنيسة، هم أول من تحرروا بالإبن يسوع المسيح. قبلوا أن يحملوا الصليب معه كما فعلت القديسة رفقا، أن يحملوا صليب الألم، أن يحملوا صليب الحروب والمعاناة والتهجير والقتل والاستشهاد في سبيل أن يكونوا أحرارا بالمسيح. القديسة رفقا كما القديس شربل والقديس نعمةالله، عاشوا في مرحلة عصيبة جدا من تاريخ وطننا وشعبنا في لبنان، أي عاشوا حرب 1840 ـ 1861، وكانوا شهودا فيها لما عاش شعبنا ولما عاشت كنيستنا من اضطهاد ومن استشهاد في سبيل الايمان بالمسيح. إنهم حقًا أول أبطال الاستقلال وقد جاء بعدهم من جاء، لكي يشهد لهذه الحقيقة أننا بالمسيح تحررنا وأن المسيح سلمنا رسالة صعبة جدًا ولكنها سامية، رسالة أن نصنع من لبنان أرض قداسة ووطنًا حرًا مستقلاً سيدًا، بالرغم من كل التحديات، وطنًا لجميع أبنائه."
واوضح "نعم، بالرغم من كل ما مر، ويمر علينا اليوم، في لبنان وفي محيطنا الشرق أوسطي من حروب هوجاء ومن حقد أعمى، ومن تطرف وتعصب، بالرغم من كل ذلك، نحن نجدد انتماءنا الى الوطن الرسالة ونؤمن أننا نحمل هذه الرسالة بمسؤولية كبيرة وقد أظهرنا للعالم كله في هذه الايام الأخيرة، أننا كلبنانيين قادرون على مستوى تلك الرسالة ونتحمل تلك المسؤولية. لقد أثبتنا للعالم أننا موحدون بالرغم من كل تعددياتنا، وبرهنا للعالم أن لبنان هو الوطن الذي يعيش فيه الجميع باحترام ومحبة وانفتاح وسلام. لقد برهنا للعالم أن مقولة القديس البابا يوحنا بولس الثاني، "لبنان الوطن الرسالة"، هو رسالة للعالم وهو نموذج ومثال كما قال البابا بنديكتوس السادس عشر، وبرهنا أن هذه هي حقيقة، وأن هذه الحقيقة هي أن اللبنانيين قلب واحد وأنهم قادرون اليوم وكل يوم، أن يبرهنوا أن لبنان هو نموذج العيش الواحد المشترك، وأن لبنان هو البيت المشترك حيث كل مواطن يجد له مكانا فيه، يعيش بحرية وكرامة واحترام حرية وتعددية الآخرين."