عظة المطران منير خيرالله في قداس عيد الفرسان- إقليم البترون حامات، الأحد 12/5/2019 « صلّوا من أجلنا» (عبرا 13/18) إخوتي وأخواتي فرسان وزنابق العذراء. ألتقي معكم اليوم بقلب مُفعم بالفرح لنحتفل معًا بعيد الفرسان، كما يفعل اخوتكم في كل لبنان، حول موضوع السنة الذي اختاره المسؤولون عنكم في اللجنة الإقليمية، أي « أنتَ من ذهب». وقد لفتني هذا الموضوع عندما حضّرته مع مرشكدم الخوري اندراوس (الطبشي). « أنت من ذهب!». هذا يعني أن قيمة كل واحد منكم ثمينة جدًا في نظر الله. تعرفون أن الذهب وحده بين المعادن تبقى قيمته فيه. أنتم من ذهب، لتقولوا لبعضكم: كم يحبّنا الله؛ كم يحبّ كل واحد منا، وكم يجعل قيمته ثمينة في عينيه. أبدأ أولاً بالتأمل في كلمة الله التي سمعناها اليوم. في الرسالة إلى العبرانيين، يقول الكاتب باسم بولس والرسل: « صلّوا لأجلنا»، فنحن في حاجة إلى صلاة. ونحن اليوم خلفاء الرسل نقول لكم أنتم الفرسان: صلّوا لأجلنا. وأنتم تصلّون منذ صباح اليوم بنوع خاص لأبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي انتقل إلى السماء. نقول لكم: « صلّوا لأجلنا، لأننا نريد أن نسلك مسلكًا حسنًا في كل شيء. وإله السلام الذي أصعد من بين الأموات ربَّنا يسوع، هو يجعلكم كاملين في كل صلاح لتعملوا بمشيئته» (عبرا 13/18-21). الصلاة تساعدنا على تتميم مشيئة الله في حياتنا، وهي أن نكون له أبناء وننال الخلاص بابنه يسوع وبنعمة روحه القدوس. أما في إنجيل يوحنا، فيسوع يتراءى للرسل من جديد وهم خائفون وغير مصدّقين حدث القيامة. فعادوا إلى حياتهم الأولى، إلى صيد السمك. وما أصابوا في تلك الليلة شيئًا. فقال لهم يسوع: « ألقوا الشبكة إلى يمين السفينة تجدوا». فعرفه يوحنا وقال: إنه الرب. لم يصطادوا شيئًا لأنهم تصرّفوا وكأن يسوع مات وانتهى كل شيء. فلم يتّكلوا عليه ولم يدركوا حضوره، هو القائم من الموت؛ هو الرب والإله. وعندما أطاعوا كلمته أصابوا سمكًا كثيرًا. التسليم لمشيئة الله يكون بالطاعة لوصايا يسوع والعمل بأنه حاضر معنا؛ فتبقى شباكنا مليئةً، كما حصل مع الرسل الذين حوّلهم يسوع من صيادي سمك إلى صيادي بشر. وهو يفيض الخير في سفينتنا التي هي كنيسته. يسوع حاضر في حياتنا، ويسير معنا في الطريق وينتظرنا عند كل مفترق طرق، عند كل محطة من حياتنا. علينا أن نتفاعل معه: أن نسمع له يعلّمنا، وأن نفعل ما يأمرنا به. ولأننا أولاد مريم، فهي تقول لنا كل يوم: إفعلوا ما يأمركم به. المطلوب منكم اليوم يا أحبائي الفرسان والزنابق، هو أن تعيشوا صلاتكم، الصلاة التي ترددونها كل صباح ومساء: « ساعدني يا يسوع لأن أنمو مثلك بالقامة والحكمة والنعمة. علّمني أن أحبّك في الآخرين فأكون الفارس المحب والمصلي في البيت والرعية والمدرسة». وإذا عشتم صلاتكم، تكبرون وتصبحون شهودًا ليسوع ويلمع نوركم في المجتمع. فتتقدسون وأنتم تعيشون حضور يسوع كما تقدّس من سبقكم على هذه الأرض المباركة. أنتم إخوة يسوع. فهل أنتم مستعدّون أن تَعِدُوا مريم بأن تفعلوا ما يأمركم به ابنها يسوع ؟ هل أنتم مستعدون أن تكونوا تلاميذ يسوع وفرسان العذراء أمه في حياتكم اليومية ؟ إذا كنتم فعلاً مستعدين ردّدوا معي صلاتكم: ساعدنا يا يسوع أن ننمو مثلك بالقامة والحكمة والنعمة، فنكون لك شهودًا ! آمين.