عظة المطران خيرالله في قداس تقديم الخوري بيار طانيوس في تنورين الفوقا 8-12-2013

عظة المطران خيرالله

في قداس تقديم الخوري بيار طانيوس إلى رعية تنورين الفوقا

الأحد 8/12/2013، كنيسة سيدة الانتقال

 

« وسمع جيران وأقارب أليصابات أن الرب عظّم رحمته لها ففرحوا معها» (لوقا 1/85).

 

إخوتي ابونا اغناطيوس (داغر) وأبونا بطرس (بو فرنسيس) وأبونا بيار (طانيوس)،

سعادة النائب الشيخ بطرس (حرب) ابن هذه الرعية الحبيبة،

أحباءنا جميعاً أبناء وبنات تنورين الأعزاء على قلبي.

        تحتفل كنيستنا اليوم بأحد مولد يوحنا المعمدان وبالفرح الكبير الذي حصل في بيت زكريا واليصابات. وتحتفل أيضاً اليوم في 8 كانون الأول، بعيد العذراء مريم التي حُبل بها بلا دنس الخطيئة مملوءة من النعمة.

وفي هذه المناسبة أقول معكم: ما أجمل أن يولد لكم اليوم كاهن لخدمة تنورين. والفرحة كبيرة لنا جميعاً.

تعرفون أنني منذ أن أصبحت مطراناً لأبرشية البترون وضعت في أولوياتي رعية تنورين التي هي إحدى الرئتين في الأبرشية. وقلت يومها إن أبرشية البترون تتنفس برئتين: البترون وتنورين وبينهما القلب النابض كفرحي، مركز البطريركية الأول ومركز المطرانية اليوم.

تنورين، وهي من أكبر رعايا أبرشيتنا، تستحق أن تُخدم، كما يخدمها الأب اعناطيوس بتضحية وعطاء، وكما يخدمها الخوري بطرس. واليوم يأتيها كاهن جديد ليخدمها إلى جانب الأب اغناطيوس والخوري بطرس، ويقدم ذاته في سبيلها.

الخوري بيار طانيوس هو إبن بجدرفل وابن عائلة من ثلاثة عشر ولداً وهو التاسع بينهم. الرب دعاه من هذه العائلة المباركة المقدسة، كما كل عائلاتنا في أرض البترون المقدسة وفي أرض تنورين وهذا الجبل، والعائلة الكبيرة فيها بركة، ليكون كاهناً يخدم شعبه بالتعليم والتقديس والرعاية.

دعاه الرب إذ كان ملتزماً في رعيته وفي الأبرشية. فدخل إلى المدرسة الإكليريكية البطريركية في غزير ودرس الفلسفة واللاهوت في جامعة الروح القدس الكسليك. ثم رُسم كاهناً سنة 2000، التي كانت سنة مقدسة وفي بدايتها استرجعنا هامة مار مارن من إيطاليا إلى كفرحي. ثم خدم في رعايانا سبع سنوات، قبل أن نرسله إلى فرنسا للتخصص في الحق القانوني الكنسي. وقضى ست سنوات هناك أخذ فيها خبرة رعوية من عمله في رعية فرنسية بالقرب من باريس وحصل على شهادة دكتوراه منذ حوالي الشهرين. وعاد إلينا اليوم كاهناً مثقفاً ومزوّداً بخبرة رعوية مميزة.

وأفتخر بأن أعيّنه في رعيتكم ليخدمكم في المحبة. وهذا هو الشعار الذي اتخذتُه أنا في خدمتي الأسقفية وتبنّاه كهنتنا في الأبرشية، ومنهم الأب اغناطيوس والخوري بطرس. سيؤدي خدمته بتضحية وإخلاص ومحبة معهما. ومعاً سيخدمون تنورين التي تستحق أولى الأولويات. فتنورين هي الرعية المارونية المميزة، المحافظة على قيمنا المارونية والإجتماعية والوطنية. تنورين التي تتمتّع بأكبر مستوى ثقافي، ليس فقط في منطقة البترون، بل في لبنان. فهي تستحق أن يكون عندها كاهن مثقف إلى جانب الأب اغناطيوس والخوري بطرس.

سيكون الخوري بيار بينكم. وأنتم بقلبكم الكبير تستقبلونه اليوم وكل يوم. وهذا المولود الجديد سيحضّر معكم الميلاد، ميلاد يسوع المسيح ابن الله المخلّص، لكي يكون مناسبةً لولادة جديدة لنا جميعاً، ولكل عائلة من عائلاتنا، ولكل رعية من رعايانا، وولادة جديدة لكنيستنا في البترون التي أطلقنا فيها مجمعنا الأبرشي منذ خمسة أسابيع. وفي هذا المجمع سنسير معاً نحو التجدّد.

هدفنا أن نتجدّد في عيش إيماننا وفي عيش قيمنا وفي عيش قربنا من بعضنا البعض بالتضامن والمحبة والانفتاح والإحترام والتضحية والإخلاص. ونتمنى جميعاً أن يكون ميلاد هذه السنة ولادة جديدة لوطننا لبنان. كم يحتاج لبنان اليوم أكثر من أي يوم مضى أن يولد من جديد من خلالنا نحن أبناءه وبناته، من خلال المسؤولين السياسيين والمدنيين والكنسيين. فنتعاون ونتضامن ونكتف الأيدي في سبيل إعادة بناء لبنان « الوطن الرسالة». هذه هي مسؤوليتنا. فلنتحمّلها معاً ونلتقي كمواطنين متساوين، مسيحيين ومسلمين، ومتضامنين كما كان آباؤنا وأجدادنا، لخدمة وطننا لبنان بإخلاص وتضحية ومحبة.

ايها الحبيب الخوري بيار، نقول لك أهلاً وسهلاً في تنورين لتكون خدمتك مثمرة فيها تكمّل خدمة من سبقك، من الخوري يونس إلى المونسنيور يوسف مرعب الذي خدمها أكثر من خمسين سنة إلى الأب اغناطيوس الذي يخدمها بتضحية مثالية بمساعدة الخوري بطرس. وستكونون معاً جماعة واحدة تشهدون لحضور الرب يسوع المسيح وتؤدون المجد والشكران مع أبناء الرعية إلى الله بشفاعة العذراء مريم سيدة الانتقال شفيعة تنورين، وجميع قديسينا. آمين. 

Photo Gallery