عظة المطران منير خيرالله في قداس الشعانين في عبرين 1-4-2012

عظة سيادة راعي الابرشية المطران منير خيرالله
في قدَّاس أحد الشعانين – عبرين أول نيسان 2012
 
        «بتأثر عميق أحتفل معكم اليوم بأحد الشعانين، دخول السيد المسيح الى أورشليم، يوم الفرح لأولادنا ولعائلاتنا، بتأثر عميق أستذكر معكم كل عظام عبرين الذين كان لهم دور كبير في تاريخ كنيستنا ووطننا. أحتفل معكم بأحد الشعانين وفاء لما تمثل بلدة عبرين من دور كبير في مسيرة كنيتنا وفي تاريخها الطويل ومع البطريرك العظيم، ابن منطقتنا ابن بلدة حلتا البطريرك الياس الحويك الذي نرجو أن يكون على طريق القداسة. عبرين الحبيبة أحتفل معها اليوم بأحد الشعانين للمرة الأولى في خدمتي الأسقفية وأردت ذلك لكي يكون تشجيعاً لنا جميعاً وتشجيعاً لكم ولعائلاتكم ولأبناء عبرين وبناتها أينما كانوا منتشرين في لبنان وفي بلدان العالم الواسع، لهم مني تحية خاصة.
أحد الشعانين ندخل فيه مع المسيح بفرح كبير الى أورشليم ولكن نعرف اليوم ما لم يفهمه الرسل والتلاميذ عندما استقبل الجمهور يسوع المسيح ملكاً لهم، ملكاًلإسرائيل، لم يفهموا أن ملك يسوع المسيح لم يكن من هذا العالم وملكوته لم يكن من ملكوت العالم وأن ملكه ليس كما كان ينتظر شعبه، ملكه يعبر ببذل ذاته على الصليب والموت على الصليب محبة للبشر كي بقيامته يعطيهم الحياة ويورثهم إرث أبناء الله. هذا كان مخطط يسوع الخلاصي وهذه كانت إرادة الله بمحبته المطلقة للبشر.
      لم يفهموا أن يسوع المسيح ابن الله المخلص الذي دخل أورشليم بالزغاريد والإحتفالات وصراخات هوشعنا لابن داوود، يسوع المسيح دخلها بتواضع عميق، دخلها على جحش ابن آتان ليتم ما كتب عنه في التوراة وفي الأنبياء وما أوحاه الله، لكن إرادته كانت أن يعبر مع شعبه الى القيامة والحياة، والعبور الى الحياة لن يكون إلا بالموت على الصليب، لذلك قبل أن يبذل ذاته. هذا هو الملك الذي يقبل أن يضحي بذاته في سبيل شعبه.
  وفيما نحن نحتفل بالفرح الكبير مع يسوع المسيح بدخوله الى أورشليم، أين نحن من تطلعاتنا الى أبعد من دخول أورشليم الى الموت الى الصليب والى القيامة. نحن اليوم أبناء عبرين وأبناء كل البترون، أبناء كل أبرشية البترون، أبرشية القداسة والقديسين، نحن مدعوون لأن نكون بقرب المسيح، أن نمشي معه بفرح كبير اليوم وأن نمشي معه مسيرة الجلجلة ودرب الصليب حتى نستحق أن نموت معه عن إنساننا القديم، أن نموت معه عن الخطيئة وعن كل ما فينا من أنانية وحب للذات والكبرياء ومن عدم عيش القيم المسيحية، أن نموت عنها لنستحق معه أحد القيامة أن نقوم الى حياة جديدة.
      اليوم يوم الفرح مع أطفالنا، إنهم العيد وببراءتهم يدعوننا جميعاً الى أن نعود نحن الى براءة الأطفال فنستقبل يسوع بقلوب مفتوحة، نستقبله في بيوتنا وعائلاتنا، ولنتذكر فقط في العودة الى جذورنا وينابيعنا الروحانية أن آباءنا وأجدادنا ضحوا بالغالي والثمين في سبيل أن يحافظوا على إيمانهم وفي سبيل أن يحافظوا على الدعوة التي دعاهم إليها المسيح، الدعوة الى القداسة «داعياً» لأن نتقدس بالمسيح وبعمل روحه القدوس فينا، فنستحق معا أن نعيد العيد الكبير، قيامة المسيح وقيامة كل واحد منا وكل عائلة من عائلاتنا وكل رعية من رعايانا، أن نعيد مع شعبنا وكنيستنا ووطننا الحبيب لبنان، وطن الرسالة، أن نعيد القيامة الحقيقية وكلنا مسؤولون عنها بعد مسيرة درب الصليب، مسؤولون عنها في القيامة.
     وفي الختام أدعوكم كي تحملوا جميعاً مسؤولية ما نقل إلينا آباؤنا وأجدادنا من حفاظ وتمسك بالقيم المسيحية وبأرضنا المقدسة ولنحافظ عليها معاً ولنتحمل مسؤولية تطلعاتنا المستقبلية لكي نكون حقيقة تلاميذ المسيح وشهوده في عالمنا اليوم بعيش المحبة والتضامن والتعايش والإنفتاح والإحترام للتعددية التي تميزنا في لبنان، وتضامننا جميعاً في إعادة بناء وطننا لبنان الوطن الأحب، الأرض الوقف لله، لنستحق أن نحمل، أينما كنا هنا وفي العالم، الرسالة المميزة باسم السيد المسيح.