جناز الأربعين للمطران بولس آميل سعاده، البترون 29/10/2022

عظة المطران منير خيرالله

في قداس الأربعين للمطران بولس آميل سعاده

كاتدرائية مار اسطفان- البترون، 29/10/2022

 486

« هوذا الزارع خرج ليزرع » (متى 13/3)

في أربعين المطران بولس آميل سعاده نستلهم المعلم الإلهي يسوع المسيح لنؤدي شهادة في من كان الخادم الأمين والراعي الصالح.

ولم يكن يسوع يكلّمهم إلاّ بالأمثال « لأنهم ينظرون ولا يبصرون، ولأنهم يسمعون ولا يسمعون ولا هم يفهمون » (متى 13/13).

الزارع هو يسوع المسيح ابن الله الذي صار إنسانًا ليخلّص الإنسان.

راح يعلّم في كل مكان ويبشر بالملكوت داعيًا إلى التوبة ومناديًا: « توبوا، قد اقترب ملكوت السماوات» (متى 4/17).

جاء يزرع كلمة الله في قلب كل إنسان ويدعوه إلى أن يتحمّل مسؤولية نشر الملكوت كي يقبل الكلمة ويصبح من ثمّ بدوره زارعًا. ومن يسمعْ هذه الكلمة ويفهمْها ويعملْ بها يكنْ كالقمح الذي وقع في الأرض الجيّدة « وأثمر بعضه مائه، وبعضه ستين وبعضه ثلاثين » (متى 13/8).

زرع يسوع المسيح كلمة الملكوت في أرض إهدن الطيّبة، وفي عائلة كهنوتية تحمل إرث الإيمان والعنفوان والكرامة. فكان أن لبّى أحد أبنائها، آميل، الدعوة بعد جدّه ووالده، فقبل الكلمة وأثمر مائة ضعفٍ، وأصبح في خدمته الكهنوتية ثم الأسقفية زارعًا لكلمة الملكوت في أرض إهدن-زغرتا المعطاء وأرض البترون الطيّبة، ومعلِّمًا على مثال المسيح.

لدى رسامته الأسقفية قال: « إننا على خطى السيد المسيح المعلّم الإلهي نسير ».

ولدى تسلّمه رعاية أبرشية البترون، في 6 تشرين الثاني 1999، عشية الاحتفال بالسنة المقدسة في مناسبة اليوبيل الألفي الثاني لتجسّد الرب يسوع المسيح قال:

« لا يَخفَى علينا وعليكم المهام والأعمال التي تنتظرنا؛ لذا فإننا سنسير على خطى السيد المسيح المعلم الإلهي، وعلى خطى الأساقفة الذين أنبتتهم هذه الأبرشية، وسنستلهم تعاليم الكنيسة والآباء والباباوات والبطاركة، وبخاصة البطريرك الأول مار يوحنا مارون والبطريرك الكبير الياس الحويك والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير لما يرمز إليه على الصعيدين الكنسي والديني كما على الصعيدين الوطني والاجتماعي.

أما كلمات الرب للنبيّ إرميا: أعطيكم رعاة على وفق قلبي، فترسم لمستقبل أبرشيتنا هدفًا ونهجًا لرسالة نتّبعها بوفاء وشكر ومحبة لنكون أسقفًا ومدبّرًا وراعيًا.

ولنا معكم صفةُ الأبوة والرعاية، وهدفُنا أن نخدمكم وننشر معكم رسالة البشارة الجديدة، رسالة الرجاء الخلاصي والسلام والمحبة لجميع أبناء الأبرشية ».

وأضاف مستوحيًا من الإرشاد الرسولي للقديس البابا يوحنا بولس الثاني « رجاء جديد للبنان »، الذي نحتفل بيوبيله الفضي هذه السنة (1997-2022): « نسعى حثيثًا بإيمان وثقة إلى تعزيز الحياة الروحية والإنسانية لدى أبنائنا لنبني حضارة العدالة والمحبة والقيم الأدبية بهدف التصدّي لحضارة مادية باتت تشكّل خطرًا على تراثنا الديني والوطني والاجتماعي».

وبعد مسيرة ثمان وعشرين سنة في الخدمة الكهنوتية وست وعشرين سنة في الخدمة الأسقفية، زرع في خلالها الخوري ثم المطران بولس آميل سعاده كلمة الملكوت وأثمر خدمةً وعطاءً ومحبةً وعمرانًا، نشهد أنه كان وفيًا ومخلصًا للرسالة التي حملها من الرب يسوع وللنهج الذي وضعه في السير على خطاه.

أيها الراعي الصالح المطران بولس آميل،

إنك لم تغادرْنا، بل أنت باقٍ معنا وبيننا بروحك وبكل ما زرعته في قلوبنا من إيمان ومحبة وصلاح وتعلّقٍ بكنيستنا وبأرضنا المقدسة وبوطننا لبنان الرسالة. وحياتُك تبقى لنا قدوةً وشهادة تحثّنا على الرجاء.

نشهد لك نحن إخوتُك الكهنة، وأنا خليفتُك في أبرشية البترون، أنك كنت لنا الأب الحنون والراعي الصالح والموجِّه الحكيم.

يشهد لك المثلث الرحمة البطريرك نصرالله صفير أنك كنت « رجل الكدّ والعمل ».

ويشهد لك غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، رفيقُك في الأسقفية، أن « الله اختارك وقدّسك وأرسلك. فلبّيت الدعوة والرسالة بالأمانة والإخلاص والالتزام ».

يشهد لك الدكتور نبيل خليفه أنك « رجل الأصالة »، وأن أسقفيتك كانت « أسقفية المهمات الصعبة».

ويشهد لك الدكتور سهيل مطر قائلاً:

« إن هذا الزغرتاوي الأصيل ما دعا يومًا لفُرقةٍ، وما آمن إلا بالسلام، وما أسهم إلا بصلحة ووفاق، ووراء الأحمر الدامي في اللباس قلبٌ هو للبياض مغارةٌ ميلادية ومحبة ».

وفيما نحن على وشك الدخول في الزمن الميلادي، نجدّد الوعد لك ونعاهدك أننا على خطى المسيح المعلّم الإلهي نسير، وسنحافظ على الإرث الذي تركته لنا، فنعمل معًا على إنماء منطقتنا، وعلى تلبية دعوة الله لنا إلى القداسة في أبرشية القداسة والقديسين.

ومعك ومع أمنا مريم العذراء نرفع إلى الله نشيد الشكر مرنّمين: « تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي».

  

نوايا جناز الأربعين للمطران بولس اميل سعاده

1.                                    " هو يبني بيتاً لاسمي، وهو يكون لي ابناً وأنا له اباً، واثبّت كرسي ملكه إلى الأبد يقول الربّ"  (1أخ22: 10)

يا أبانا السماويّ، نرفع صلواتِنا في هذا اليوم المبارك، على نيّة كلِّ العاملين في الشأن العام، من مسؤولين زمنيين وروحيّين، وعلمانيّين ملتزمين في حقل الرسالة، كي يُكملوا بناء ملكوتك. وعلى نيّة كلِّ والدٍ ووالدةٍ، يربِّيان أولادهما، على الإتّكال على نِعمةِ الربّ، ومخافتِهِ. ونصلّي، من أجل كلِّ من يسعى لمدِّ جسورِ التفاهمِ، والخيرِ، والمصالحةِ بين الناس، كي تَزيدُهم نِعماً وبركاتٍ وحكمةً ومشورةً.

ذاكرين في صلواتنا المثلث الرحمة، المطران بولس اميل، الذي اهتم ببنيان أبرشيته بشراً وحجراً، وسعى لتجديد بناء دير مار يوحنا مارون في كفرحَي، مشجّعاً الرعايا على بنيان الكنائسَ وقاعاتِ الرعيّة.

                                                                                                                                                           نسألك يا ربّ  

   

2.                وأمّا الأرضُ، فلا تَبِع بتاتاً لأنّها ليَ الأرضُ، وإنّما أنتم نُزلاءُ وضيوفٌ عندي"                                                                                                                               

                                                                             (لاو 25: 23 )

يا أبانا السماويّ، يا مَنْ أعطَيْتَ الطبيعةَ للإنسان، وجعَلْتَهُ وكيلًا عليها، نصلّي مِنْ أجلِ كُلِّ مَنْ سعى للحفاظِ على الأرض، والإهتمامِ بها، وحراثَتِها وزراعَتِها وتطويرِها، فالأرضُ هيَ عطيَّةٌ منكَ للإنسان، وعليهِ أنْ يؤدّيَ حِسابَ وِكالتِهِ. أغدِقْ عليهم نِعَمَكَ، وبارِكْ كُلَّ قطرَةِ عَرَقٍ جُبِلَتْ بها أرضُنا، واجعَلْنا وُكَلاءَ أمينينَ على عطيَّتِكَ جيلًا بعدَ جيل. 

ذاكرين في صلواتنا، المثلث الرحمة المطران بولس آميل، الذي أحبّ أرض البترون، فعمل على الحفاظ عليها، واستصلح الكثير منها، وشجّع الأوقاف على الإهتمام بها واستتثمارها

                                                                                                                                                            نسألك يا ربّ

3.                                    "هل فيكُم مريضٌ؟ فَليَسْتَدْعِ شيوخَ الكنيسةِ ليُصَلّوا عليهِ ويَدهَنوهُ بالزّيتِ باسمِ الربّ" (يعقوب 5/14)

نرفَعُ صلاتَنا إليكَ أيُّها الآبُ السماويّ، على نيّةِ كُلِّ الذينَ يعمَلونَ في مجالِ رعايةِ المرضى مِن أطبّاءَ ومُـمَـرِّضينَ ومُتطوِّعين. نصلّي مِن أجلِ جميعِ المكرَّسينَ والمكرّساتِ الـمُلتزمينَ في خدمَةِ المرضى والـمُعوَزينَ. ومِن أجلِ المؤسساتِ الكَنَسيَّةِ والـمَدَنيَّةِ التي تعمَلُ في هذا المجال. ونذكُرُ بالأخصّ كلَّ العائلاتِ التي تعتني بمحبّةٍ بـِمَرضاها. ساعِدْهُم يا ربّ، حتى يكونوا على الدّوامِ، علاماتِ رجاءٍ وفَرَحٍ لحضورِكَ ومحبَّتِكَ، بشفاعةِ أمِّنا مريم العذراء وجميعِ القديسين.

ذاكرين بصلواتنا المثلث الرحمة، المطران بولس اميل، الذي أنشأ المستوصفات وبنى مستشفى، وأوّل من ترأس اللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية في لبنان، وكانت أولى اهتماماته رعاية المريض. 

                                نسألك يا ربّ

4-« Et je me sanctifie moi-même pour eux, afin qu`eux aussi soient sanctifiés par la vérité »   (Jean 17 : 19)

Prions pour le repos de l’âme de Monseigneur Paul Emile Saadé qui, par sa confiance sans faille, a reconnu la Communauté des Orantes- apôtres de la Laure Abana à Toula- Batroun, Institut de vie consacrée à la vie semi-érémitique. La Communauté participe au Ministère de sanctification de l’église dans le silence de l’adoration du Père dans la cellule intérieure. Sa spiritualité implique une vie greffée sur la Personne du Christ en suivant Ses traces vécues dans la Tradition Maronite.

C’est pourquoi nous prions pour les consacrés de notre cher Diocèse de Batroun : tout spécialement les prêtres, les moines et moniales, les religieux et religieuses apostoliques, et pour le bon peuple de ses baptisés.

                                                                         Seigneur nous Te prions         

Photo Gallery