عظة المطران منير خيرالله
في أحد الشعانين
كاتدرائية مار اسطفان البترون، 2/4/2023
هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل
يا يسوع انت الملك، نستقبلك اليوم في قلوبنا وعائلاتنا، في وطننا ومجتمعنا، نستقبلك كملك خلاصنا، لكن في القلب غصة، نحن محزونون ومتألمون، بائسون ويائسون من مستقبلنا، ونستقبلك كما استقبلك شعبك لأنه كان في الحالة نفسها، ينتظر ملكا مخلصا. ولكن بعد دخول أورشليم، اختفى الشعب لأنه عاد إلى يأسه ورأى أن الملك الذي كان ينتظره ليس هو هو. بينما يسوع ملك المجد يتكلم عن مجد الحياة الثانية لا مجد العالم لأن مجد العالم باطل والناس يبحثون عن مجد العالم فغرقوا في يأسهم. أما نحن يا يسوع فمؤمنون ومقتنعون أننا نستقبلك اليوم بفرح ورجاء. لن نستسلم لليأس مهما عصفت بنا رياح هذه الدنيا. رجاؤنا كبير، ونحن في خلال هذا الاسبوع سنحمل معك الصليب، وسنسير معك في درب الجلجلة والآلام حتى الموت على صليب هذا العالم لنستحق معك القيامة. نعم انت قيامتنا ، لن نيأس. نحن مؤمنون أن درب الصليب ستنتهي وستنتهي قريبا بالقيامة، قيامتنا وقيامة كل عائلة من عائلاتنا، بقيامة مجتمعنا، وقيامة وطننا لبنان، الوطن الرسالة. لأن هذه الرسالة قد سلمتها انت أيها الرب يسوع إلى كنيستك في أرضك المقدسة وإلى وطننا لبنان وانت أردته وطنا رسالة، في العيش الواحد المشترك، في المحبة والسلام، في المصالحة والمصارحة، والحوار الصادق والمحب، في الاحترام المتبادل.
نحن مؤمنون ومترجون أننا معك، سنقوم ونقيم وطننا إلى حياة جديدة. سنتحمل المسؤولية معا لمستقبل أولادنا وأجيالنا الطالعة فيوقف هجرتهم عن هذا الوطن ويبقوا فيه رسل محبة وسلام مصالحة، أنبياء الرجاء ليس فقط للبنان لكن أيضا للعالم كله.
شعانيننا اليوم تنظر إلى أحد القيامة، إلى مجد القيامة. معك يسوع نحن منتصرون على كل بؤس ويأس وفقر وقهر، أنت خلاصنا، انت ملكنا الحقيقي.