عظة المطران منير خيرالله
في قداس الشعانين
كاتردائية مار اسطفان، البترون 24/3/2024
« لا يمكن أن نقبل بمنطق مملكة داود !»
يفتتح يسوع مسيرة آلامه وصلبه وموته وقيامته بدخوله أورشليم في أحد الشعانين. الشعب يستقبله بالهوشعنا كملك زمني ينتصر على الأعداء ويحرر شعب إسرائيل من نير الاحتلال، ويعيد مجد مملكة داود. لكن يسوع ابن الله وملك الملوك، يدخل أورشليم مدينة السلام ملكًا متواضعًا، ويشرح لرسله وتلاميذه أنه ملك من عند الله وأن مملكته ليست من هذا العالم، هي مملكة الله، مملكة المحبة والمغفرة والمصالحة والسلام، حيث الملك فيها يبذل ذاته في سبيل خلاص شعبه.
لم يفهم الرسل والتلاميذ هذا الكلام، إلا بعد موت وقيامة يسوع، ولم يُرد الشعب أن يفهم منطق مملكة الله، فراح يصرخ بعد بضعة أيام أمام بيلاطس: إصلبه، إصلبه !
أما نحن اليوم، تلاميذ يسوع المسيح وشعب الله الجديد، فهل نفهم هذا الكلام فيما نعيّد دخول يسوع إلى أورشليم ونحتفل بالشعانين على أرضنا، الأرض التي اختارها يسوع ليصير فيها إنسانا وهي عرضة للحروب والقصف والدمار؟.
فمنذ أن مات المسيح من أجل خلاصنا وخلاص البشر أجمعين، دخلنا في مملكته وتبنّينا منطق ملكوت الله فلا يمكن أن نقبل بمنطق مملكة داود، منطق الحرب والحقد والانتقام والقتل والدمار. لذا ندعو الجميع إلى فعل توبة صادق لنعيش مع بعضنا ومع الآخرين المغفرة والمصالحة والمحبة والسلام.