عظة المطران منير خيرالله
في عيد العيلة والاحتفال باليوبيلين الذهبي والفضي
في رعية عبرين، الأحد 26/5/2024- أحد الثالوث الأقدس
« إذهبوا إذًا فتلمذوا كل الأمم » (متى 28/16-20)
أخي الخوري يوحنا مارون مفرج خادم رعية عبرين الحبيبة،
أحبائي أبناء وبنات عبرين،
أيها اليوبيليون الأعزاء.
نحتفل معكم اليوم بعيد العيلة ونكرّم الأزواج الذين مرّ على عهد الحب الذي أعلنوه أمام الله وأمام الكنيسة في سرّ الزواج المقدس 25 أو 50 سنة.
أنتم الآن أيها الأزواج آتون لتجدّدوا العهد الذي قطعتموه لعيش الحب في سرّ الزواج المقدس وتواعدتم على عيشه مدى العمر في التضحية والوفاء وفي المشاركة في نعمة الحياة التي أعطاكم الله إياها بالاولاد.
نحتفل معكم بقداس الشكر لنقدم التسبيح والمجد والاكرام إلى الله الثالوث، الآب والابن والروح القدس، على كل ما عشتموه وتعيشونه معًا وعلى كل ما قدمتموه من تحضيات لبناء عائلات مسيحية تحيا بروح الانجيل وهدي الروح القدس وسهر أمنا العذراء مريم في الشهر المكرس لتكريمها.
نجدّد معكم إيماننا والتزامنا بسرّ الزواج المقدس الذي أراده الله منذ البدء عطاءً وتضحية حتى بذل الذات وحبًا أبديًا، والتزامنا ببناء العائلة المسيحية التي تواجه اليوم تحديات كبيرة تنزل علينا من كل صوب، شرقًا وغربًا.
فالعائلة بحسب تعليم الكنيسة هي:
· أولاً مدرسة إيمان، حيث يعاش الإيمان بالله وبتدبيره الخلاص للبشر بيسوع المسيح، عربون محبته المطلقة ووجه رحمته.
· ثانيًا مدرسة حياة، حيث يترجم الإيمان أعمالاً وتصبح الحياة شهادة محبة ومصالحة وتضامن، وتصبح العائلة على مثال الكنيسة أمًا ومعلّمة تربي على القيم السامية.
· ثالثًا مدرسة صلاة، لتصبح جماعة حوار مع الله تتغذى من كلمته ومن عيش الأسرار، وبخاصة المعمودية والافخارستيا والتوبة.
· رابعًا المدرسة الأولى والأساسية للحياة الاجتماعية لتصبح جماعة في خدمة الإنسان بمجانية العطاء والمحبة والصفح والمغفرة وروح الضيافة والجرأة على قول الحق.
أيها الأزواج، أنتم مدعوون إلى تأدية شهادة الحب وتحمّل المسؤوليات الجسام في مواجهة التحديات التي تهدد وحدة العائلة وثباتها والقيم التي تربّي عليها.
أنتم مدعوون إلى الشهادة بأنكم عائلات تصلّي. والعائلة التي تصلي تعيش حضور الله فيها وتبقى ثابتة في إيمانها ووحدتها وتماسكها. تشاركوا في الصلاة مع أولادكم، وتغذّوا من كلمة الله في الكتاب المقدس ومن المناولة في الافخارستيا.
أنتم مدعوون إلى القداسة. والدعوة إلى القداسة تنمو في العائلة التي تشهد في عيشها للفضائل الإلهية والقيم الانجيلية.
إنها نعمة لنا وللكنيسة أن تعطي عائلاتنا قديسين، هم مثال وقدوة لنا في الشهادة للمسيح الحاضر بيننا حتى منتهى الدهر، شربل ورفقا والحرديني والطوباوي الأخ اسطفان والمكرّم البطريرك الحويك.
وهي نعمة خاصة هذه السنة، وفي الظروف الكارثية التي نعيشها، أن تحتفل كنيستنا المارونية بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي في بكركي في 2 آب 2024، وبإلاعلان عن قداسة الإخوة المسابكيين الثلاثة الشهداء، واثنان منهم متزوجان.
فلا تخافوا إذًا ! تطلّعوا بفرح ورجاء إلى مستقبل أولادكم. علّموهم أن يثبتوا في المسيح؛ وأكّدوا لهم أنهم فيه يستطيعون المستحيلات ومن دونه لا يستطيعون شيئًا.