فريق Lebtalks، 3/11/2024
تكريس أول كنيسة على إسم “مريم التي تحلُّ العُقَد”.. المطران خيرالله: البابا فرنسيس يحملُ همّ لبنان
تمّ بعد ظهر أمس الأحد، بمباركة وحضور راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، تكريس كنيسة أثرية أٌعيدَ ترميمها وهي كانت قد شُيّدت في العام 1714 على إسم السيدة العذراء « مريم التي تحل العقد »، وافتتاح صالة رعية مار شليطا في بلدة كفرحتنا بقضاء البترون، وذلك في حضور عدد من والمخاتير ورؤساء بلديات وكهنة الرعايا وحشد من المؤمنين من البلدة وخارجها.
وخلال الاحتفال، تمَّ تكريس باب الكنيسة من قبل راعي الأبرشية المطران خيرالله بالزيت المقدس ثلاث مرات على شكل صليب ورشّ الماء المبارك قبل دخول الى حرم الكنيسة حيث تمَّ تكريس المذبح وتلاوة طلبة العذراء.
بعدها توجه الحضور الى القاعة الرعوية الجديدة حيث رُفعت الستارة عن لوحة تذكارية عن مسار بناء الصالة قبل قص شريط الافتتاح.
الخوري فرح
وألقى خادم رعية مار شليطا الأب مارون فرح كلمةً شكرَ فيها أصحاب الأيادي البيضاء الذين كان لهم الفضل الأكبر من خلال السعي الدؤوب لبناء قاعة “تليق بأبناء الرعية، كما شكرَ لجنتي الوقف السابقة والحالية وكل المغتربين وأبناء وبنات وعائلات الرعية على تضامنهم ووحدتهم وغيرتهم على الكنيسة والرعية لأن « في الاتحاد قوة ».
وقد توجه الى المطران خيرالله قائلاً: « منذ توليكم يا صاحب السيادة هذه الأبرشية، أبرشية القداسة والقداسة والقديسين، اتخذتم شعاراً لكم أنا خادمكم بالمحبة وكنتَ العين الساهرة واليد الممدودة بدعمكم وتوجيهاتكم وإرشاداتكم لنا في هذه الرعية المباركة كي نبني معاً يداً بيد مع كل أبناء الرعية صالة على إسم القديس شليطا، وهذا حلم قد تحقق بفضلكم يا صاحب السيادة و بوقوفكم الى جانبنا في أصعب الظروف والتحديات التي يمرُّ بها وطننا لبنان ولا يزال حتى اليوم، طالبين من إمنا العذراء مريم التي تحل العقد أن تعطي السلام لهذا الوطن ولأبنائه ».
المطران خيرالله
« بعد تكريس الكنيسة وحفل افتتاح صالة الرعية، ألقى المطران خيرالله كلمة شدّد فيها على أهمية التضامن المجتمعي من أجل بناء غدٍ أفضل، ومما ورد في كلمته: « هي فرحة كبيرة أن أكون معكم اليوم بعد عودتي من روما حيث شاركتُ في سينودوس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية مع كل أساقفة العالم، وكنا مع قداسة البابا فرنسيس نحمل لبنان وهمومه ورسالته كوطن السلام والرسالة كم يردّد دائماً البابا فرنسيس، وكما كان يردّد سلفه من قبله البابا القديس يوحنا بولس الثاني.
لقد عملنا خلال ثلاث سنوات بمسيرة السينودس التي لخّصها الحبر الأعظم في اليوم الأخير من تشرين الأول الفائت حيث قال: لقد تعلمنا في مسيرة السنوات الثلاث وفهمنا كيف نكون بطريقة أفضل كنيسة سينوديسية نحن شعب الله كل المعمّدين نسيرُ معاً وهذا معنى كلمة سينودوس أي أن نسير ونعبر معاً الى حيث يريد الله أن نكون رسل سلام وشهوداً على المغفرة والمصالحة، وليت هذا المنطق يُطبق في وطننا وموسساتنا ودولتنا، فنعبر معاً من الألم الى الأمل ونخرج من مصالحنا الشخصية الضيقة الى المصلحة العامة، مصلحة الوطن والشعب والدولة ونسير متضامنين لبناء لبنان من جديد وطن الرسالة في لحظته التاريخية ورسالته المميزة بالعيش معاً في إطار احترام التعددية والانتماء الى الوطن الواحد.
هذا المنطق بالذات عشناه معاً في هذه الرعية إذ بعد جهود لسنوات توصلنا اليوم الى تدشين هذه القاعة لأنكم جميعكم كأبناء وبنات هذه العائلة خرجتم من المصالح الشخصية ومن الأنا وفكرتم بمصلحة رعيتكم وكنيستكم وعملتم معاً وتضامنتم معاً،قريبين وبعدين، بقلب واحد في لبنان والدول العربية ودول الانتشار، كل واحد منكم قدّم مساهمته من ” فلس الأرملة” الى أن تمكنتم من تنفيذ هذا المشروع، وإلا لبقينا كما كنا في السابق وكما هم لسوء الحظ المسؤولون في دولتنا حيث كل واحد فاتح على حسابه.
نعمة كبيرة من الله وبشفاعة مار شليطا ومريم العذراء التي تحل العُقَد، والتي اكتشفتُ خلال مشاركتي في السينودوس أنه، ومن مئات السنوات لدى دول أميركا اللاتينية هناك إكرام خاص للسيدة العذراء التي تحل العُقَد، وقد تكون هذه الكنيسة المرمّمة على إسم السيدة العذراء هي الوحيدة في لبنان.
في هذه الظروف بالذات التي تمرّ بها البلاد لم يبقَ لنا سوى الصلاة الى الله بشفاعة القديسين، ونحن هنا في أرض القديسين، وبشفاعة أمنا مريم التي رافقتنا منذ تأسيس كنيستنا المارونية، وهي لا تزال ترافقنا، واليها نسلّم هذا الوطن وهي مريم العذراء سيدة لبنان وأرزته كي تطلب من إبنها يسوع أن يوقف الحرب ويُحل السلام في قلب كل واحد منا وفي قلب وطننا لبنان».
بعدها، انتقل راعي الأبرشية والحضور للمشاركة في الكوكتيل الذي أُقيم للمناسبة في صالة الرعية الجديدة.