الوكالة الوطنية
البترون ـ لميا شديد 5/10/2012 مصور
عقدت في الدير الأم لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات في عبرين في منطقة البترون، الجلسة الأولى للتحقيق في دعوى تطويب وتقديس المثلث الرحمات البطريرك الماروني الياس بطرس الحويك مؤسس الجمعية وجرت قراءة إذن الموافقة من الكرسي الرسولي على البدء بالتحقيق وقرارات تعيين لجنة التحقيق ولجنة خبراء التاريخ ولجنة اللاهوتيين الصادرة عن راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله. وتخلل الجلسة الأولى حلفان اليمين القانونية لراعي الأبرشية وطالب الدعوى المطران حنا علوان ومساعدته الأخت ماري أنطوانيت سعاده وأعضاء المحكمة وأعضاء اللجان، بالاضافة الى تقديم لائحة الشهود والوثائق والتواقيع والاختام.
وعقدت الجلسة الأولى عند ضريح البطريرك الحويك في الدير الأم للجمعية التي أسسها بعد موافقة الكرسي الرسولي على البدء بالتحقيق وبنقل الصلاحيات من الأبرشية البطريركية الى أبرشية البترون المارونية، وذلك بطلب من راعي أبرشية البترون المارونية سابقا المطران بولس إميل سعاده وبناء على دعوى مبدئية تقدمت بها جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات بتاريخ 1 كانون الأول 2010 بشخص رئيستها الام غبريال بو موسى، وطالب الدعوى المطران علوان ومعاونته الأخت سعاده.
وبتاريخ 19 أيلول 2012 ، قدم طالب الدعوى المطران علوان عريضة استدعاء قانونية مرفقة بالمستندات اللازمة، الى المطران خيرالله راعي الأبرشية خلفا للمطران سعاده وقبل خيرالله عريضة الاستدعاء، وعيّن لجنة تحقيق مؤلفة من الأب مارون نصر محققا، والخوري جورج القزي محاميا عن العدل، والخوري اسطفان الخوري مسجلا، كما عيّن لجنة خبراء في التاريخ من الأب كرم رزق رئيسا والدكتور عصام خليفه والدكتور أنطوان الحكيم أعضاء، ولجنة لاهوتيين مؤلفة من المطران غي بولس نجيم والخورأسقف أنطوان مخايل والأب أنطوان أحمر.
وحضر الجلسة الأولى للتحقيق المطارنة خيرالله وسعاده ، ونجيم، وعلوان، ويوسف ضرغام، الأم غبريال بو موسى، واعضاء اللجان، النائب العام في الرهبانية اللبنانية الأب إميل عقيقي، معلم المبتدئين في الرهبانية الأب نجم شهوان، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، بالاضافة الى رئيسات اديار ومدارس الجمعية ولفيف من الراهبات وجمهور دير عبرين.
علوان
استهلت الجلسة بصلاة لإظهار قداسة البطريرك الحويك فكلمة تقديم من المطران علوان أعلن فيها البدء بالدعوى بجلسة قانونية رسمية متمنيا الوصول الى التطويب ومن ثم القداسة. واشار الى أهمية عمل كل الهيئة الحاكمة في دراسة الملفات التي يجب أن تأخذ قيمتها القانونية واللاهوتية وعليها يتم الاستناد في ملف الدعوى.
الأم بو موسى
ثم ألقت الأم بو موسى كلمة ثمنت فيها المناسبة والاجتماع حول ضريح البطريرك الحويك، "المناسبة التي انتظرناها نحن بنات الحويك، "البنات المباركات" ، كما أحب أن يدعونا في كتاباته الكثيرة، وفي زياراته العديدة الى دير العائلة. لمن كان يحاول أن يثنيه عن زيارة الدير، كان يردد: "إن قلبي في دير العائلة، إن قلبي في عبرين." عباراته هذه حفرت في قلب كل بنت من بنات العائلة، من الرحيل الأول الذي شهد مسيرة التأسيس، ونعم بحضور الأب المؤسس، الى الأفواج المتتالية، والى الأفواج الصاعدة اليوم، المشبعة من تعاليمه وكلماته وروحانيته وحضوره."
واضافت: "تراث ثمين جدا، نقلته الينا شهادات حياة، لأخوات كثيرات واكبن الأب المؤسس والجمعية الفتية، الغرسة التي "غرستها يد الرب"، كما كان يقول، مؤكدا أنها "حرث الله وبناؤه الذي قام على يد حقارتنا."
وتابعت: :إنها لمناسبة جميلة، فريدة، نشكر الرب عليها وعلى ما تحمله للجمعية، للمنطقة، للبلاد، وللكنيسة جمعاء من دواعي رجاء دائم التجدد، خاصة في هذه البقعة الصغيرة من بلاد البترون، التي تحمل شذى القديسين، وقد اصبحت محجا للمؤمنين."
ثم رحبت بالاساقفة وشكرت كل من ساهم في التحضير للجلسة الاولى وتمنت "أن تكون انطلاقة مباركة للجمعية في مسيرة جديدة تقودنا الى حيث أراد الأب المؤسس، الى جوهر القداسة وغاية العمل الرسولي."
خيرالله
وفي ختام الجلسة ألقى المطران خيرالله قال فيها: "5 تشرين الاول هو يوم تاريخي يحفظ مثل يوم 24 كانون الاول 1931 ليلة وفاة البطريرك الحويك. هذا اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة لكنيستنا المارونية ولابرشيتنا، أبرشية القداسة والقديسين، ولجمعية راهبات العائلة المقدسة."
وثمن خيرالله "جهود المطران سعاده الذي كنت الى جانبه نائبا عاما في الأبرشية على مدى سنوات للبدء بالتحقيق بدعوى تطويب البطريرك الحويك واليوم نقطف الثمار لنبدأ الطريق الذي نتمنى أن لا يكون طويلا للوصول الى ما نبتغي."
وأضاف: "انطلاقا من هذا اليوم وفي شهر الوردية وشهر تكريم أمنا مريم التي تعبّد لها البطريرك الحويك، واليوم هو بداية مسيرة مع أمنا مريم لتحقيق اعلان تطويب البطريرك الحويك ومن ثم تقديسه."
وشدد المطران خيرالله أن "الجلسة الأولى ليست خطوة رسمية إنما البدء بالتحقيق من قبل اللجنة المعينة بعد حلفان اليمين منا ومن الأعضاء، إنه بداية مسيرة طويلة يتخللها التحقيق والتفتيش عن البراهين والاثباتات حول عيش خادم الله بطولة الفضائل، وحول شهرة قداسته.نأمل أن لا تكون هذه المرحلة طويلة بمساعدة قديسينا وكنيستنا ونصلي للرب أن يقبل طلبنا بدعوى التطويب".
ودعا كل من لديه شهادة أن يبلغ عنها لدى لجنة التحقيق.
نبذة عن حياة البطريرك الحويك
هو إبن بلدة حلتا البترونية التي ولد فيها في أواخر كانون الأول 1843 وهو بكر لسبعة أولاد: ثلاثة صبيان وأربع بنات. والده هو تادروس عبود الحويك الذي عرف بالخوري بطرس، ووالدته هي غرّة طنوس الحويك وكلاهما من القرية نفسها. قبل سر العماد في 5 كانون الثاني سنة 1844 في كنيسة السيدة. مدرسته الأولى كانت سنديانة الضيعة.
ولد البطريرك الحويك في بيت فقير، متواضع، لكنه كبير بشهامته ودماثة أخلاقه. نشأ في بيت كهنوتي، معتصم بالله، متعبد له في عائلة من عائلات منطقة البترون الفقيرة التي تعيش "بالسترة" وبمخافة الله ولا تبتغي سوى مرضاته. تربى تربية صالحة، فيها من الورع وحب للحقيقة وللصلاح ما يكفي كي تصنع منه رجل الاستقامة والصدق والتواضع. قيل عنه في روما أبان دراسته بأنه فتى ولد للعظائم. وأبان عهد بطريركته لقب برجل العناية.
كان هم أبيه أن يعلم أولاده، إذ أن العلم هو الإرث الوحيد الذي يمكنه أن يورثهم إياه، فراح يدق الأبواب ويتحيّن الفرص من أجل توفيره لهم. فمن تحت السنديانة في القرية الى كفرحي (1851) حيث بزغت دعوته للكهنوت، الى غزير (1859)، ومن ثم الى روما (1866). هكذا كانت مسيرة الياس الحويك قبل أن يصبح كاهنا في 5 حزيران سنة 1870.
بعد أن نال شهادة الملفنة، عاد الى لبنان في 9 آب سنة 1870. عينه البطريرك مسعد كاتبا لسره سنة 1872. في 14 كانون الأول سنة 1889، رقي الى درجة الاسقفية، مطران عرقا شرفا ونائبا بطريركيا. أسس جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات عام 1895 وفي 7 كانون الثاني من سنة 1899، انتخب بطريركا. رقد بسلام في 24 كانون الأول ليلة عيد الميلاد سنة 1931.