قداس المطران خيرالله على نية موظفي شركة كيماويات لبنان البترون 27-5-2016 قداس

 

قداس المطران خيرالله

على نية موظفي شركة كيماويات لبنان

في كاتدرائية مار اسطفان- البترون، الجمعة 27 أيار 2016

 222

" نمر في لبنان بمرحلة صعبة وبتضامننا لن يبقى الوطن على هذه الحال"

 

ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خير الله اليوم، قداساً عن نية الموظفين بشكل عام وموظفي شركة كيماويات لبنان في سلعاتا المهددين بلقمة عيشهم، في ظل الأزمة التي تمر بها الشركة والتي ستؤدي الى إقفالها.

وأقيم القداس في كاتدرائية مار أسطفان في مدينة البترون وشارك في الذبيحة الإلهية القيم الأبرشي الخوري بيار صعب والكاهنان فرانسوا حرب وسامي سلوم، في حضور رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك ومخاتير وموظفي الشركة وعائلاتهم.

بعد الانجيل، ألقى خير الله عظة قال فيها: " قال بطرس لحننيا أنت لم تكذب على الناس بل تكذب على الله، نصلي اليوم في عيد القربان المقدس لنكرس أنفسنا من جديد ليسوع المسيح، نحن تلاميذه وسوف نكون أينما يكون هو، فهذا مصيرنا ونحن نفتخر بإيماننا.

قراءة اليوم، إن كانت من أعمال الرسل أو من الانجيل، تعلمنا الكثير مع بطرس والكنيسة الحاضرة، فكانوا جميعا على قلب واحد، يعيشون بمشاركة كاملة حياة مثالية مثلما طلب منهم المسيح، فإلتقى من يكذب ومن يسرق ومن هو فاسد، ويقول بطرس لحننيا أنت لا تسرق الناس ولا تكذب عليهم بل على الله، فما هو مصيرك؟

كم حنانيا يوجد اليوم في هذا المجتمع، وكم نحن بحاجة إلى إصلاح في مجتمع يسوده الفساد، فكل يوم نسمع بفضيحة كبرى، بفساد وسرقات، والدولة تنهار ولا ندري كيف سيعيش هذا الشعب، وأين حقه بالحياة بالحرية والكرامة؟.

أعرف أنكم عائلة واحدة، كلكم متضامنون، تعيشون على قلب واحد، تتشاركون الهموم التي هي اليوم همومنا أيضا ونحملها معكم. إنها هموم كل مواطن وكل عائلة، كل أب وأم يعملون بعرق جبينهم ليؤمنوا لأطفالهم حياة كريمة، فهذا حقهم، ونحن اليوم نتمنى أن ينصف الرب كل واحد منكم ويعطينا الرب القوة لنكون رسل الحق فلا نساوم على شيء حتى لو إحتقرنا العالم، حتى لو سرقوا منا كل شيء سوف نبقى رسل الحق.

من حقنا أن يعيش أطفالنا بكرامة ونؤمن لهم مستقبلا كريما، نحن في لبنان نمر في مرحلة صعبة، مرحلة فساد، لكن لبنان لن يكون هكذا، وبفضلكم وبفضل تعاوننا وتضامننا، فان لبنان لن يبقى على هذه الحال. سيأتي يوم ويحل الفرج وسنجد من يحاسب ومن ينصف المواطنين ويعطيهم حريتهم ليعيشوا بكرامة، فلا تخافوا فهذا ليس المصير بل هو واقع مؤلم، وهذا حاضر مؤلم، لكن الماضي لم يكن هكذا، ولا المستقبل سيكون هكذا.

أطمئنكم رغم هذه المرحلة العصيبة التي تعيشونها، والأزمة الإقتصادية والحروب وأكبرها أزمة القيم. خوفنا أن نفقد القيم التي تربينا عليها في عائلاتنا وكنيستنا وشعبنا ووطننا، فنحن معكم سوف نربي أطفالكم على قيمنا في هذا المجتمع، سيأتي يوم تأخذون فيه حقكم وتعيشون مثل أي مواطن في هذا العالم. لا تيأسوا وإبقوا صامدين وموحدين وأحبوا بعضكم وعيشوا على قلب واحد، مثلما كانت الكنيسة الأولى على أيام بطرس والرسل تحت إتحاد الإمبراطورية الرومانية، أعظم إمبراطورية في تاريخ البشر إنتصر عليها الرسل في النهاية وكان عددهم 12، وبعد 300 سنة أصبحت الإمبراطورية مسيحية مع قسطنطين الملك. فكلنا رجاء أن نعود ونبني دولة ومؤسسات ونربي أولادنا لتحمل المسؤولية، فهم سوف يعيدون بناء الوطن والدولة بإحترام الحرية والكرامة".

Photo Gallery