المطران منير خيرالله يشارك مطارنة الشمال افتتاح أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس
الخميس 19 كانون الثاني 2017 في كنيسة سيدة البشارة- الميناء- طرابلس
الوكالة الوطنية
أقام عدد من اساقفة الكنائس المسيحية صلاة لاجل وحدة المسيحيين بعنوان “محبة المسيح تحثنا على المصالحة”، في كنيسة سيدة البشارة في الميناء طرابلس، لمناسبة افتتاح اسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، حضرها محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك ادوار ضاهر، راعي ابرشية طرابلس المارونية جورج بو جوده، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس افرام كرياكوس، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، رئيس اللجنة الاسقفية المسكونية راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزيف معوض، النائب البطريركي العام على جبة بشري المطران مارون العمار، المطران سمعان عطالله الرئيس السابق للجنة الأسقفية المسكونية، الاب روبن ممثلا مطرانية الارمن الاورثوذكس، المونسنيور الياس البستاني، نقيب المحامين في الشمال عبدالله الشامي، رئيسة مدرسة القلبين الاقدسين في طرابلس الاخت جورجيت بورجيلي، رئيس مدرسة الآباء الانطونيين في الميناء الاب شكري الخوري، رئيسة مدرسة العائلة المقدسة في طرابلس الاخت سميرة مفوض، منسق اللجنة الاسقفية الاب شارل قصاص، واعضاء اللجنة الاباء طانيوس خليل ونقولا داود وميلاد مخلوف وباسيليوس غفري، ومتقدم الكهنة ميشال بردقان والاب خليل الشاعر، فاعليات رسمية واجتماعية واعلامية وأمنية ولفيف من الكهنة والراهبات وحركات رسولية ومؤمنون.
بداية، تحدث قصاص وشكر المطران ضاهر على استضافته صلاة الوحدة بين المسيحيين، ثم توالى المطارنة والاباء على رفع الصلوات على نية الوحدة واعلان كلمة الله وشرحها، واقيمت رتبة مواعيد المعمودية والاحتفال بقانون الايمان.
ضاهر
بعد ذلك، ألقى ضاهر عظة قال فيها:”إذا كان الترحيب إفصاحا عن طيب المشاعر وإبرازا للعواطف، في مجالات الأُخوة والصداقة والهدف والتعارف، فإنه لأوجب لأعضاء الأسرة الواحدة، أسرة كنيسة السيد المسيح، الواحدة، الجامعة، المقدسة، الرسولية، وأصحاب أعظم وأقدس رسالة ومسؤولية، رسالة تقديس النفوس ومسؤولية خلاصها، عندما يجتمعون للصلاة معا، ودرس ما يجب أن يقوموا به من أجل وحدة المسيحيين، وكل ما هو لخدمة الله والإنسان”.
وتابع:”لذا فاسمحوا لي، أيها الأحبة، أن أرحب بكم في رحاب كنيسة سيدة البشارة في مدينة الميناء،أجمل ترحيب وأصدقه. عنوان اللقاء اليوم أيها المصلون “محبة المسيح تحثنا أن نتصالح”، إننا نحتاج في هذه الأيام، إلى الجرأة والشجاعة والتواضع والمسامحة والصفح، لنخطو في خطوة بناءة عملية، تعمل على تحقيق اللحمة والوحدة بين جميع المسيحيين، لأن محبة المسيح هي القوة المحركة التي تجعلنا نتخطى انقساماتنا ونقوم بأعمال مصالحة، لتحقيق أمنية الرب يسوع المسيح في وحدة كنيسته، جسده السري”.
اضاف:”أود اليوم والآن بالذات، أن أعلن ما كنا نؤكده، من أن المواظبة على الصلاة معا، على مثال المسيحيين الأولين، هي مبدأ كل سعي نحو الوحدة، لأن الصلاة، إيمان بسيادة الباري تعالى على التاريخ وعلى قلوب البشر وعقولهم وعلى مصيرهم أيضا. والصلاة أيها الأحبة، ترافق العمل، وتدعو إلى الالتزام برسالة تحقيق الأخوة بين أبناء الله الواحد الأحد، وفي الصلاة أيضا، مواظبة حتى تلك اللجاجة المزعجة، التي يدعونا إليها الرب يسوع، صلوا ولا تملوا”.
قال:”نحن مدعوون إلى الصلاة من أجل الوحدة لا في هذا الأسبوع وحسب، بل على مدار حياتنا، حتى تتحقق رغبته:أن نكون، نحن المسيحيون بأجمعنا واحدا. أجل، أيها الأحبة، طريقنا الأكيد للوحدة هو الصلاة، وأفهم الصلاة هنا، في معنى واسع، أي:
- أن نتأمل شخص المسيح يسوع معلمنا وراعينا، وفي رغبات قلبه الأقدس بشأن كل منا وشأن جميعنا.
- أن نفتح له قلوبنا وأذهاننا ونفوسنا على مداها، تجاوبا مع ندائه لكل منا، يا بني أعطني قلبك، فنكون على استعداد لقبوله وقبول كل ما يطلبه منا، وتنفيذه وعيشه.
- أن نفتش عنه في أشخاص إخوتنا المسحيين، ونحبه فيهم، فنفتح لهم قلوبنا، لأنه هو يسكن أيضا في قلوبهم.
- أن نضم رغباتنا وتوسلاتنا إلى أمانيهم وصلواتهم، ونرفعها جميعا بإيمان وتواضع وانسحاق القلب، هذا القلب المتخشع والمتواضع والذي لا يرذله الرب، من أجلِ الوحدة حسب مشيئته، ويساعدنا في كل ذلك، التأمل الصادق والصلاة الخاشعة في حضرة الثالوث الأقدس، أكان فرديا أم جماعيا، وبخاصة في الذبيحة الإلهية”.
وتابع:”أيها الأحبة، مستقبل وجودنا، نحن المسحيين، في أرضنا ووطننا، يبدو لي، وبكل المرارة صعبا ومؤلما، ولكن ومع كل هذا الذي يجري، جوابنا يجب ألا يكون الهجرة أو الرحيل أو القوقعة والإنغلاق، بل أن نبقى هنا، متمسكين بأرضنا ورزقنا، ونموت هنا حيث عاش ومات آباؤنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا. بقاؤنا في هذه الأرض المباركة، إنما هو دعوة إلهية وبركة ونعمة وامتياز لنا، لأننا نحن الأساس في بناء هذه البلاد المشرقية، والجزء المؤسس في نسيجها البشري والإجتماعي والحضاري والثقافي”.
واضاف:”لذا أدعو نفسي وأدعوكم، أحبتي، إلى التعاون والتضامن وشبك الأيدي، للعملِ معا، وبكل الشفافية والتفاهم والمحبة، من أجل تحقيق الوحدة المسيحية، التي ننشدها كلنا والتي تشجع أبناءنا على البقاء في أرضهم”.
واردف:”نحن وجدنا، من قبله، تعالى وتبارك، لنكون مثلا ومثالا، لنكون رباط الوحدة والألفة بين بعضنا البعض، ونجمع شمل جميع المسيحيين، بل شمل بني البشر أجمعين، تحت راية الإنجيل، تحت راية المسيح. أجل أيها الأحبة كانت أمنية السيد المسيح، له المجد، عندما صلى لأجل وحدة المسيحيين، أن يعيش أتباعه كما يعيش أفراد العائلة الواحدة. وحياة العائلة تقوم على روابط المحبة، روابط الاخوة والمودة المتبادلة التي تشد الأعضاء إلى بعضهم البعض. ولا عجب أن يكون عنوان صلاة إسبوع الوحدة مقتبس من رسالة القديس بولس الثانية إلى أهل كورنثس (2 كور 5/14-20) محبة المسيح تحثنا على المصالحة”.
وقال:”الأخوة تزيل الفوارق التي من شأنها، أن تبعد الأفراد عن بعضهم البعض، والمودة تعمل على أن تقرب هؤلاء الأفراد، فيعيشوا معا، وكأنهم شخص واحد، توحدهم الأخوة والمودة، توحدهم المحبة. والمحبة عند المسيحيين، هي كل شيء، هي الفضيلة، هي الديانة، هي الحياة، هي المسيح، هي الله. والمسيحي الذي يتجرد عن المحبة، يتجرد بذات الفعل عن مسيحيته”.
وتابع:”ما المنفعة من التقنية العصرية ومن هذه التكنولوجيا المتطورة جدا، إذا لم يزدد الناس محبة لبعضهم البعض. وما المنفعة من الذهاب إلى كوكب بلا حياة، ما دام الناس يهلكون جوعا على الأرض. طالما لم يتم لهم مع تطور التقنية والتكنولوجيا، تطور المحبة وعيشها، وطالما لم يعد المسيحيون إلى وضع المحبة كأساس رجوعِهم إلى بعضهم البعض واتحادهم، فعملهم عمل من ينشد المستحيل”.
واضاف:”لن يغرب عن بالي مطلقا، دعوتي إليكم، أيها المصلون، وبهذه المناسبة بالذات، إلى تكثيف صلواتنا وأدعيتنا الحارة إلى الله، من أجل الإفراجِ عن أخوينا الأسقفين الجليلين المخطوفين، يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وسائر المخطوفين أيضا، ويعيدهم إلينا جميعا وعائلاتهم صحيحين سالمين. ويهمني جدا أن أخص بالشكرِ وأصدق العواطف، إخوتي أصحاب السيادة الأساقفة الحاضرين والمشتركين معنا في هذه الصلاة المميزة، والمحافظ نهرا والنقيب شامي، وجمهور الكهنة والرهبانِ والراهبات، والأخوة المؤمينين الحاضرين وأبناء مدينة الميناء العزيزة، وجميع الفاعليات ورجال الصحافة والاعلام وخصوصا محطة تيلي لوميير التي تنقل هذا الإحتفال، إلى كل أنحاء لبنان والعالم. وشكري الخاص لكل ضباط وعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وشرطة البلدية، والمنظمات الرسولية، والحركات الإجتماعية والأخويات، وإلى جميع الذين تعبوا وأشرفوا على تنظيم هذا الاحتفال وخصوصا الكهنة شارل قصاص عضو اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية، والأب باسيليوس غفري، والإيكونوموس الياس رحال والحركة الكهنوتية المريمية، وجميع الكهنة والشمامسة وشبيبة الأبرشية، وشكري العميق والبالغ للجوقات الرائعة التي أتحفتنا بأنغامها وألحانها”.
وختم:”كما الخبز والخمر كانا منتشرين، سنابل وعناقيد فوق التلال وفي السهول، ثم جمعت وصارت رغيفا واحدا وخمرا واحدا، هكذا فليكن من أمر أعضاء وأبناء كنيسة اليوم، كنيستنا وأمنا جميعا، فتجتمع من أطراف الأرض وتتحد في حدود الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، جسد المسيحِ الواحد، هذا ما نسأله جميعا وبإلحاح من رب الأكوان وخالق ما يرى وما لا يرى، انه السميع المجيب، آمين”.
رحال
بدوره شكر الاب الياس رحال المطران ضاهر والاساقفة والاباء المشاركين واللجنة المسكونية والجوقات والاخويات والمؤمنين، وكل من ساهم وشارك في صلاة الوحدة، ودعا “الى الصلاة والعمل من اجل وحدة المسيحيين”.
وفي الختام اعطى المطارنة البركة للمؤمنين، ثم اقام المطران ضاهر عشاء تكريميا على شرف المشاركين.