كلمة المطران منير خيرالله
في إطلاق موسوعة « شهداء المسيح في كنيسة الشرق
الديمان، الأحد 30/7/2017
المطران منير خيرالله
يسرني أن أشارك في إحتفال إطلاق موسوعة "شهداء المسيح في كنيسة الشرق" من هذا المقرّ البطريركي الحامل تاريخ كنيستنا المارونية، كنيسة الشهادة والشهداء. وأن أجدد نداء غبطة أبينا السيد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للاحتفال بسنة يوبيلية نكرّم فيها شهداءنا تبدأ في عيد أبينا القديس مارون في 9 شباط 2017، وتُختم في عيد أبينا البطريرك الأول القديس يوحنا مارون في 2 آذار 2018. وكان سينودس أساقفة الكنيسة المارونية قد اتخذ القرار بالاحتفال بهذه السنة في 18 حزيران 2015.
تهدف هذه السنة، كما يقول صاحب الغبطة، « أولاً إلى الاحتفال بشهدائنا المعروفين، لا سيَّما رهبان مار مارون الثلاثماية والخمسين الذين مرّ على استشهادهم ألف وخمسماية سنة (517)، وتعيِّد لهم كنيستنا في 31 تموز، والبطريرك دانيال الحدشيتي الذي استشهد منذ سبعماية وأربع وثلاثين سنة (1283)، والبطريرك جبرائيل الحجولاوي الذي مرَّ على استشهاده ستماية وخمسون سنة (1367)، والطوباويِّين الشهداء الإخوة المسابكيِّين الذين استشهدوا مع عدد كبير من الموارنة سنة 1860 وتعيّد لهم كنيستنا في 10 تموز».
وتهدف « ثانيًا إلى وضع لائحة بأسماء أبناء كنيستنا وبناتها الذين أراقوا دماءهم في سبيل إيمانهم بالمسيح، رأس الشهداء، وهم غير معروفين ويعود استشهادهم إلى حقبات مختلفة من التاريخ عرفت فيها كنيستنا أشدّ الاضطهادات، من مثل أيام حكم المماليك والعثمانيين، وأحداث 1840 و1860، ومجاعة الحرب العالميّة الأولى، والحرب اللبنانيّة الأخيرة ».
الهدف إذًا هو إحياء ذكرى هؤلاء الشهداء الذين أحبوا المسيح، وإبقاء ذكراهم حيّة في الكنيسة كي يصيروا مثالاً للمؤمنين في عيش الإيمان وقداسة السيرة وقوة المغفرة.
إنها ورشة كنسية كبيرة انطلقت، وتعمل اللجنة البطريركية على تحفيز كل فئات الكنيسة والمجتمع على الانخراط فيها بغية إظهار أهمية الشهادة للمسيح بالمحبة والمغفرة.
في الختام نقول مع صاحب الغبطة بأن « سنة الشهادة والشهداء هي مناسبة فريدة لتجديد التزامنا المسيحي بالشهادة للمسيح، والاستعداد لتأديتها حتى شهادة الدم، من أجل انتصار المحبة على الحقد، والسلام على الحرب، والأخوّة على العداوة، والعدالة على الظلم. وهي سنة تنتزع الخوف من قلوبنا، فيما نشهد في أيّامنا اعتداءات واضطهادات على المسيحيِّين في أنحاء عديدة من العالم، وبخاصّة في بلدان الشَّرق الأوسط قتلًا ودمارًا وتشريدًا وتهجيرًا. وقد وصف قداسة البابا فرنسيس هذا الواقع بقوله: واليوم أيضًا تعاني الكنيسة أقسى الاضطهادات، في أماكن عديدة، حتى الاستشهاد. أخوة وأخوات لنا يعانون من الظلم والعنف والاضطهاد وهم مبغضون من أجل اسم المسيح. شهداء اليوم هم أكثر من شهداء القرون الأولى" (راجع كلمته في التبشير الملائكي، 26/12/2016)».
« في سنة الشهادة والشهداء، نرفع عقولنا وأفكارنا إلى أمنا العذراء مريم سلطانة الشهداء، راجين أن تكون هذه السنة زمن رجاء وصمود، من أجل أن يكتمل عملُ الفداء الذي بدأه وأتمّه المسيح ربنا. ولتكن هذه السنة حافزًا لاقتفاء آثار شهودنا وشهدائنا، فيكونوا شفعاء لنا ومثالاً في اتّباع المسيح والشهادة لمحبته، في العطاء والتضحية والغفران والمصالحة».