عظة المطران منير خيرالله
في قداس عيد الشهداء الثلاثماية والخمسين تلاميذ مار مارون
والاحتفال بشهداء الكنيسة المارونية
الاثنين 31/7/2017، في دير مار قبريانوس ويوستينا- كفيفان
« قالت حكمة الله: سأرسل إليهم أنبياء ورسلاً، وسيقتلون منهم ويضطهدون» (لوقا 11/49).
الأب الرئيس،
إخوتي الكهنة، كهنة الأبرشية وكهنة أبرشية سانت إتيان،
أحبائي جميعًا، وبخاصة عائلة رابطة الأخويات في الأبرشية.
Très chers frères Prêtres du diocèse de Saint-Etienne.
Votre Présence est symbolique parmi nous ce soir. Vous saviez déjà avant de commencer votre pèlerinage au Liban que vous alliez célébrer avec nous cette fête de nos premiers martyrs, premiers martyrs de la Maronité, avant même la fondation de l’Eglise maronite.
Les Moines disciples de Saint Maroun, ermite et prêtre mort en 410 près d’Antioche, s’étaient répartis un peu partout en Syrie fondant des monastères. Après le 4éme concile œcuménique de Chalcédoine (en 451) qui avait fixé le dogme de la Personne du christ en deux natures divine et humaine, ces moines ont porté la foi de l’Eglise et l’ont proclamé partout ; et des frères Chrétiens, qui n’avaient pas reconnu ce Concile, avaient incité à persécuter les moines de Saint Maroun provoquant le martyr de 350 d’entre eux qui ont accepté de payer de leur sang pour défendre la foi de l’Eglise Universelle en 517, sachant que Eglise maronite n’a été fondée qu’avec Saint Jean-Maroun en 685 à Kfarhay. La liste des martyrs s’est allongée tout le long de l’histoire de notre Eglise maronite qui a porté le témoignage et la proclamation de l’Evangile restant fidèle à la foi de l’Eglise universelle et de l’Eglise de Rome.
Aujourd’hui nous fêtons les 1500 ans de nos premiers martyrs ; et notre Patriarche Cardinal Raї avait annoncé la célébration d’une année jubilaire pour 2017. Et nous avons décidé au synode de juin que le 31 juillet de chaque année notre Eglise célébrerait tous ses martyrs à travers les siècles. C’est une occasion de vénérer nos martyrs connus et ignorés et de les prendre comme témoins et exemple pour notre vie d’aujourd’hui afin de témoigner de la présence de Jésus Christ parmi nous jusqu’au bout, et même jusqu’au martyr s’il le faut. Et Jésus Christ est le premier martyr qui s’est sacrifié pour sauver l’humanité. C’est notre foi.
نحتفل معًا اليوم في أبرشيتنا بعيد الشهداء الرهبان الثلاثماية والخمسين تلاميذ مار مارون وأول شهداء المارونية والإيمان الكاثوليكي، وبجميع شهدائنا عبر التاريخ، في هذا الدير المشيّد على إسم الشهيدين قبريانوس ويوستينا.
واحتفالنا هذا يندرج في إطار السنة اليوبيلية التي أعلنها غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي لمناسبة مرور ألف وخمسماية سنة على استشهاد رهبان مار مارون الثلاثماية والخمسين.
وكنيستنا التي تأسست مع مار يوحنا مارون سنة 685 في كفرحي تابعت تأدية الشهادة للمسيح حتى الاستشهاد ودفعت آلاف الشهداء ليبقى أبناء مارون أوفياء لايمانهم بالمسيح وبكنيسة المسيح على هذه الأرض المقدسة.
وفي مجلس المطارنة اتخذنا القرار مع غبطة أبينا البطريرك بأن تحتفل كنيستنا المارونية في 31 تموز من كل سنة بشهدائها عبر الأجيال، لكي نتخذهم قدوة ومثالاً لنا في عيش إيماننا والشهادة له دون خوف. فنعرف أن المسيح سلّمنا مسؤولية استمرارية الإيمان والشهادة على أرضه، وتبقى المحبة والمصالحة في قلوب كل المؤمنين ليعيشوا السلام مع كل اخوتهم على هذه الأرض.
في قداسنا اليوم نتخذ قصدًا أن نكون أولاً شهودًا للمسيح، لأن أجدادنا وآباءنا شهدوا للمسيح عبر الأجيال بالرغم من كل الظروف الصعبة التي مرّت عليهم، من حروب واضطهادات ونزوحات، وبقوا ثابتين في إيمانهم. وعندما كانوا يُجبرون على الاستشهاد كانوا دومًا مستعدين لتقديم حياتهم في سبيل الدفاع عن إيمانهم وإيمان الكنيسة.
هكذا حصل لهم منذ بداية الكنيسة، وبخاصة في أيام المماليك الذين حكموا مائتي سنة أرضنا وقتلوا وحرقوا ودمّروا وهجّروا. حتى أن أحد بطاركتنا جبرائيل الحجولاوي، الذي كان في المقر البطريركي في سيدة إيليج، فضّل أن يسلّم نفسه إلى السلطان المملوكي في طرابلس ليفكّ الحصار عن شعبه. واستشهد حرقًا على العامود في طرابلس. وفي أيام العثمانيين دفعنا آلاف الشهداء، وبنوع خاص في مجازر الجبل وزحله ودمشق سنة 1860، ومنهم الطوباويين الإخوة المسابكيين الثلاثة.
هذا هو تاريخنا، تاريخ شهادة واستشهاد. وعلينا اليوم أن نكون أوفياء لكنيستنا وشعبنا في صموده، وذلك بفضل الثبات في الإيمان والمحبة، محبة الله ومحبة الإنسان. وبفضل وحدتهم وتكوكبهم حول رأس كنيستهم ومرجعها، البطريرك. فكانوا كنيسة موحدة تشهد للمسيح ولحضوره فيها وفي كل عائلة من عائلاتها.
نذكر اليوم كل شهدائنا، المعلنين وغير المعلمنين، المعروفين وغير المعروفين، ونحيي الذاكرة التاريخية ونعزّز الوجدان التاريخي لنستطيع أن ننقل هذا التراث إلى أولادنا وأجيالنا الطالعة ونعرف أن دم الشهداء هو بذار المسيحية، وهو الذي سمح لكنيستنا بأن تستمر بالانفتاح والمصالحة والمغفرة لكل إنسان وحتى للأعداء والمضطهِدين.
إننا ندعو الجميع إلى نبش التاريخ لإبراز سِيَر شهدائنا لكي نضعهم أمامنا مثالاً وقدوةً وشفعاء ليشجعونا، في الظروف الصعبة التي نعيشها، على تخطي الخوف. وهم يرددون كلام السيد المسيح: لا تخافوا، أنا غلبت العالم ! لا تخافوا، أنا معكم إلى منتهى الدهر ! آمين.