قداس أحد الشعانين في كاتدرائية مار اسطفان- البترون 25-3-2018

عظة المطران منير خيرالله

في قداس أحد الشعانين، في كاتدرائية مار اسطفان- البترون

الأحد 25/3/2018

 290

« هوشعنا مبارك الآتي بإسم الرب ملك إسرائيل» (يوحنا 12/13)

 

نلتقي اليوم لنحتفل معًا بإستقبال يسوع كما احتفل به الجمع الكثير الذي أتى إلى العيد يوم دخل أورشليم وبدأوا يهتفون له « هوشعنا، مبارك الآتي بإسم الرب ملك إسرائيل». ذلك لأنهم كانوا ينتظرون يسوع المخلص إبن الله الآتي؛ كانوا ينتظرونه ملكًا يعيد إليهم تحرير الأرض والشعب من الحكم الروماني؛ ملكًا يحكم بسلطان عظيم. فهتفوا له. ولكننا نعرف أنه بعد أيام قليلة راحوا هم أنفسهم يهتفون أمام بيلاطس: « إصلبه إصلبه!» (يوحنا 23/21).

لماذا تغيّر رأي هذا الشعب؟ وهل تغيّر الشعب منذ المسيح الى يومنا؟ الشعب يريد ملكًا، يريد زعيمًا، يريد قائدًا. ولكن يسوع أتى متواضعًا. هو الملك نفسُه إبنُ الله أتى متواضعًا ليحمل الشعب، ليحمل خطايا الشعب، ليحمل ضعفهم ونقصهم، ليموت على الصليب من أجلهم كي يخلصهم.

إنه الملك الوحيد في تاريخ البشرية الذي يقبل أن يموت في سبيل أن يفتدي شعبه. هذا هو المسيح، وهذه هي المسيحية؛ ولم تتغير ولن تتغير الى الأبد. لكن الشعب ماذا يريد؟ ماذا كان يريد في أيام المسيح، وماذا يريد اليوم؟ إنهم اليوم أيضا يهتفون، يهتفون لقواد وزعماء وسلاطين. لكن أين صدق هذا الشعب في هتافاته؟ الى أي مدى هو صادق في ما يصرخ؟

نعم نريد اليوم، صدقًا ومصداقيةً من الشعب أولاً ومن المسؤولين ثانيًا. نريد اليوم توبة صادقة؛ نريد اليوم عودة الى الذات لنفهم أن المسيح إبن الله أراد خلاصنا بموته على الصليب وبقيامته ليعطينا حياة جديدة. ساعتئذ علينا أن نهتف له: مبارك الآتي بإسم الرب ملكُ السلام، إلهُ المحبة والرحمة، إلهُ تقارب الناس. نعم، نريد اليوم صدقًا كبيرًا ونريد مواقف صادقة تجاه شعبنا ومع شعبنا. فالحالة اليوم خطيرة والأزمة كبيرة. هل نفهم أن مسؤولياتنا كبيرة وسيحاسبنا عليها الصغار الذين نحملهم اليوم في أحد الشعانين؟ سيحاسبوننا يومًا على هذه المسؤولية.

تعالوا إذًا، ونحن نستقبل يسوع، وهو المسيح يدخل قلوبنا ويدخل عائلاتنا ويدخل رعايانا ويدخل من جديد أرضنا في لبنان ليباركنا، تعالوا نستقبله بصدق ومصداقية وفعل توبة ونقول له: تعال أيها الرب يسوع واسكُنْ فينا. آمين.

Photo Gallery