ندوة ختام المجمع الأبرشي السبت 2-3-2019

 

البركة الرسولية

تشمل سيادة أخينا المطران منير خيرالله، رئيس أساقفة البترون، وأبناء الأبرشية وبناتها،

إكليروسًا وعلمانيّين، الأحبّاء.

311 

        إنني أغتبط معكم باختتام المجمع الأبرشي بعد ست سنوات من عمل اللجان الدّؤوب، وبنشر نصوصه والتوصيات، في هذا الكتاب المعنون: « مجمع أبرشية البترون المارونيّة - النصوص والتوصيات»، الذي تنوون توزيعه في القدّاس الختامي.

        إن أول ما يتبادر إلى الفكر هو رفع الشكر لله الذي قاد خطاكم في مسيرة هذا المجمع الأبرشيّ الطويلة. وقد أعدتم فيه قراءة نصوص المجمع البطريركيّ الماروني الملتئم ما بين 2003-2006، مع تطبيقها على حياة الأبرشية وأوضاعها وظروفها وتحدّياتها وحاجاتها. نحن نرجو معكم أن يكون هذا المجمع بمثابة ربيع للأبرشيّة العزيزة.

        إنّي من صميم القلب أهنئكم على هذا الإنجاز المجمعيّ، وعلى الثمار التي بدأ يعطيها وسيعطيها وافرة بنعمة الله. عندما استعرضت اللجان التسع عشرة وأسماء منسّقيها وأعضائها، وأسماء الخبراء، أدركتُ الآليّة الكبيرة التي حققته، وقدّرتُ كم بذل الجميع من جهود بسخاء وبفرح العطاء، وكم ضحّوا من أوقاتهم وراحتهم، وكم تعاونوا في هذا العمل المجمعي. كافأكم الله جميعًا بفيضٍ من نعمه وبركاته.

        وإني أعرب عن تمنّياتي بأن ينتشر هذا الكتاب بين أيدي أكبر عدد ممكن من أبناء الأبرشية، لكي يلج الجميع معًا إلى عمق مضامينه، ويقطفوا منه الثمار الروحيّة والرّاعوية والكنسيّة.

        وأنتم، باختتام المجمع الأبرشيّ ونشر نصوصه وتوصياته في هذا الكتاب، إنما تكرّمون أجلّ تكريم القدّيس يوحنا مارون، بطريرك كنيستنا الأوّل، وشفيع الأبرشيّة، في يوم عيده الذي يجمعنا.

        مع محبّتي ودعائي والبركة الرسوليّة عربون النعم الإلهيّة.

 

عن كرسينا في بكركي، في 2 آذار 2019، عيد القديس يوحنا مارون.

 

                                                                + الكردينال بشاره بطرس الراعي

                                                                بطريرك انطاكية وسائر المشرق

 

 

 

 

رسالة المطران خيرالله

في ختام المجمع الأبرشي

معًا في مسيرة رجاء وتجدّد بالمسيح

 

أحبائي أبناء وبنات أبرشية البترون المارونية،

كهنةً ورهبانًا وراهبات وعلمانيين،

أولادًا وشبابًا وبالغين ومسنّين،

كنسيين واجتماعيين ومدنيين وسياسيين وقضائيين وتربويين وثقافيين واقتصاديين وتنمويين وإعلاميين.

 

تحية محبة بالرب يسوع المسيح

أتوجه إليكم اليوم، وقد وصلنا إلى اختتام مجمعنا الأبرشي بعد ست سنوات من مسيرة مجمعية مشيناها معًا وصلّينا فيها معًا وفكّرنا معًا، نحن أبناء وبنات الأبرشية، إكليروسًا وعلمانيين، بهدف تطبيق المجمع البطريركي الماروني في أبرشيتنا، أبرشية القداسة والقديسين، عبر تلبية دعوة الله لنا إلى القداسة لنتجدّد روحيًا وإنسانيًا ومؤسساتيًا فنحقق نموّ الفرد وترقّي الجماعة.

وكنت قد توجهتُ إليكم للمرة الأولى في 26 شباط 2012 يوم تسلّمي خدمتي الأسقفية في أبرشية البترون من سلفي وأبي الروحي سيادة المطران بولس آميل سعاده منظّم الأبرشية ومجدّدها بشرًا وحجرًا، – له منا في هذه المناسبة وقفة عرفان جميل وتقدير- لأعرض عليكم مشروع أسقفيتي، الذي هو مشروع كنيستنا المارونية للقرن الحادي والعشرين ومشروع بطريركية غبطة أبينا مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى.

إنه المشروع الذي صاغه آباء المجمع البطريركي الماروني لتجدّد الكنيسة في أشخاصها ومؤسساتها ورسالتها الريادية في الشرق والغرب.

وأطلقتُ الدعوة إلى المجمع الأبرشي في 2 آذار 2013 في قداس احتفالي تراسه صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى في دير مار يوحنا مارون كفرحي، المقرّ البطريركي الأول، متّخذين شعار: « على خطى مار يوحنا مارون، نتجدّد ونتقدّس بالمسيح».

أولاً: ماهية المجمع الأبرشي

المجمع هو الجهاز الكنسي الذي يجمع رعاة الكنيسة وإكليروسها وأبناءها العلمانيين الذين يلتئمون لدراسة شؤون كنيستهم الإيمانية والراعوية ويسيرون معًا (هذا هو معنى مجمع، سينودس باليونانية)، عاملين بمبدأ وحدة جسد المسيح السرّي في تنوع الأعضاء، من حيث المواهب والمسؤوليات، وحاملين بشارة الخلاص إلى العالم في شهادة المحبة، ومنفتحين على عمل الروح القدس وحاجات الكنيسة. فيكون المجمع تعبيرًا صادقًا عن ضمير الكنيسة ووعيها لذاتها في زمان ومكان معيّنين.

والكنيسة عرفت، منذ نشأتها مع الرسل وحتى يومنا، مجامع كثيرة ومتنوعة، منها الأبرشية والمحلية والإقليمية والعامة والمسكونية.

وكنيستنا المارونية عرفت بدورها مجامع كثيرة، وأهمها على الإطلاق مجمعان: الأول هو المجمع اللبناني الذي عُقد في دير سيدة اللويزة سنة 1736، والذي نظّم الكنيسة المارونية وأبرشياتها ومؤسساتها وأطلقها في رسالة فريدة خدمت من خلالها الشرق والغرب على حدّ سواء، وأدخلها في ركب الحداثة من خلال قراره بتأسيس المدارس بالقرب من الكنائس والأديار وبفرض التعليم الإلزامي والمجاني على الأولاد.

والثاني هو المجمع البطريركي الماروني الذي عقد في دار سيدة الجبل- أدما بين 2003 و2006، والذي رسم خطة لتجديد الكنيسة المارونية ومستقبلها لخمسين سنة، نتيجة وعيها لواقعها الجديد الذي باتت فيه كنيسة عالمية ينتشر أبناؤها وبناتها في أربعة أقطار العالم.

وبهدف أن يكون مجمعنا أبرشيًا، وجّهتُ الدعوة إلى عدد من الإكليروس والعلمانيين ذوي الكفاءات والخبرات المؤهلين لدراسة أوضاع الأبرشية واتخاذ السبل لتجدّدها على كل الصعد؛ فيعمل كلٌ بحسب المواهب والقدرات المعطاة له من الله. ولبّى جميعهم دعوتي وانخرطوا في المسيرة المجمعية وعيش التجدّد الروحي.

ثانيًا: موجبات الدعوة إلى مجمعنا الأبرشي وأهدافه

حيث أنني رافقت المجمع البطريركي الماروني منذ انطلاقة أعماله سنة 1986 مع الأب يواكيم مبارك والمطران يوسف الخوري والمطران يوسف بشاره والرابطة الكهنوتية، إذ كنت أمين السرّ فيه، كان من الطبيعي أن أدعو إلى مجمع أبرشي له طابع خاص ويهدف إلى تطبيق المجمع البطريركي الماروني، لذا حدّدنا أهداف مجمعنا بأربعة:

أ‌-     تقبّلُ نصوص المجمع البطريركي الماروني والتعمّق فيها ونشرُها لأنها أصبحت مرجعًا فكريًا نهتدي به في التزاماتنا الكنسية والمدنية. لذا عملت على إعادة طباعة كتاب نصوص هذا المجمع ليوزع على أعضاء المجمع والمشاركين فيه ويكون في متناول من يريد أن يتعرف إليه ويتعمّق في مضامينه.

ب‌- العملُ بمضون نصوص وتوصيات المجمع البطريركي الماروني التي تضمنت دراسات واقتراحات وتوصيات وحدّدت آليات التطبيق، والأخذ بها وتكييفها على ما يتلاءم مع خصوصية أبرشية البترون.

ج- التشديدُ على رمزية ومركزية بلاد البترون في الحضور الماروني، كما يقول الدكتور نبيل خليفه الأمين العام للمجمع، « لأن منطقة البترون كانت ولا تزال مركز الوسط في الحضور الماروني بين الشمال والجبل. إنها المقرّ والمعقل والمركز والمدرسة في آن. وفيها، من خلال إرساء البطريركية الأولى وبناء دير مار مارون كفرحي مكرَّسًا بهامة مار مارون، تمّ تثبيت وتأكيد أهم ثلاثة في تاريخ الموارنة: المارونية-الأرض ولبنان-الرمز والذاتية المارونية الحرّة». (في دليل المجمع الأبرشي، كفرحي 2013، ص 17).

    لذا طلبنا إلى اللجان العاملة في النصوص التركيز على توصيف الواقع البتروني من كل جوانبه.

د- تحقيق التجدّد المطلوب على مستوى الأشخاص والمؤسسات. وأنا مقتنع كل الاقتناع أن أي تجدّد في كنيستنا البترونية عليه أن ينطلق من كلمة الله في الكتاب المقدس ومن الصلاة والشهادة للمسيح في الحياة اليومية، ويعبر بالعودة إلى جذورنا الروحانية النسكية التي ثبّتها آباؤنا القديسون في وادي قنوبين وفي وادي جربتا وكفيفان وحردين وتنورين.

    ونحن في بلاد البترون مدعوون بشكل خاص إلى عيش هذا التجدّد الروحي، لأننا مؤتمنون على أبرشية مار يوحنا مارون التي تحتضن ذخائر وضرائح القديسين: هامة مار مارون في كفرحي، ضريح القديسة رفقا في جربتا، ضريحي القديس نعمة الله والطوباوي الأخ اسطفان في كفيفان، وضريح رجل الله البارّ البطريرك الياس الحويك في عبرين.

ثالثًا: مراحل مسيرة المجمع الأبرشي

بدأنا مرحلة الإعداد للمجمع بتعيين اللجنة المركزية والأمانة العامة وكلفناهما وضع خطة عمل متكاملة تشمل روزنامة المسيرة المجمعية على سنتين واختيار المواضيع الواجب دراستها والخبراء وتسمية اللجان، التي جاءت كما يلي: لجنة الهوية والأرض، لجنة الكهنة، لجنة الحياة المكرسة، لجنة العائلة، لجنة المرأة، لجنة الشبيبة، لجنة الليتورجيا، لجنة تجدّد المؤسسات، لجنة الحوار المسيحي- الإسلامي، لجنة التربية- التعليم العام ما قبل الجامعي، لجنة التربية- التعليم العالي، لجنة الثقافة والتراث والسياحة الدينية، لجنة الشأن الاجتماعي، لجنة الشأن الاقتصادي، لجنة الإعلام، لجنة البترونيون والانتشار.

انطلقت أعمال المجمع بعد الجلسة الافتتاحية التي عقدت في 26 تشرين الأول 2013 في جامعة العائلة المقدسة- البترون. وراحت اللجان الست عشرة تعمل، بإشراف الأمانة العامة واللجنة المركزية، على خطين:

في الخط الأول، على كتابة النصوص المجمعية في المواضيع التي اخترناها متوقفة أولاً على التعرّف إلى نص المجمع البطريركي الماروني، وثانيًا على توصيف الواقع في أبرشية البترون، وثالثًا على اقتراح توصيات مع آليات قابلة للتطبيق في الأبرشية.

وفي الخط الثاني، كانت اللجان تنشط في تنظيم مبادرات هادفة ولقاءات واحتفالات للتعريف بالمجمع الأبرشي ولدعوة المؤمنين والمؤمنات إلى أوسع مشاركة فعالة في المسيرة المجمعية.

وبدلاً من سنتين، امتدّت المسيرة إلى ست سنوات، عقدنا في خلالها ثلاث دورات مجمعية لدراسة ومناقشة النصوص التي عمل على صياغتها حوالى مائتي خبير موزعين على اللجان، منهم 79٪ علمانيون. ثم عيّنّا في المرحلة الأخيرة لجنة خاصة بمراجعة النصوص التي ناقشناها في حضور كل لجنة على حدة، كي تصحَّح وتوضَع في صيغة مجمعية.

وجمعنا أخيرًا النصوص في كتاب « مجمع أبرشية البترون المارونية- النصوص والتوصيات» الذي سيوزع عليكم كما سيوزع على جميع أبناء وبنات الأبرشية ليتشاركوا في مسيرة تطبيق التوصيات.

رابعًا: جديد المجمع الأبرشي

يبقى أن نتساءل: ما هو جديد هذا المجمع ؟

تجاوبًا مع الهدف الأول، عَمِلَ مجمعنا الأبرشي على تقبّل المجمع البطريركي الماروني في خصوصية أبرشية البترون. لذا فإن عمل اللجان في توصيف الواقع البتروني جاء غنيًا للغاية بمعطياته ودراساته وإحصاءاته، وأظهر أن منطقة البترون، التي كانت تعاني من حرمان اقتصادي وإنمائي، تحظى اليوم باهتمام الكثيرين. ذلك لأنها تحمل تراثًا عريقًا وتختزن كنوزًا طبيعية وإنسانية وثقافية وروحية مفتوحة على مستقبل واعد.

إضافة إلى ذلك، نسجّل مقاربة جديدة لموضوعات ثلاثة جديدة جاء بها المجمع:

أ‌-     الهوية والأرض: كان الموضوعان منفصلين في كتاب المجمع البطريركي الماروني، حيث جاء موضوع الهوية في النص الأول، وموضوع الأرض في النص الثالث والعشرين والأخير.

فعملنا على جمعهما في نص واحد للدلالة على أن الأرض هي عنصر أساس في تكوين الهوية المارونية وواحدة من أبرز خصوصياتها.

ب‌- المرأة: عمل خبراء لجنة المرأة على مقاربة الموضوع الجديد، الذي لم يعالج في المجمع البطريركي الماروني بالعودة إلى الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة الجامعة ورسائل الباباوات واستخراج مواقف جريئة تطالب بكرامة المرأة وبإعلاء شأنها ودورها في الكنيسة. وقاموا بدراسات ميدانية أظهرت أن المرأة حاضرة بفعالية في أبرشية البترون على الصعيد العائلي، كما على الصعد الأخرى، أي التربوي والثقافي والمهني، وأيضًا بشكل مميز على الصعيد الروحي وعلى مستوى المؤسسات الكنسية.

ج- الحوار المسيحي- الإسلامي

    الجديد في هذا الموضوع على الصعيد النظري أن الخبراء، بعد أن استلهموا تعليم الكنيسة الجامعة والكنيسة المارونية في مبادئ الحوار وموجباته، عالجوه على مستوى الحياة معًا في أبرشيةٍ أكثريةُ سكانها من الطائفة المارونية بخاصة، والمسيحية بعامة، حيث يعيش أهلها بتجاور واحترام ومشاركة إنسانية. أما على الصعيد العملي فالمسيرة المجمعية منحت المشاركين فيها خبرة غنيّة في التعاون مع الآخر ضمن أجواء الإنفتاح وروح الألفة والمودّة. وما تجاوبُ أبناء الطائفتين الكريمتين السنيّة والشيعية ومشاركةُ شيخي المسجدين الفعالة في مسيرتنا منذ الجلسة الافتتاحية وفي إحياء المبادرات ومناقشة النصوص سوى علامة خير « لتجديد العهد بالعيش معًا في هذه المنطقة المباركة».

خامسًا: أهم النتائج التي توصلنا إليها في المسيرة المجمعية.

أ‌-     جمعت مسيرة السنوات الستّ كفاءات بترونية متنوعة الإختصاصات من معظم البلدات والقرى وفئات المجتمع، تحلّقت حول راعي الأبرشية بإرادة تطوّعية وتوزّعت لجانًا على القضايا المجمعية، وعملت بروح الودّ والتعاون والانفتاح على الرأي الآخر وتقبّله، ومارست أعمالها بتضامن فريقي متفاهم تسوده روح الشراكة الكنسية والالتزام الإنساني، فشكّل ذلك مصدر غنى للجميع في تبادل الآراء والخبرات ما انعكس إيجابًا على نجاح المسيرة وتحقيق أهداف مرحلتها الأولى.

ب‌- توقّفت اللجان، من خلال توصيف الواقع البتروني، بالعرض والتحليل ودراسة الإمكانات والإحتياجات وتعيين نقاط القوّة والضعف وانتظارات الناس، عند جوانب أساسية لهذا الواقع: كنسية واجتماعية واقتصادية وثقافية... وجعلت من هذه الجوانب قضايا تنموية يتجند لها ليس فقط العاملون في المجمع بل جميع أبناء وبنات الأبرشية وتنظيمات المجتمع المدني والمسؤولين في القطاعين العام والخاص في أيّ موقع كانوا.

ج- أسهمت المسيرة المجمعية في نشر ثقافة كنسية مجمعية بين أبناء الرعايا وقرّبت العلمانيين إلى الكنيسة-المؤسسة وأدخلتهم في خبرات روحية وكنسية عزّزت لديهم حرارة الإيمان وعمّقت معنى الإلتزام الديني ومفهوم الجماعة وخصوصيات الهويّة.

د- كانت المسيرة المجمعية مناسبة لإطلاق نشرة « أضواء على حياتنا الأبرشية»، بحيث راحت تصدر شهريًا منذ تشرين الثاني 2014، وتنشر أخبار الأبرشية ونشاطات الرعايا والجمعيات والحركات الكنسية وترافق عن قرب مسيرة المجمع الأبرشي فكرًا وعملاً.

خاتمة

نختتم المجمع اليوم، لكن مسيرتنا المجمعية لن تتوقف، بل ستُتابع في مرحلة جديدة، وهي الأهم، مسيرة التطبيق حيث سنكمل جهودنا معًا لتطبيق ما أوصينا به.

وإني إذ أقدّر عاليًا جهود وعطاءات وتضحيات جميع من أسهموا في الأعمال المجمعية، اكليروسًا وعلمانيين، في اللجان المجمعية، وبخاصة أعضاء الأمانة العامة والسكريتاريا، أصلّي إلى الله، بشفاعة العذراء مريم وجميع قديسينا، كي يبارك أبرشيتنا وجميع أبنائها وبناتها.

وإني باسمكم جميعًا أسلّم أمانة تطبيق توصيات المجمع إلى الشباب بنوع خاص، اكليروسًا وعلمانيين، لأنهم مستقبل كنيستنا المحلية البترونية ورجاؤها للسنوات المقبلة.

وهدفنا من هذه المسيرة هو دومًا أن نتجدّد ونتقدس بالمسيح، وأن تكون كنيستنا المحلية، كنيسة المسيح في البترون، كنيسة « الأبواب المشرّعة» كما يريدها السيد المسيح، وكما يوصي قداسة البابا فرنسيس، كنيسةَ العنصرة، كنيسةً خارجةً من ذاتها ومن تقوقعها بفعل الروح القدس، كنيسة منطلقةً نحو الأقربين والأبعدين حاملة الإنجيل بفرح، كنيسة الأب الحنون الذي يترك أبوابه مشرّعة لاستقبال الابن الضال والابن الأكبر، كنيسةً نكون فيها « خدامًا للإنجيل تشعّ حياتنا حماسًا ونشهد أننا نلنا نحن أولاً فرح المسيح». (البابا فرنسيس، فرح الإنجيل، عدد 10).

كفرحي في 2/3/2019                                                 المطران منير خيرالله

عيد مار يوحنا مارون                                                 راعي أبرشية البترون

مسيرة تطبيق المجمع

الدكتور ساسين عساف

أوّلاً: توجّهات عامّة تقود مسيرة التطبيق:

المسيرة المجمعية لا تتوقّف فهي متجدّدة باستمرار تجدّداً روحياً وشهادة حية لتعليم الإنجيل في حياتنا اليومية، وتجدّداً في هويّة كنيستنا المارونية بمعنى التأصّل فيها والتجذّر من حيث هي تاريخ ومسار ورسالة.

هذه المسيرة التي بدأت منذ ستّ سنوات أنتجت نصوصاً مجمعية وضعتها لجان متخصّصة. هذه النصوص لم تعد ملك واضعيها بل أصبحت ملك أبناء الأبرشية، وجميعهم بات معنياً بتطبيقها، فهي تؤسّس لمسيرة تجدّدية تتّسع لمن أراد. والجهد الفكري الذي بذل من أجل كتابتها لم يبذل على قاعدة "اللهمّ إنّي بلّغت" بل لتكوين مرجعية فكرية إرشادية وتوجيهية لمن ينخرط في مسيرة التطبيق وبخاصة العلمانيين منهم. فالعمل المجمعي ليس وقفاً على الحركات الرسولية والإكليروس وسائر الجمعيات التابعة للكنيسة بل هو عمل أبرشي عام نجاحه مشروط بتفاعل المجتمع المحلّي معه من مؤسسات وإدارات رسمية وخاصة وتنظيمات مجتمع مدني على قاعدة التشاركية في التطبيق أي الإنخراط الشخصي في العمل وتوفير الدعم له بأشكاله كافة، المعنوية والمادية والتقنية والفنّية.

لقد أثبتت التجربة منذ ستّ سنوات إلى اليوم إيجابيات التفاعل المنتج في العمل الأبرشي التطوّعي العام بين العلمانيين والإكليروس.

من هنا، ولتثمير هذه الإيجابيات في مسيرة التطبيق، لا بدّ من إيجاد إطار تنظيمي مرن يتّسع لجميع المشاركين في هذه المسيرة التي نرغب في تحوّلها إلى مسيرة مجتمع بتروني بكلّ شرائحه وفئاته الإجتماعية وعائلاته الروحية بمن فيهم إخواننا المسلمون الذين نحن وإيّاهم في حوار الحياة معاً فوق هذه الأرض المقدّسة.

لذلك، وفي مجال تثبيت هذه التوجّهات العامة لمسيرة التطبيق، يبقى الأساس إحترام خصوصيات الواقع الأبرشي البتروني المبرزة في نصوص المجمع، خصوصيات بيئته الثقافية والاجتماعية، مع الإلتزام التام للخطوط العامة الواردة في نصوص المجمع البطريركي الماروني وتوصياته؛ فالأهداف واحدة لجهة النموّ الروحي والترقي الإجتماعي.

ثانياً: خطوات إجرائية ممهّدة للتطبيق

  • تشكيل لجنة متابعة لمسيرة تطبيق المجمع.
  • تقييم مسيرة السنوات الستّ؛ فيصار إلى:

-         إعداد إستمارة تقييم وتوزيعها على لجان المجمع.

-         عقد لقاء تقييمي مع منسقي اللجان لمراجعة الإستمارات واستخلاص الدروس المساعدة على التطبيق.

-         الطلب إلى اللجان التي لم تستكمل وضع النصوص والتوصيات في صيغتها النهائية أن تنهي أعمالها خلال فترة محدّدة.

  • توجيه رسائل شخصية إلى كلّ من العاملين في لجان المجمع تتضمّن ما يأتي:

-         شكراً على إسهامه في أعمال المجمع.

-         طلباً إليه بتقديم إقتراحات خاصة بالتطبيق.

-         تمنّياً عليه باستمرار التعاون وترشيح أسماء جديدة مؤهّلة لذلك.

  • إجراء مسح أساسي/قاعدي يحفظ في ملف واحد يتضمّن:

-         بيانات حال الواقع الأبرشي البتروني إنطلاقاً من توصيفاته الواردة في الفصل الثاني من نصوص المجمع.

-         خصوصيات هذا الواقع لجهة إمكاناته واحتياجاته موزّعة على خطّين. الخطّ الأوّل روحي /كنسي/ مؤسساتي/ رسولي بهدف النموّ الروحي. الخطّ الثاني إجتماعي / إقتصادي/ ثقافي/ تربوي بهدف الترقي الإجتماعي.

  • إعداد لائحة معايير لقابلية التطبيق، منها: إمكانات المطرانية وإمكانات الأبرشية لجهة توافر الموارد البشرية والمادية والمالية وجدولة أولويات بداية التطبيق.
  • إعداد لائحة معايير جودة الأداء وفاعليته: التطوّع، الجدارة، النزاهة، العمل الفريقي، المثابرة...
  • فرز التوصيات وإعادة ترتيبها وفق تمايزاتها وتقاطعاتها ومستلزمات تطبيقها والجهات المعنية بالتطبيق وأولوياته المشروطة بالإمكانات كما أشرنا سابقاً.

-         من التوصيات ما هو نظري يفرض دراسات متمّمة تخضع للمنهجية نفسها التي اعتمدت في كتابة النصوص ومراجعتها.

-         منها ما هو عملي يوجب البدء الفوري بتحويله إلى برامج عمل أو مشاريع ومبادرات وأنشطة وجداول زمنية للتطبيق وسائر مستلزماته.

-         منها توصيات مستقلّة أو متمايزة عن سواها يبقى تطبيقها من اختصاص لجان المجمع.

-         منها ما هو متجانس ومتكامل أو مترابط ومتداخل وخاضع لشروط تطبيقية واحدة أو متشابهة أو متقاربة يستلزم تشكيل فرق عمل متآزرة تشاركية ومتنوّعة الإختصاصات.

هذه التوصيات المترابطة يمكن إعادة ترتيبها أو جمعها في محاور متقاربة:

محور أوّل يضمّ رسالة الكهنة والرهبان والراهبات، الليتورجيا والطقوس، تجدّد المؤسسات، الحوار المسيحي/الإسلامي.

محور ثان يضمّ شؤون العائلة والمرأة والشبيبة.

محور ثالث يضمّ شؤون التربية والثقافة والتراث.

محور رابع يضمّ الشؤون الإجتماعية والإقتصادية.

محور خامس يضمّ الشؤون الإعلامية.

محور سادس يضم شؤون الهوية والأرض والإنتشار البتروني.    

-         تطبيق التوصيات، بنوعيها، يتمّ بالتعاون مع المجتمع المحلّي بقواه السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتربوية والثقافية والمجالس البلدية والإختيارية والمنظمات الشبابية والنسائية والنوادي الرياضية...

ثالثاً: منهجية واحدة لتطبيق التوصيات

جميع اللجان المسؤولة عن تطبيق التوصيات المتمايزة أو المستقلّة الخاصة بها كما جميع فرق العمل المسؤولة عن تطبيق التوصيات المتجانسة أو المترابطة تضع برنامج نشاطها السنوي الذي قد يتضمّن:

-         تحديد التوصيات المزمع تطبيقها خلال سنة.

-         وضع جدول زمني لمراحل التطبيق موزّعة على أشهر أو فصول.

-         تعيين الجهات المستهدفة والمعنية بالتطبيق والمشاركة.

-         إعداد موازنة تقريبية إذا كان التطبيق يتطلّب ذلك (إعداد منشورات، ملصقات، تأمين تجهيزات وأدوات تشغيلية...)

رابعاً: ملاحظات خاصة بمنهجية التطبيق:

كل البرامج التطبيقية خاضعة لموافقة مسبقة صادرة عن مطران الأبرشية.

تقوم لجنة المتابعة بتنسيق جداول التطبيق الزمنية منعاً للتضارب وإفساحاً لأوسع مشاركة.

اللجان كما فرق العمل لها أن تفيد من: بنك الموارد البشرية في الأبرشية المقيمين فيها وغير المقيمين خصوصاً في بلاد الإنتشار، المسح الميداني للواقع البتروني، الموقع الإلكتروني والمكتب الإعلامي العائدين للأبرشية، مكتبة الأبرشية ومنشوراتها وإصدرات الرعايا وسائر الإصدارات البترونية، صندوق المجمع، خبراء بترونيين وسواهم...

خامساً: أنشطة مركزية ثابتة من اختصاص سيادة مطران الأبرشية بالتعاون مع لجنة المتابعة ومنسّقي اللجان وفرق العمل.

  • عقد مؤتمر سنوي بموضوع محدّد من اختصاص المجمع يتّصف بالشمولية والجدّة لتحقيق أوسع مشاركة ويستجيب لأبرز ضرورات المرحلة.
  • إحياء أيّام ثقافية موزّعة على أشهر محدّدة من السنة (إقتراح 6 أشهر) بمعدّل يوم لكلّ محور من محاور التوصيات المتداخلة أو المترابطة. تعقد فيها ندوات متخصّصة وورش عمل مركّزة.
  • إصدار مجلّة سنويّة مخصّصة لإنجازات المجمع خلال سنة يفصّلها تقرير سردي وتقييمي لربط النتائج بالتخطيط التشاركي لأعمال السنة اللاحقة.
  • متابعة العمل بالأرشيف الخاص بأعمال المجمع.

 

أنهي كلمة الأمانة العامة بفكرتين متّجهتين إلى مستقبل مسيرة التطبيق: علاقة أبناء الأبرشية بالمجمع، وتجدّد الوجود الماروني في هذه الأرض المقدّسة.

1-     أبناء الأبرشية ليسوا ضيوفاً على المجمع، وهو ليس وافداً إليهم من خارج هويتهم والخصوصية. هم والمجمع في مسار تجدّدي واحد لمجموع القيم المارونية، ومن أخصّها الشهادة للمسيح، فالعبور معاً إلى التطبيق يحوّل التوصيات من فعل إرادة إلى نهج حياة يجسّد تلك القيم بقوّة الروح المتكوّنة في المجتمع المؤمن بكرامة الإنسان وحقّه في الرقيّ الروحي والتحرّر الإجتماعي.

من هذه القاعدة القيمية، بفرعيها المعنوي والمادي، يعبر المجمع إلى حيّز التطبيق، إلى لاهوت اللحظة المرتبط بالكنيسة المتجدّدة، ولاهوت التحرّر المرتبط بالإنسان وأمانه النفسي والصحي والتربوي والمعيشي، بما يؤمّن حقوقه وكرامته الإنسانية.

2-     الجماعة المارونية لا تمتلك ترف الخروج من هويّتها في هذه الأزمنة العصيبة. وجودنا في هذه الأرض وجود كنسي/ تاريخي/ حضاري ثابت وذو رسالة تشهد للقيم الإنجيلية والإنسانية.

كنيستنا المارونية مرتكزاها الإنجيل والحرية. أبناؤها الموارنة هم اليوم مع الواقع الصعب وجهاً لوجه، وهم مدعوون إلى التجدّد لكسر حلقة الخوف من الزوال لأنّ الخوف من الزوال كالخوف من الموت لا يؤجّله.

لا وجود للموارنة خارج فكرة التجدّد، ولا زوال لمسبّبات الهمّ التاريخي الوجودي إلاّ بالتجدّد. به يكتشفون الجذور في الهوية ومعنى الرسالة الحضارية بهدوء وصفاء وثبات ورجاء كي يكون لهم حاضر ويبقى لهم مستقبل.

جذورهم تلك تعدهم بوجود لائق حرّ وكريم لأنّها جذور مسيحية السلام والمحبّة والخدمة الشاهدة للإنجيل والحرية.

 

 

MESSAGE DE L’EVEQUE DE SAINT-ETENNE POUR LA CONCLUSION DU SYNODE DE BATROUN

 

Excellence, cher Monseigneur Mounir Kayrallah, mon frère dans l’épiscopat,

Chers frères prêtres et diacres,

Chers membres du synode diocésain de Batroun,

Chers frères et sœurs dans le Christ,

 

          C’est une grande joie pour moi d’être parmi vous en ce jour où vous célébrez la conclusion de votre synode diocésain. Je ne suis pas seul, il y a aussi avec moi trois autres représentants du diocèse de Saint-Etienne et surtout j’ai demandé à l’ensemble des paroisses du diocèse d’avoir une intention, dans leur prière universelle ce dimanche, pour votre diocèse, pour chacun d’entre vous, pour que les travaux du synode portent des fruits abondants dans la vie de votre Eglise, en cette fête de St Jean Maroun.

          Je me sens particulièrement concerné par ce qu’il se passe dans votre Eglise, car nos diocèses sont jumelés, quand je suis ici j’ai l’impression d’être un peu chez moi.

Ce jumelage a commencé en 1997, à l’occasion des JMJ de Paris, avec Mgr Mounir, et il a ensuite été officialisé par mon prédécesseur Mgr Pierre Joatton en Août 2000 au retour des JMJ de Rome, en accord avec Mgr Paul-Emile SAADE.

          Depuis plus de 20 ans maintenant, les pèlerinages, les rencontres, les échanges se sont multipliés, et en juillet 2017, vous m’accueilliez avec une douzaine de prêtres tandis qu’une délégation de Batroun, conduite par Mgr Mounir, vous visitait en octobre dernier, ce qui nous a permis de bien avancer notre projet de charte de jumelage.

          Parmi les plus belles grâces de ce jumelage, nous avons été très heureux d’accueillir chez nous sur plusieurs années les pères Boutros Khalil, Raymond Bassil et Sami Nehmé. Ils ont beaucoup apporté dans toutes les paroisses où ils sont passés, nous ouvrant aux richesses de l’Orient chrétien et découvrant chez nous une autre vie pastorale avec ses fragilités et ses grâces. C’est le même Esprit Saint qui agit chez nous et chez vous pour faire rayonner la Bonne Nouvelle de l’Evangile.

          Avec vous nous rendons grâce pour la conclusion de votre synode diocésain qui est une mise en œuvre du synode patriarchale dont vous avez été une cheville ouvrière, cher Mgr Mounir, dans l’élan du Concile Vatican II. Bien que nos deux Eglises aient des histoires fort différentes et qu’elles vivent dans d’autres contextes sociaux et culturels, nous sommes confrontés au même défi de la mission.

          Le diocèse de Saint-Etienne est entré dans une phase de préparation de son Jubilé qui aura lieu en 2021 pour les 50 ans de sa création comme diocèse indépendant, à partir de celui de Lyon. Cette année nous vivons l’année de la fraternité, l’an prochain ce sera l’année missionnaire et la troisième année sera marquée, comme pour vous, par la démarche Synodale.

          L’Esprit Saint, l’Esprit de Pentecôte, n’a rien perdu de son ardeur, demandons-lui, les uns pour les autres, la disponibilité du cœur pour qu’il puisse toujours mieux poursuivre son œuvre de salut.

En rendant pour ce que nous avons reçu les uns des autres depuis 20 ans, nous poursuivons ensemble le chemin, pour que nos deux diocèses soient toujours éclairés par l’amitié fraternelle et spirituelle qui nous lie.

 

Séance de clôture du Synode diocésain de Batroun

Mot de S.E. Mgr Joseph Spiteri, Nonce Apostolique au Liban

Samedi 2 mars 2019, université de la Sainte Famille, Batroun

 

 

Béatitude le Cardinal Béchara Boutros RAÏ, Patriarche maronite d’Antioche,

Excellence Mar Mounir KHAIRALLAH, Evêque de Batroun.

Excellence Mgr Sylvain BATAILLE, Evêque de Saint-Etienne,

Révérends et chers Pères, Religieux et Religieuses,

Distingués Autorités Civiles, Religieuses et Militaires,

Chers Frères et Sœurs du Diocèses de Batroun.

 

Je suis très content d’être chez vous ici à Batroun et je voudrais, en premier lieu, remercier Monseigneur Mounir Khairallah pour sa gentille invitation à participer à la clôture du Synode de cette Eglise diocésaine de Batroun.

J’ai l’honneur de vous présenter les salutations et les bénédictions du Saint-Père le Pape François pour cet événement ecclésial significatif, moment de communion en Christ et de renouvellement dans la puissance de l’Esprit Saint, pour le Diocèse Maronite de Batroun.

La célébration du Synode diocésain, pendant six ans de travail avec une grande participation du Peuple de Dieu, témoigne de la vitalité des chrétiens de Batroun. Batroun n’est pas simplement un lieu géographique important qui facilite la rencontre entre nord et sud sur le territoire national, ni seulement une région historique qui garde la mémoire du premier patriarcat maronite comme aussi la présence de plusieurs saints maronites.

Le Synode qui arrive aujourd’hui à sa conclusion heureuse indique clairement que les maronites de Batroun sont convaincus de leur foi et désirent s’engager avec joie devant Dieu et devant tout le monde à bâtir une Eglise-Famille de Dieu renouvelée dans la charité. Vous affirmez, avec cette célébration, que vous voulez continuer à marcher ensemble, avec plus d’effort et d’élan, dans la communion pour servir Dieu et tous vos frères et sœurs qui habitent le Pays des cèdres.

L’esprit du Synode, en effet, ne s’éteindra pas avec la clôture des travaux accomplis avec beaucoup de sacrifice et le labeur fidèle de tous les participants. Le « marcher ensemble » évoqué par le mot « synode » ne se termine jamais mais reste, plutôt, un défi permanent pour les disciples du Seigneur.

Que ce « marcher ensemble » soit visible dans la volonté de privilégier la communion à tous les niveaux de la vie ecclésiale : entre l’Evêque et les prêtres, les religieux et les religieuses, et tous les laïcs; entre le clergé ; entre les curés de paroisse et les fidèles ; entre les catéchistes et les jeunes ; entre les laïcs dans les paroisses et dans les Associations et Mouvements, comme entre tous les différents groupes de fidèles.

Le « marcher ensemble » avec un esprit synodal signifie, en effet, la volonté ferme et l’engagement, toujours renouvelé, de prendre les décisions ensemble pour les réaliser avec la participation active de tous. Les décisions du Synode, donc, nous invitent à accomplir régulièrement des révisions de vie pour discerner ce que l’Esprit Saint demande à l’Eglise en marche dans la région de Batroun, face à des situations propres à chaque communauté locale. Mais aussi en mutation sociale et même religieuse.

L’esprit synodal est une expression de la fraternité sur laquelle chaque communauté chrétienne est fondée, animé toujours par l’amour du Christ Jésus, notre Sauveur. Nous ne devrions pas avoir peur, donc, de nous mettre en question, afin de rester toujours ouverts au souffle de l’Esprit qui nous guide vers l’unité dans la diversité, mais qui nous pousse aussi à sortir pour embrasser dans la communion ceux qui pensent être au dehors ou se sentent éloignés et abandonnés.

Il faut, donc, de l’humilité pour nous mettre en question, nous les membres du Peuple de Dieu - clergé, consacrés et fidèles laïcs - pour écouter avec attention nos frères et sœurs et bien comprendre leurs positions et leurs soucis. C’est avec humilité que nous serons capables d’arriver à des décisions partagées.

C’est avec profonde humilité que nous réussirons à demander pardon les uns aux autres et à nous pardonner réciproquement pour continuer notre chemin dans la communion. C’est certainement avec humilité que l’Eglise-Famille de Dieu à Batroun réussira à transformer en action les décisions du Synode et, avec la grâce de Dieu, portera beaucoup de fruits.

Chers frères et sœurs, je voudrais vous féliciter très cordialement - à vous tous sans exception - pour votre Synode. Que la Vierge Marie, Mère du Christ et de l’Eglise, vous garde toujours sous sa protection maternelle et vous obtienne la lumière de l’Esprit-Saint pour guider vos pas sur le chemin de la sainteté dans la communion. Que Dieu vous bénisse !

Photo Gallery