الجمعية العمومية لكشافة لبنان الشانفيل، 13-10-2019

 

عظة المطران منير خيرالله

في قداس الجمعية العمومية لكشافة لبنان

مدرسة الفرير الشانفيل- الإحد 13/10/2019

 326

« ولما أبصروا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا» (متى 2/10)

 

إخوتي الكهنة المرشدين وأخواتي الراهبات،

إخوتي القادة الكشفيين،

أخواتي القادة في جمعية دليلات لبنان،

إخوتي كشافة لبنان.

 

الموضوع الذي اختاره القائد جان أبو صوّان والقادة في اللجنة الإدارية شعارًا لهذه السنة يهمّنا مباشرة نحن كشافة لبنان: « نجم في طريقنا» (Une Etoile sur notre Chemin).

وأنطلق من الكتاب المقدس لأشرح الموضوع: الله الآب أرسل نجمه ليقود الشعوب بالمجوس إلى ابنه يسوع الذي يولد إنسانًا وطفلاً في بيت لحم. ويسوع بولادته صار هو النجم يقودنا إلى الله الآب.

انطلقنا من الآب إلى كل شعوب العالم بالمسيح يسوع الذي يعيدنا إلى الآب.

إنها الفكرة الرئيسة لشعارنا هذه السنة.

انطلقنا من ولادة ابن الله إنسانًا بيننا. وأراد الله أن يرسل إلى المجوس، علماء فلك من المشرق، من خارج شعب الله المختار، نجمًا دلّهم على الطريق إلى ابنه يسوع المولود طفلاً. كل ذلك لأن شعب الله المختار لم يُردْ أن يعترف به إلهًا ومخلّصًا. والملك هيرودس الحاكم من قبل الأمبراطورية الرومانية اعترف به ولكن خوفًا من أن يفقد سلطته لصالح ملك آخر يولد في بيت لحم، قيل له إنه ملك اليهود. فقال للمجوس: « إذهبوا فابحثوا عن الطفل بحثًا دقيقًا، فإذا وجدتموه فأخبروني لأذهب أنا أيضًا وأسجد له» (متى 2/8).

إنه مَكرُ الملك الخائف على عرشه. بينما يسوع الملك، ملك الملوك، يولد فقيرًا حقيرًا في أصغر بلدة.

ذهب المجوس في طريقهم. « ولما أبصروا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا».

نجم الله الذي يقود إلى المسيح ابن الله يزرع الفرح العظيم في قلوب كل الشعوب وكل البشر.

واليوم نجم الله بيسوع المسيح يزرع الفرح في قلوبنا.

يسوع، بولادته إنسانًا بيننا، أصبح هو النجم الذي يقودنا إلى الله الآب.

أصبح يسوع هو الأساس والمحور في تاريخ كل الشعوب. وفي خلال حياته الإنسانية بيننا، مشى يسوع على الأرض التي نعيش نحن عليها اليوم ومعه الكثير من الجماهير من شعبه ومن خارج شعبه. وكان هدفه أن تصل بشارة الخلاص إلى جميع البشر، ويقول لهم: إن الله محبة ويحبّ جميع الناس محبة لا حدود لها. ولأنه يريد أن يخلّصهم من عبودية الشرّ والخطيئة، أرسل ابنه ليمشي مع الناس ويرتضي أن يموت على الصليب ويبذل ذاته فداءً عن الجميع، وبموته وقيامته وعودته إلى الآب يمنح الخلاص للجميع.

يسوع بموته عنّا وقيامته يوصلنا إلى الآب. نحن من الآب ونعود إلى الآب. هدف يسوع، الذي تخلّى عن ألوهته ليصير إنسانًا، أن يرفع البشرية إلى الألوهة.

نحن إذًا بيسوع نصبح من جديد أبناء الله، نستحق أن نصبح آلهة، كما يقول القديس بولس.

كم يحبّنا الله كي يمنحنا هذه النعمة وهذا الفخر.

ونتساءل اليوم: أين نحن من النجم الذي يقود طريقنا نحو الله الآب ؟

أين نحن من إيماننا بيسوع ؟ أين عيشنا مع يسوع في كل يوم من أيام حياتنا ؟

نحن كشافة لبنان، في المدرسة الكشفية، واجبنا أن نكون مع يسوع النجم الذي يضيء ظلمة العالم. تعوّدنا، عندما نكون في المخيّم، أن نتبادل الحراسة في الليل، وأن يحمل كل واحد منا القنديل، ذات الضوء الصغير، لكنه يضيء كثيرًا في الليل. نحمل القنديل ونمشي في الغابة لنحرس إخوتنا.

كل واحد منا هو قنديل في ظلمة العالم الذي نعيش فيه. وعندما نتفق أن نضيء معًا قناديلنا نصبح نورًا كبيرًا يشعّ في عالمنا ويكشح على الظلمة. يقول لنا يسوع: أنتم نور العالم. هذا هو واجبنا وهذه هي مسؤوليتنا. وكلّما كنّا نورًا نقبل أن نبذل ذواتنا.

رسالتنا الكشفية هي خدمة وبذل ذات. Service et dévouement jusqu’au bout

بذل ذات مثل المسيح. ونحن مستعدّون دومًا لخدمة إخوتنا وأخواتنا البشر من دون تمييز، ولنندفع في محبتهم.

تربّينا في المدرسة الكشفية على قبول الآخر، كل إنسان، لنمشي معه نحو المسيح، ومع المسيح نحو الخلاص، نحو الله الآب.

وأخيرًا نمشي في طريقنا معًا وبفرح عظيم. ممنوع علينا اليأس والاستسلام للحزن وللصعوبات والتحديات التي نواجهها.

نحن أقوياء عندما نكون معًا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة ونمشي معًا في طريق المسيح، كالمسيحيين الأولين. كانوا أقوياء؛ واجهوا الامبراطورية الرومانية بوحدتهم وبإيمانهم بيسوع المسيح وبفرحهم العظيم.

ونحن اليوم نواجه تحديات كبيرة على مستوى العائلة، والمجتمع والوطن، لبنان، الذي أطلق عليه القديس البابا يوحنا بولس الثاني « الوطن الرسالة»، والذي كان قد أطلق عليه سنة 1920 البطريرك الحويك، باسم جميع اللبنانيين، لبنان الكبير.

نحن كشافة لبنان، نحن النجم والنور والفرح، ونحن القوة بالمسيح، قادرون أن نقف سَدًّا منيعًا في وجه تحديات الزمن وأن نبقى ثابتين في قناعاتنا وبالقيم المسيحية والكشفية التي تربّينا عليها والتي سنربّي عليها الأجيال الطالعة.

مبادئنا الكشفية تؤهلنا أن نكون نورَ العالم.

نحن كشافة لبنان. تأسست جمعيتنا بعد إعلان دولة لبنان الكبير. إذًا نحن كبار في لبنان الكبير. والويل لنا إذا حاولنا تصغير لبنان على حجم مصالحنا الشخصية الصغيرة.

بفضلنا، نحن كشافة لبنان، سيبقى اللبنانيون كبارًا، وسيبقى لبنان كبيرًا والوطن الرسالة في الحرية والمحبة والمصالحة واحترام التعددية والعيش الواحد، مسيحيين ومسلمين، في خدمة كنيستنا ووطننا والله الذي جعلنا أبناء وجعل منا آلهة. آمين.

Photo Gallery