كلمة المطران منير خيرالله في ختام قداس الرسامة الأسقفية بكركي 25-2-2012

كلمة المطارنة الجدد يلقيها المطران منير خيرالله
في ختام قداس الرسامة الأسقفية
بكركي السبت 25 شباط 2012
 
صاحب الغبطة مار بشاره بطرس الراعي بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق الكلي الطوبى،
أبانا البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلّي الطوبى،
سعادة السفير البابوي المطران غبرييلي كاتشيا ممثلاً صاحب القداسة البابا بنديكتوس السادس عشر،
فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بالسيدة الأولى.
أصحاب السيادة السامي احترامهم،
أصحاب المعالي الوزراء،
أصحاب السعادة النواب والسفراء،
قدس الآباء العامين والرئيسات العامات،
إخوتي وأخواتي الكهنة والرهبان والراهبات،
أصحاب المقامات الروحية والسياسية والديبلوماسية والمدنية والعسكرية والثقافية والتربوية والإجتماعية.
أيها الأخوات والإخوة الأحباء.
 
نرفع التسبيح والمجد والشكران إلى الله، الآب والإبن والروح القدس، الذي أراد بعنايته أن نكون نحن المطارنة الثلاثة من الرابطة الكهنوتية التي تحتفل هذه السنة بمرور سبعين سنة على تأسيسها.
تنشّأنا فيها على الروحانية الكهنوتية والروح الكنسية في كنف أساقفة وكهنة قديسين. لنا الشرف أن ننتمي إلى هذه الرابطة التي كانت ولا تزال رائدة ومعلّمة في الكنيسة المارونية وفي كنيسة لبنان على المستويات الروحية والليتورجية والثقافية، وسبّاقةً في وضع استراتيجية مارونية للتنشئة الكهنوتية والعمل الرعوي. وكانت نبويّة يوم تبنّت المسيرة المجمعية التي طرحها الخوري يواكيم مبارك سنة 1985 في الإكليريكية البطريركية المارونية-غزير. وتابعت أعمالها التي كانت تمهيدية ثم تحضيرية برئاسة المثلث الرحمة المطران يوسف الخوري ثم المطران يوسف بشاره. إلى أن تكلّلت بانعقاد المجمع البطريركي الماروني (2003-2006) برئاسة صاحب الغبطة والنيافة مار نصرالله بطرس صفير- والثلاثة هم من الرابطة الكهنوتية - ومشاركة كل مطارنة الكنيسة المارونية وأربعماية وثلاثة وثلاثين عضواً ومندوباً وخبيراً، أكثر من نصفهم علمانيون وعلمانيات. وإنها تتابع اليوم مسيرة تطبيق هذا المجمع الذي غدا مرادفاً للمجمع اللبناني في انطلاقة القرن الحادي والعشرين برئاسة صاحب الغبطة مار بشاره بطرس الراعي الذي كان عضواً في اللجنة المجمعية التحضيرية منذ تعيينها سنة 1987. ورافق أعمالها خمساً وعشرين سنة. وهو اليوم يَضع مسألة تطبيقه في أولويات بطريركيته لكي تتجدّد كنيستنا برسالتها وبأشخاصها ومؤسساتها.
إنه لشرف لنا وفخر أن ينتخبنا السادة المطارنة أعضاء سينودس الكنيسة المارونية لنخدم إلى جانبهم كنيستنا في لبنان وسوريا وفي النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار برئاسة ورعاية صاحب الغبطة مار بشاره بطرس الراعي وباتحاد وثيق مع صاحب القداسة بنديكتوس السادس عشر بابا روما وخليفة بطرس.
        دعانا السيد المسيح بصوت كنيسته إلى الخدمة الأسقفية في التعليم والتقديس والتدبير؛ وسنسعى أن نكون «أيقونة حيّة للرب يسوع المسيح على مثال العذراء والرسل»، كما قال لنا الأب الحبيس يوحنا الخوند في خلال رياضتنا في دير مار انطونيوس قزحيا في وادي قنوبين المقدس. ونتوق إلى أن نكون على مثاله، هو الراعي الصالح والكاهن الأوحد والأبدي الذي بذل ذاته في سبيل خرافة، كل خرافه، التي في الحظيرة والتي خارج الحظيرة.
والشعارت التي اتخذناها لخدمتنا الأسقفية تلتقي تماماً مع هذا التوق، وتتلخص بهذه الكلمات: أخدم خرافي في المحبة، ولأجلهم أقدّس ذاتي.
لذا فإننا ارتأينا أن نبدأ خدمتنا الأسقفية من قنوبين، لكي نولَدَ من جديد من رحم الوادي المقدس، حيث جذورنا وينابيعنا الروحانية، وفي روحانية آباءٍ قديسين، بطاركةً وأساقفةً وكهنةً ورهباناً، عاشوا روحانية النسك على مثال مارون وتلاميذه، وقدّسوا هذا الوادي وقدسوا كنسيتهم وشعبهم.
وذلك لأننا مقتنعون أن كل تجدّد في كنيستنا لا ينطلق إلا بالعودة إلى روحانية قنوبين النسكية، كما كان يقول الخوري يواكيم مبارك والخوري ميشال الحايك، وكما كان يردّد على مسامعنا ومسامع العالم الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني.
ومشروع خدمتنا الأسقفية في جبيل والبترون واللاذقية، سيكون المشروعَ نفسَه الذي تبنّاه غبطة أبينا البطريرك والذي تبنّته كنيستنا في المجمع البطريركي الماروني بهدف أن تتجدّد في أشخاصها ومؤسساتها ورسالتها الريادية في الشرق والغرب، وذلك بالعودة إلى الينابيع الروحانية وإلى عناصر هويتنا الإنطاكية السريانية وبالالتزام بعيش التجدّد في كل الميادين: الدينية والكنسية والتربوية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية والإعلامية.
وانطلاقاً من هذا المشروع، نحدّد أولوياتنا الراعوية كما يلي:
-    أولاً: التجدّد الروحي المبني على كلمة الله في الكتاب المقدس- وهذه السنة هي سنة الكتاب المقدس- والصلاة وشهادة الحياة.
وهنا تبرز أهمية العودة إلى جذورنا الروحانية وكتابات الآباء والصلوات الليتورحية. والتجدد الروحي يفترض مسيرة توبة وصلاة وتغيير الذهنيات، ويهدف إلى بناء كنيسة المسيح في البُعد العمودي، أي في العلاقة مع الله، الآب والإبن والروح، وفي البُعد الأفقي، أي في العلاقة مع إخوتنا البشر ومع المؤمنين في كنيسة المسيح الواحدة. وهذا يوصلنا إلى أن نشهد للمسيح ولحضوره في العالم من خلال إلتزامنا الشخصي والجماعي في كل قطاعات الحياة.
-     ثانياً: التجدّد في الأشخاص، بدءاً منا نحن الأساقفة، ثم الكهنة والرهبان والراهبات فالعلمانيين، لكي نعود إلى أصالة الدعوة التي دعانا إليها المسيح، كمعمّدين أولاً، وكحاملي موهبة خاصة ثانياً.
لذا فإننا سنتعاون مع إخوتنا الكهنة الذين نكوّن وإياهم الجسم الكهنوتي الواحد في الكنيسة وسنمنحهم كلَّ محبتنا.
وسنتعاون مع أخواتنا الراهبات وإخوتنا الرهبان الذين يحملون رسالة مميزة في أبرشياتنا وندعوهم إلى أن تكون أديارهم ومؤسساتهم مراكز صلاةٍ ومحبةٍ وإشعاعٍ روحي. وسنتعاون مع إخوتنا العلمانيين الذين يحملون مسؤولية البشارة بفعل مواعيد معموديتهم. ونحن نؤمن أن لهم دوراً في بناء الكنيسة وفي تحقيق الملكوت، وأن الروح يتكلم فيهم أيضاً.
وسنولي أهمية كبرى لتنشئة الشبيبة والطلاب الإكليريكيين وراعوية العائلة، الركائز الثلاث لبناء مستقبل كنيستنا المحلية، من أجل استعادة القيم التي ميّزت صمود شعبنا وكنيستنا.
-    ثالثاً: التجدّد في المؤسسات الأبرشية والرعائية، كي تكون أبرشياتنا ورعايانا شاهدةً للمسيح في خدمة المحبة. سنستفيد من التقنيات الحديثة ونتعاون مع الجميع على حمل رسالة المسيح إلى عالمنا ونكون معهم أنبياء الرجاء وشهود القيامة. وسنختار من بينهم أشخاصاً يلتزمون معنا في المجالس واللجان ونسلّم إليهم مهمات الرسالة.
 
ومن أجل وضع هذه الأولويات موضع التنفيذ، سنتبّع منهج الرب يسوع الرسولي، أي:
-       إننا سنطوف في المدن والقرى لنعلّم ونعلن البشارة (متى 9/35) وندعو الناس إلى التوبة، ونقول لهم: ملكوتُ الله تحقق بيسوع المسيح وهو الآن في داخلكم.
-       وسنمنح الأسرار للمؤمنين والتائبين فيتقدسوا، ونعطيهم ليأكلوا جسد الرب ويشربوا دمه فينالوا الحياة الأبدية (يوحنا 6/53).
-       وسنرعى بعين ساهرة كل الذين أوكلهم إلينا الرب «كي لا يهلك أحد منهم» (يوحنا 6/39). ونسعى وراء الخروف الضال، ونهتمُّ بالجائعين والعطشى والمرضى والمعوّقين والمحبوسين والغرباء والمهجّرين والنازحين والمنتشرين (متى 25/35-38)، ونشارك الفارحين أفراحهم والمحزونين أحزانهم.
 
أما في تطلعات كنيستنا المستقبلية، سنشدّد على ركائز ثلاثة ثابتة طالب آباء المجمع البطريركي الماروني، بإجماع الرأي، بالمحافظة عليها:
-       التمسّك بالبطريركية وبشخص البطريرك الضامِنَيْن لوحدة الموارنة.
-       ترسيخ الهويّة المارونية، سريانية إنطاكية بكل أبعادها اللاهوتية والنسكية والليتورجية والتراثية والفكرية.
-       التشّبث بلبنان الأرض و«الوطن الرسالة»، ومركز البطريركية وموقع الينابيع الروحانية ومراكز القديسين، وأرض الشهادة والصمود في حرية أبناء الله، وحامل دور الريادة في الشرق والغرب.
 
وفي الختام، إننا نتقدم بالشكر إلى الله عن والدينا، الذين سبقونا إلى الملكوت والذين لا يزالون معنا. ونشكره عن كل الذين رافقونا وتعبوا علينا منذ تنشئتنا في الإكليريكية الصغرى في غزير، ثم في بيروت والكسليك وروما وباريس، ثم في خدمتنا الكهنوتية في أبرشياتنا.
نشكر صاحب القداسة بنديكتوس السادس عشر، بابا روما وخليفة بطرس، الذي قَبِلَنا في الشركة الأسقفية في الكنيسة الجامعة، والممثل بيننا بسعادة السفير البابوي المطران غيرييلي كاتشيا.
Nous remercions Sa Sainteté le Pape Benoît XVI, Successeur de Pierre, qui nous a accueillis dans la communion épiscopale de l’Eglise Universelle, et représenté parmi nous par Son Excellence Mgr Gabriele Caccia, Nonce Apostolique. Excellence, Nous vous demandons de transmettre à Sa Sainteté l’expression de notre profonde gratitude et de notre obédience ecclésiale dans la communion du Collège des Evêques. Nous vous demandons également de transmettre nos vifs remerciements à Son Eminence le Cardinal Leonardo Sandri, Préfet de la Congrégation pour les Eglises Orientales, et à ses collaborateurs.
نشكر صاحب الغبطة مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق، وابانا البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والسادة المطارنة الذين منحونا كل ثقتهم ومحبتهم. نشكر أساقفتنا وعرّابينا الذين حضنونا بعطفهم وتشجيعهم.
نشكر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي أوفد السيدة الأولى لتمثله بيننا وتنقل إلينا تمنياته الحارة.
كما نشكر كل الهيئات السياسية والديبلوماسية والمدنية والعسكرية.
نشكركم أنتم الحاضرين معنا: من أبرشية اللاذقية، ومن بيت سمعان بلدة المطران الياس، وكل إخوتنا في سوريا من أبرشيتي حلب ودمشق. لهم منا جميعاً تحية خاصة وأدعية وصلوات إلى الله كي يعمّ السلامُ بلادهم.
ومن أبرشية جبيل وأبرشية بيروت، والدامور بلدة المطران ميشال،
ومن أبرشية البترون، ومراح الزيات بلدتي المتواضعة، وجاج بلدة أجدادي.
وكل إخوتنا من الشمال والجبل والبقاع والجنوب؛ ونخص منهم وفدي بلدتي دبل وتولين.
ونشكر إخوتنا الذين يرافقوننا بصلواتهم من بلدان الإنتشار الواسع. وقد حضر منهم اليوم خصيصاً سيادة المطران اسطفان هيكتور الدويهي والمونسنيور جورج سبعلي.
 
Nous remercions nos chers invités qui sont venus exprès de France et d’Italie.
Nous voulons nommer Mgr Dominique Lebrun, Evêque du diocèse de Saint Etienne en jumelage avec celui de Batroun, qui est venu à la tête d’une délégation stéphanoise pour confirmer les liens de communion ecclésiale qui nous unissent depuis plus de quinze ans.
Nous voulons remercier S.Exc. Mgr Alain Costet, évêque de Luçon et ami de Mgr Elias.
Nous remercions Mgr Pascal Gollnisch, Directeur général de l’œuvre d’Orient, l’œuvre qui est au service de nos Eglises d’Orient depuis sa fondation en 1856 par le fameux Cardinal Lavigerie, grand ami du Liban.
Vous tous amis français ici présents, vous représentez tous ceux qui nous sont chers en France et qui sont en ce moment unis à nous en prière. 
Nous remercions Mgr Julio Botia, Président international de l’Union Apostolique du Clergé qui a tenu à être parmi nous pour confirmer les liens qui ont été scellés avec Notre Amicale du Clergé depuis 1987.
 
Ringraziamo i nostri amici venuti d’Italia :
Quelli appartenenti al cammino neocatecumenale che sono venuti festeggiare con Mgr Michel, un loro amico da anni.
Ringrazio i miei amici venuti da Foligno a nome del gemellaggio che li lega alla diocesi di Batroun dopo il ricupero delle reliquie di San Marone.
I miei amici di Roma e di Milano che sono venuti confermare la nostra amicizia da più di trenta cinque anni. Voi rappresentate qui tutti i nostri cari attraverso l’Italia e confermate i legami ecclesiali, culturali e nazionali che ci uniscono da secoli.  
 
ونختم بصلاة للعذراء مريم:
يا مريم، أمَّ الكنيسة وأمَّ الكهنة، كوني بقربنا كما كنتِ بالقرب من ابنكِ يسوع، وساعدينا كي نفهم عمقَ سرَّه وسرّ محبته اللامتناهية. أنتِ سيدة لبنان وسيدة قنوبين وسيدة إيليج، ورفيقة درب بطاركتنا وأساقفتنا وشعبنا، قودي خطانا على طريق الخدمة والمحبة كي نبذل ذواتنا من أجل تمجيد وإكرام وتعظيم الثالوث الأقدس وأمان وبنيان البيعة المقدسة. آمين