قداس تسليم الخوري جوني طنوس- رعية بيت شلالا، 4-7- 2021

عظة المطران منير خيرالله

في قداس تسليم الخوري جوني طنوس خدمة رعية بيت شلالا

الأحد 4/7/2021، في كنيسة مار يوسف- بيت شلالا

 462

« أطلبوا من ربّ الحصاد أن يرسل فعلةً إلى حصاده » (لوقا 10/2).

أبونا بطرس (بو فرنسيس) خادم هذه الرعية بمحبة كبيرة، أبونا جوني،

أحبائي جميعًا.

أنا معكم اليوم لأحتفل بالقداس وأسلّم الرعية إلى خادمها الجديد.

نشكر الخوري بطرس على خدمته المميزة وجهوده الكبيرة في رعية بيت شلالا. وهو الذي طلب، ولأسباب صحية، أن نخفف عنه عبء الخدمة الرعوية، بعد أن أدّى خدمات لسنوات في الأبرشية وفي هذه الرعية.

دخل رعيتكم وكانت بيتَ سلام. وقال لكم: فليكن السلام في هذه الرعية. وعاش معكم بسلام القلب، بمحبة، بتضحية، بخدمة. وكان الكاهن الخادم، معتبرًا أن المسيح منحه كهنوت الخدمة. لأن الكهنوت هو أولاً وآخرًا للخدمة. هكذا كان يسوع المسيح ابن الله: صار إنسانًا ليعيش إنسانيتنا ويكون خادمًا لنا بالمحبة. وقال لرسله وتلاميذه: إذا كنت أنا الرب والمعلم أخدمكم، فعليكم أنتم أيضًا أن تخدموا بعضكم بعضًا.

هذا هو الخوري بطرس الذي سيبقى في قلوبكم، وأعرف كم أحببتموه وكم هو أحبَّكم وسيذكركم دومًا في قداساته وصلواته. وسنفكر معًا ومع الخوري الجديد، عندما تسمح الظروف، بقداس شكر إلى الله عن الخوري بطرس.

ونستقبل معكم خادمكم الجديد الخوري جوني طنوس. ابن عين عكرين، جارتكم. تهيّأ لهذه الخدمة لسنوات في رعية البترون مع الخوري بيار صعب. وهو أب عائلة، يعرف أن يحمل همومكم كما حمل هموم عائلته الصغيرة. ويشعر معكم ومع شعبنا في هذه الظروف الاستثنائية والكارثية. قَبِلَ سرّ الكهنوت ليخدم بمحبة، ولا غاية عنده سوى الخدمة؛ وسيضع ذاته في خدمتكم مع المواهب التي منحه الله إياها والتنشئة التي تلقاها. وأطلب منكم أن تستقبلوه بمحبة وقلب منفتح كما استقبلتم الخوري بطرس، والخوري الياس صعب من قبله.

وسيقول لكم مع يسوع: فليكن السلام لهذه الرعية، وسأعيش معكم بسلام.

نعيش اليوم في ظروف صعبة. لكن، كما قال لنا قداسة البابا فرنسيس نهار الخميس الفائت في خلال يوم التفكير والصلاة من أجل لبنان في روما، اليوم التاريخي الذي دعا إليه رؤساء الكنائس في لبنان، ودعا المؤمنين في العالم إلى الاتحاد معهم: « لم يبقَ لنا سوى الصلاة. فلنصلِّ معًا من أجل لبنان ». وذكّر أن « لبنان الصغير- الكبير الذي يعاني من أزمة خطيرة ونحن قلقون على هويته ومصيره، هو أكبر من بلد. إنه رسالة ونموذج لكل بلدان العالم وشعوب العالم. رسالة في الحرية والعيش المشترك السلمي والاحترام المتبادل ». أطلبوا من الرب أن يمنحكم القوة والجرأة على الصمود وقولوا الحق. لا تيأسوا ولا تستسلموا. الرب يسوع قبطان السفينة هو معكم.

ونحن متأكدون أن الرب يسوع معنا اليوم وكل يوم إلى منتهى الدهر.

لقد مرّ على آبائنا وأجدادنا في مسيرتهم التاريخية ظروف أصعب من التي نعرفها اليوم من حروب واضطهادات ومجاعة وتهجير وهجرة. وهذه الأرض المقدسة، وكل حبة تراب منها، وكنائسنا وأديارنا ورعايانا، تشهد على صمودهم في الإيمان بالله وثقتهم الكاملة به. وكانوا يطلبون دومًا شفاعة العذراء مريم سيدة لبنان وسيدة الأرز، وجميع قديسينا.

والعواصف التي تهبّ علينا اليوم هي عابرة، ونحن نبقى.

وأنا أقول لكم اليوم، كما أقول لشبيبتنا: لاتخافوا !

أعرف أن الكثيرين منكم يفكرون ربما بمغادرة هذه الأرض للانتقال إلى بلاد بعيدة وجديدة، لأنهم يئسوا من السعي إلى العيش بكرامة في لبنان ومن بناء مستقبل لهم فيه.

أقول لكم باسم الرب يسوع: لا تخافوا ! أنتم، يا شبابنا، مسؤولون عن بناء مستقبل لكم في وطنكم ودولتكم؛ أنتم مسؤولون عن تهيئة طبقة سياسية جديدة تمثلكم وتحقق آمالكم وتعمل على بناء دولة حديثة، و عن إعادة بناء لبنان ليبقى وطنًا رسالة.

نسلّمكم الشعله، ونحمّلكم المسؤولية. ونطالبكم بأن لا تيأسوا وأن لا تخافوا.

الرب يسوع معنا، والعذراء مريم، سيدة لبنان، تفتح يديها من تلّة حريصا لتضّم لبنان إلى صدرها وتحميه من تحديات الشرير. كما قال قداسة البابا فرنسيس الخميس الفائت من روما. ومعهما نحن ننتصر على كل الصعوبات، ونصل إلى لبنان جديد.

تعالوا نصلّي ونتّكل على الله ونطلب منه أن يرسل فعلةً إلى حصاده، يعملون بمحبة وتجرّد وإخلاص.

أشكر الله عليكم وعلى ما أنتم عليه، وأشكره على خدمة الخوري بطرس بينكم، وأهنئكم بخادمكم الجديد. آمين.

photo Gallery