2-2-2013 قداس افتتاح حملة كاريتاس في البترون

عظة المطران منير خيرالله

في قداس كاريتاس، إقليم البترون

السبت 2 شباط 2013

في كاتدرائية مار اسطفان البترون

  

« لا تكن محبّتنا بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق» (1 يوحنا 3/18).

 

صاحب السيادة المطران بولس آميل (سعاده) راعي هذه الأبرشية لأكثر من خمس وعشرين سنة،

صاحب السيادة المطران يوسف (ضرغام) الذي خدمتَ أبرشية مصر لعشرين سنة،

حضرة الخوري سيمون فضول رئيس رابطة كاريتاس لبنان

إخوتي الكهنة والرهبان، أخواتي الراهبات،

حضرة قائمقام البترون

حضرة رئيس الصليب الأحمر اللبناني

حضرة أعضاء المجلس التنفيذي لرابطة كاريتاس لبنان

حضرة رؤساء وأعضاء مكتب كاريتاس البترون السابقين والحاليين،

إخوتي وأخواتي أبناء وبنات أبرشية البترون والأصدقاء.

 

نحتفل اليوم معكم بقداس كاريتاس، قداس المحبة، ونحن في ختام الأسبوع الذي تدعونا فيه الكنيسة الى ذكر الأبرار والصديقين الذين سبقونا الى الملكوت واستحقوا الحياة الأبدية بأعمال المحبة التي قاموا بها. ونقدم إليكم، على أبواب الصوم وعشية إطلاق حملة رابطة كاريتاس لبنان لهذه السنة، مكتب كاريتاس البترون الجديد الذي يتسلّم شعلة خدمة المحبة ليتابع مسيرة الذين خدموا قبله في هذا المجال.

كاريتاس هي كلمة لاتينية تعني المحبة، وهي مستقاة من صُلب تعاليم السيد المسيح في الإنجيل، اتخذها شعاراً من أراد أن يؤسس رابطة كاريتاس لخدمة المحبة مع إخوة يسوع الصغار.

تأسست رابطة كاريتاس في ألمانيا سنة 1897، ثم توسعت وانتشرت لتصبح اليوم موجودة في أكثر من مائتي دولة ومنطقة في العالم، وتخضع لإدارة مركزية في روما تعمل بإشراف من ينتدبه قداسة البابا خليفة بطرس لخدمة من هم في حاجة الى محبة.

وفي لبنان بدأت كاريتاس لبنان الجنوبي سنة 1972 لتتحوّل سنة 1976 الى رابطة كاريتاس لبنان بقرار من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان.

 رابطة كاريتاس هي جهاز الكنيسة الإجتماعي تعمل بالقيم التي تستلهمها من تعاليم الكنيسة في الشأن الإجتماعي. وهي تتلخّص في احترام كرامة الإنسان وتعزيز حقه في الحياة الكريمة، وفي التضامن في محبة الفقراء وفي تشجيع الاعتماد على الذات. هدف كاريتاس الأساسي هو مساعدةُ الأشخاص والجماعات على تحقيق كرامتها والإسهام في ترقية الشعوب وتنميتها. لذا فإنها تناضل من أجل نشر العدالة المسيحية وعيش المحبة من دون تمييز وذلك بمكافحة الفقر والعوز والحرمان والتهجير وذلك عن طريق التثقيف ودعم الانماء الذاتي.

ورسالة الكنيسة التي تتبنّاها رابطة كاريتاس تتجلّى بالبشارة والمحبة، أي بنقل الإيمان الى البشر وعيش أعمال المحبة.

يقول قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في إرشاده الرسولي الذي تركه وديعة لنا في خلال زيارته الى لبنان في أيلول الماضي « الكنيسة في الشرق الأوسط - شركة وشهادة»: «إن الكنيسة في الشرق الأوسط تعمل، بفضل شبكة مؤسساتها التربوية والإجتماعية والخيرية، وتسمع دعوة يسوع لها: كل مرة صنعتم ذلك لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي أنا قد صنعتموه» (متى 25/40). وترافق إعلان الإنجيل بأعمال المحبة وفقاً لطبيعة المحبة المسيحية نفسها، وتلبيةً للحاجات المباشرة للجميع من دون تمييز ديني أو عرقي أو إتنّي أو إجتماعي أو سياسي، وذلك فقط بهدف أن تحيا على الأرض محبة الله للبشرة (العدد 89).

ويتابع قداسته قائلا: « أن يسوع المسيح جعل نفسه قريباً من الأشدّ ضعفاً. وباتّباع مثله، تعمل الكنيسة في خدمة استقبال الأطفال المتروكين والأيتام، وفي خدمة الفقراء والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى، كي تكون على الدوام أكثر تفاعلاً في المجتمع الإنساني. وتؤمن الكنيسة بالكرامة، غير القابلة للجدل، لكل شخص بشري وتعبد الله الخالق والآب من خلال خدمة خليقته المحتاجة عبر مساعدتها مادياً وروحياً» (العدد 90).

ومكتب كاريتاس البترون يسير في هذا التوجه ويعتبر أنه جهاز الكنيسة المحلية الإجتماعي ويعمل بإشراف راعي الأبرشية وبالتنسيق الكامل معه ومع الكهنة خدمة الرعايا.

فأعضاء هذا المكتب رسموا خطة العمل متبنين شعار راعي الأبرشية وبرنامجه في خدمة المحبة. وهم سيعملون على نشر ثقافة العمل التطوعي في الخدمة وبروح التضامن والشفافية،

أولاً على هدم الجدران بين الأشخاص والمؤسسات لتتكامل في خدمة المحبة وتقديم المساعدة والعون لمن هم في اكثر حاجة.

وثانيا على تحويل العمل الحسناتي الى عمل إنمائي، لأنهم يؤمنون أن كنيستهم تسعى الى إنماء شعبها وترقيته بدل تعزيز عمل الإحسان والشفقة.

منطقتنا البترونية وشعبها ينتظران منا الكثير لأن الحاجات تتضاعف يوماً بعد يوم. ولكننا نريد أن نتعاون على إنهاضهما الى مستوى الترقّي والإنماء. تعاوننا وتضامننا، لأننا كلنا الكنيسة إكليروساً وعلمانيين، هو الكفيل بتحقيق هذا الهدف.

وتعلّمنا كنيستنا المارونية في مجمعها البطريركي «أن الإنسان لا يستطيع أن ينمو ويحقق دعوته إلا من خلال العلاقة مع الآخرين. والعلاقة بالآخرين أساسها المحبة، محبة الله ومحبة القريب. والكنيسة تسعى الى تجسيد هذه المحبة في الأرض بين أبناء البشر، لأن رسالتها تكمن في أنسنة هذا الكون بشراً وطبيعةً ومقدرات، وفي الدعوة الى العمل في سبيل بناء حضارة المحبة في هذا العالم». (النص 20 العدد 2).

« وتكون محبتنا لا بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق». (رسالة يوحنا الأولى 3/18).

 

من لميا شديد- مصوّر

أطلقت رابطة كاريتاس لبنان في إقليم البترون حملة الصوم للعام 2013 خلال قداس احتفالي دعت إليه الهيئة الجديدة لمكتب كاريتاس البترون وترأسه راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله في كاتدرائية مار اسطفان بمشاركة المطرانين بولس اميل سعاده ويوسف ضرغام.

وعاون المطران خيرالله بالذبيحة الإلهية رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب سيمون فضول ومرشد اقليم البترون الخوري بطرس بو فرنسيس في حضور قائمقام البترون روجيه طوبيا، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، رئيس الصليب الأحمر اللبناني الشيخ سامي الدحداح، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون حنا بركات، رئيس رابطة البترون الإنمائية والثقافية الدكتور جوزيف شليطا، رؤساء هيئات وجمعيات وأندية ومؤسسات بالإضافة الى المجلس التنفيذي لرابطة كاريتاس وأعضاء هيئة مكتب البترون.

وبعد القداس ألقى الرئيس الجديد لمكتب كاريتاس البترون المربي سعيد باز كلمة أكد فيها العمل إنطلاقاً من خطة وشعار راعي الأبرشية وعرض لرؤيته للعمل الإجتماعي كجهاز تابع للكنيسة. وشدد على العمل بعيداً عن الإنفرادية إنطلاقاً من رسالة الكنيسة.

أما الأب فضول فشكر باسم رئيس وأعضاء الهيئة الجديدة لمكتب البترون رئيس الهيئة السابقة المهندس فيليب سعد والأعضاء. ودعا الهيئة الجديدة للعمل "ونحن بانتظار المشاريع وتحقيق الطموحات وسنكون بجانبكم في كل ما ترونه مناسبا لكي نخفف الآلام عن المتألمين ونمسح الدموع عن الباكين ونحقق التنمية البشرية ونعلمهم كيف يصطادون السمك بدلاً من أن نقدم لهم السمك". وشكر لراعي الأبرشية رعايته ودعمه.

بعد ذلك انتقل الجميع الى صالون الرعية وكان لقاء مع الهيئة الجديدة للمكتب .