كلمة المطران خيرالله في استقبال صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى
عيد مار يوحنا مارون كفرحي الأحد 3 آذار 2013
صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى،
فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بصاحب المعالي الأستاذ ناظم الخوري،
سعادة السفير البابوي المطران غبرييلي كاتشيا،
وأصحاب السيادة السامي احترامهم،
صاحب المعالي وأصحاب السعادة النواب وممثليهم،
الهيئات السياسية والقضائية والمدنية والبلدية،
الأم الرئيسة العامة وأخواتي الراهبات وإخوتي الكهنة والرهبان،
يا أبناء مارون ويا أصدقاءنا.
سيادة المطران بولس آميل سعاده، أبي الروحي ومرمّم هذا الدير، وأنا نرحب بكم في الكرسي البطريركي الأول لمناسبة عيد البطريرك الأول مار يوحنا مارون.
صاحب الغبطة والنيافة،
تعودون لتوّكم من روسيّا حيث قمتم بزيارة تاريخية واحتفلتم مع صاحب الغبطة مار كيريلّ الأول، بطريرك موسكو وعموم الروسيا، بعيد مار مارون في كاتدرائية البشارة في موسكو التي يطلق عليها المؤمنون هناك إسم كنيسة مار مارون لاحتضانها مذبحاً وأيقونة لمار مارون.
وسلّمتم إلى البطريرك كيريلّ جزءاً من هامة مار مارون التي سمح الكرسي الرسولي بنقلها من أبرشية فولينيو- إيطاليا التي بدورها حافظت عليها وكرّمتها منذ أن نقلها أحد الآباء البنديكتان من هنا من كفرحي سنة 1130؛ كما كان قد سمح أن يُعاد الجزء الأكبر منها إلى دير مار يوحنا مارون كفرحي حيث احتفلنا باستقبالها في احتفال مهيب مع سلفكم مار نصرالله بطرس صفير في 8 كانون الثاني سنة 2000.
وها أنتم اليوم تعودون إلى الجذور لتحتفلوا بعيد سلفكم الأول مار يوحنا مارون لتجسيد ما أعلنتموه في حفل تنصيبكم بطريركاً في 25 آذار 2011:
« برنامجي هو امتداد لتاريخ أسلافي وعلى مدى 1600 سنة، لثوابتهم الإيمانية والوطنية: من الحدث المؤسس وهو القديس مارون وتلاميذه، ومن البطريرك الماروني الأول القديس يوحنا مارون الذي ثبّت الكنيسة المارونية على العقيدة الكاثوليكية وجعلها أمّة مستقلة بحكمها الذاتي في جبل لبنان. والبطاركة العمشيتي وحجولا وآل الرزّي واسطفان الدويهي والياس الحويك.
برنامجي هو استكمال التنفيذ والتطبيق لمقررات وتوصيات المجمع البطريركي الماروني والإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان والجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط. وهذه كلها تشكّل امتداداً لربيع الكنيسة الذي بزغ مع المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني».
صاحب الغبطة والنيافة،
تزورون اليوم أبرشية البترون، أبرشية القداسة والقديسين، وهي في حالة مجمعية بعد أن أعلنتُ البارحة في رسالتي الراعوية الأولى عن الدعوة إلى مجمع أبرشي ينطلق في تشرين الأول 2013 ويستمرّ حتى تشرين الأول 2015، ويهدف إلى تطبيق المجمع البطريركي الماروني، آخذاً في الإعتبار تعاليم المجامع والباباوات، لا سيما المجمع الفاتيكاني الثاني والإرشادَيْن الرسوليّين « رجاء جديد للبنان» و« الكنيسة في الشرق الأوسط- شركة وشهادة».
إننا، في أبرشية البترون، نحظى بنعمة مميزة إذ إن الله أعطانا أن نعيش على أرض مقدّسة وأن نكون جيران القديسين في كفرحي وكفيفان وجربتا وحردين وتنورين. فلأي من الناس أعطيت هذه النعمة أن يكون لهم في محيط بضعة كيلومترات مربعة أربعة ضرائح قديسين أصبحوا منارة للكنيسة الجامعة وللعالم ومراكز حج ومراكز دينية عديدة ؟
لذا فإني أتعهد أن أتابع ورشة التجدّد الروحي والتجدّد في الأشخاص والمؤسسات التي بدأتها بالتعاون مع الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين؛ وأن أعمل مع المجالس واللجان ومع المسؤولين السياسيين والإداريين ومع الجمعيات المدنية والأهلية والثقافية والإجتماعية على إنماء منطقتنا البترونية التي تحمل تراثاً عريقاً وتختزن كنوزاً طبيعية وإنسانية وثقافية وروحية مفتوحة على مستقبل سياحة دينية وبيئية واعدة، متّبعاً خطة آبائنا المستندة إلى ثلاثة: الإيمان والمعول والقلم.
سدّد الله خطاكم، أيها الراعي، في نظرتكم وامتدادكم نحو المستقبل، في التخطيط لكنيستكم كي تكون هي على مستوى التحديات وكي تكونوا أنتم دوماً متحرّكين لا مقام لكم إلا في مقدمة شعبكم.
إسمحوا لنا أن نقدم إليكم هذه المنحوتة لابن الأبرشية الفنان نبيل بصبوص، وهي ترمز إلى السفينة-الكنيسة، وأنتم ربّانها، وهي تعانق الأرزة الخالدة التي ترمز في روحانيتنا المارونية إلى مريم العذراء أرزة لبنان، وأنتم تحملون المجد الذي أعطي لها ولكم.