كلمة المطران خيرالله
في الإجتماع الأول للّجنة الإعلامية في ابرشية البترون
كفرحي- السبت 17 آب 2013
إخوتي وأخواتي الإعلاميون والإعلاميات،
أحببت أن أدعوكم اليوم إلى هذا الإجتماع في الكرسي البطريركي الأول لنطلق معاً مسيرة إعلامية تواكب مسيرة التجدّد في أبرشيتنا، أبرشية القداسة والقديسين. وأنا أتشرف بحضوركم أنتم الذين تمثلون السلطة الرابعة في الدولة وتحملون مسؤولية جسيمة في بناء الوطن. لبنان يفتخر بكم وأبرشية البترون تفتخر بكم وبالرسالة التي تقومون بها إنطلاقاً من المبادئ والقيم الإنسانية والمسيحية التي تربيتم عليها في عائلاتكم البترونية.
إني أدعوكم إذاً إلى مشاركتي مسؤوليتي في خدمة أبرشية البترون.
فنحن معاً شركاء في الكنيسة بفعل النعمة والرسالة اللتين قبلناهما في سر المعمودية ومعنيون بعمل الخلاص الذي تمّمه سيدنا يسوع المسيح بتجسّده وموته على الصليب وقيامته من بين الأموات، ومعنيون بتلبية الدعوة إلى القداسة الموجهة إلينا على خطى آبائنا القديسين في أبرشية القديسين.
ونحن شركاء في عمل إنماء منطقتنا التي تحتاج إلى تضافر كل إمكاناتنا ومقدّراتنا.
ونحن شركاء في ورشة إعادة بناء وطننا لبنان في دعوته التاريخية ليكون دوماً « الوطن الرسالة» و« الوطن النموذج» كما قال عنه الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتوس السادس عشر.
سنة ونصف مرّت على تسلّمي الخدمة الأسقفية من سيادة أخي وأبي الروحي المطران بولس آميل سعاده الذي كان له الفضل الكبير في بناء وعمران الأبرشية.
وكنت قد اخترت « الخدمة والمحبة» شعاراً لي: « أنا بينكم خادم المحبة»، محاولاً التشبّه بيسوع المسيح الذي قال: « أنا ما جئت لأُخدم بل لأَخدم»، والذي أعطانا المثل في حياته بيننا وكان الراعي الصالح الذي يبذل ذاته في سبيل الخراف.
أما مشروع أسقفيتي فهو مشروع كنيستنا المارونية للقرن الحادي والعشرين، أي المشروع الذي صاغه آباء المجمع البطريركي الماروني لتجدّد كنيستنا في أشخاصها ومؤسساتها ورسالتها الريادية في الشرق والغرب.
وهو المشروع الذي تبنّاه غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي منذ انتخابه وأخذ على عاتقه العمل على تطبيقه.
وانطلاقاً من هذا المشروع وضعت سلّم أولويات راعوية تتجسّد أولاً في التجدد الروحي، وثانياً في تجدّد الأشخاص، وثالثاً في تجدّد المؤسسات. وبدأت أعمل على تطبيق هذه الأولويات في الأبرشية.
وأعطيت التجدّد الروحي الأهمية الكبرى، وبخاصة أن أبرشيتنا هي أبرشية القداسة والقديسين وتحوي ذخائر القديسين: هامة مار مارون في كفرحي، ضريح القديسة رفقا في جربتا، ضريحي القديس نعمة الله والطوباوي الأخ اسطفان في كفيفان، وضريح البطريرك الياس الحويك، الذي وقّعتُ افتتاح التحقيق في دعوى تطويبه في 5 تشرين الأول 2012، في عبرين.
وإني أدعو، في كل زياراتي الراعوية، إلى عيش هذا التجدد الروحي بالعودة إلى ينابيع روحانيتنا والقيم التي حافظت عليها كنيستنا وعائلاتنا طيلة أجيال. وأطلب أن تكون أديارنا مراكز صلاة وفكر وإشعاع روحي، وأن تكون رعايانا واحات روحية يصلّي فيها المؤمنون ويضجّ فيها النشاط الرسولي وتنمو فيها الحركات والمنظمات الرسولية والدعوات الكهنوتية والرهبانية.
أما التجدّد في الأشخاص فقد بدأته بنفسي ومع إخوتي الكهنة والرهبان وأخواتي الراهبات داعياً إياهم إلى أن نعود إلى أصالة الدعوة التي دعانا إليها السيد المسيح، فنلتزم معاً بخدمة شعبنا بالتجدّد والتضحية والعطاء والتضامن مع إخوتنا العلمانيين. فنكون مثالاً صالحاً لهم وشهوداً لحضور المسيح في أبرشيتنا.
وأوليت أهمية خاصة للشبيبة وللعائلة لما لهما من دور في بناء كنيسة المسيح في البترون ومستقبل وطننا لبنان.
أما التجدّد في المؤسسات فقد بدأته بمأسسة المطرانية بدوائرها ومجالسها ولجانها قبل أن أبدأ بمأسسة الرعايا بلجان أوقافها ومجالسها ومنظماتها.
فقمت بتعيين الأشخاص الذين يؤلفون دائرة الأبرشية، ثم بتعيين المجالس واللجان، ومنها: المجلس الكهنوتي، مجلس الشؤون الإقتصادية، مجلس الشورى والأمانة العامة، لجنة العيلة، لجنة الشبيبة، لجنة المرأة، لجنة التعليم المسيحي، لجنة الطقوس، الفريق الرسولي، لجنة الدعوات، لجنة إدارة صندوق تعاضد الكهنة، اللجنة الإقليمية لرابطة الأخويات والطلائع والفرسان، لجنة راعوية الخدمات الصحية، لجنة المعوّقين وذوي الحاجات الخاصة، لجنة مرافقة المساجين والمهجّرين والعمال الأجانب. ثم عينت مكتباً جديداً لكاريتاس ولجنة خدمة المحبة.
ولتنشيط مسيرة التجدّد هذه، رحت أقوم بالزيارات الراعوية في كل الرعايا مذكراً المؤمنين في أبرشيتنا بمسؤولياتهم في مشاركة الأسقف والكهنة في تحقيق ملكوت الله في البترون وبالرسالة الخاصة التي يحمّلنا إياها السيد المسيح في متابعة مسيرة القداسة.
وتكليلاً لهذه المسيرة،
وبعد أن كنت قد أعلنت في 2 آذار 2013، في رسالتي الراعوية الأولى، عن الدعوة إلى عقد مجمع أبرشي يهدف إلى تطبيق توصيات المجمع البطريركي الماروني في أبرشيتنا،
وبعد أن اكتمل عقد المجالس واللجان في الأبرشية وتنظمت الهيكلية المؤسساتية، بدأت ورشة التحضير لانعقاد المجمع الأبرشي.
فعيّنت أمانة عامة ولجنة مركزية، ورسمنا معاً خطة العمل التي تتلخّص بما يلي:
أولاً، الروزنامة:
- السبت 12 تشرين الأول 2013 قبل الظهر: تنظيم يوم روحي لأعضاء المجمع بحيث يقومون بجولة في تنورين وحردين بهدف العودة إلى جذورنا الروحانية المارونية. ويكون الدليل في هذه الجولة الدكتور انطوان الخوري حرب مع سيادة راعي الأبرشية. وتنتهي الجولة بغداء في الكرسي الأسقفي- دير مار يوحنا مارون، كفرحي.
- السبت 26 تشرين الأول 2013، بعد الظهر: إطلاق المجمع الأبرشي في جامعة العائلة المقدسة- البترون، في جمعية عمومية يشارك فيها أعضاء المجمع وتكون بمثابة الدورة الأولى.
وتتبعها دورات ثلاث أخرى: تشرين الأول 2014، نيسان 2015، تشرين الأول 2015.
ثانياً، مضمون دليل المجمع الأبرشي:
- رسالة سيادة راعي الأبرشية،
- لائحة إسمية بالمدعوين إلى المجمع وبهيئات المجمع ولجانه،
- مواضيع المجمع الأبرشي،
- توصيات المجمع البطريركي الماروني في المواضيع المختارة والتي علينا أن نعمل على تطبيقها في أبرشية البترون،
- إستمارة لإبداء الملاحظات وتقديم الاقتراحات.
ثالثاً، آلية العمل في المجمع الأبرشي:
- تحضّر الأمانة العامة دليل المجمع، وتناقشه اللجنة المركزية وتوافق عليه.
- تحدّد الأمانة العامة واللجنة المركزية المواضيع الواجب طرحها ودرسها في المجمع الأبرشي. وتعيّن لكل موضوع خبيراً يعمل مع لجنة على دراسة الموضوع وعلى وضع آليات لتطبيق توصيات المجمع البطريركي في أبرشية البترون.
ويقدم الخبير النص الذي كتبه إلى اللجنة المركزية لتناقشه معه. فيعيد كتابته انطلاقاً من الملاحظات لكي يصبح جاهزاً ليعرض على الدورة الثانية للمجمع الأبرشي. وفيها يعرض الخبير نصه وتسجّل الأمانة العامة الملاحظات التي تقدم خطيّاً، لكي يعاد النظر في النص في ضوئها. وهكذا يُتابع العمل في الدورتين الثالثة والرابعة.
وبين الدورات الأربع، تقوم اللجنة المركزية والأمانة العامة بتنظيم أنشطة روحية وكنسية وإجتماعية وثقافية لتعميم المسيرة المجمعية ونشر أعمالها.
رابعاً، المواضيع التي يتناولها مجمعنا الأبرشي وخبراؤها:
1- الهوية والأرض: الدكتور نبيل خليفه والدكتور أنطوان الخوري حرب
2- البترونيون والإنتشار: السفير طنوس عون
3- الكهنة والرهبان والراهبات: المونسنيور سمير الحايك والأخت جورج ماري عازار.
4- الشبيبة: الدكتورة جوزيان أبي خطار مع لجنة الشبيبة.
5- العائلة: الخوري بطرس فرح مع لجنة العائلة بالتعاون مع السيدة ريتا عزّو الأمينة العامة للجنة الأسقفية لشؤون العائلة.
6- المرأة في أبرشية البترون: الدكتورة سعاد الطبشي مع لجنة المرأة.
7- العلمانيون: ؟؟؟؟
8- المجالات الراعوية في أبرشية البترون:
- التجدّد في الليتورجيا: الأب هاني مطر مع اللجنة الليتورجية.
- التعليم المسيحي: الخوري جورج طنوس مع لجنة التعليم المسيحي.
- الرعية والعمل الرعوي: الخوري جورج عبدلله.
9- الحوار المسكوني والحوار المسيحي- الإسلامي في أبرشية البترون:
- الحوار المسكوني: المونسنيور سمير الحايك
- الحوار الإسلامي- المسيحي: الدكتور ساسين عساف.
10- الشأن التربوي في أبرشية البترون:
- التعليم الأساسي والتكميلي والثانوي: الأستاذ يوسف سركيس مع لجنة الخدمة التربوية.
- التعليم الجامعي: الأستاذ سهيل مطر بالتعاون مع الدكتور عصام خليفه والدكتورة جوزيان أبي خطار.
11- الشأن الإجتماعي في أبرشية البترون:
- الخدمة الإجتماعية: الأستاذ سعيد باز مع لجنة خدمة المحبة
- راعوية الخدمات الصحية: الخوري شربل خشان مع لجنة راعوية الخدمات الصحية.
12- الشأن الإقتصادي في أبرشية البترون: الدكتور جوزف الجميّل
13- الثقافة والتراث والسياحة الدينية في أبرشية البترون: الدكتور جوزف شليطا بالتعاون مع لجنة التراث والفن الكنسي (الدكتور أنطوان الخوري حرب، الدكتورة سعاد الطبشي، الأب يوسف متى، المهندس بيارو سلوم).
14- الإعلام في أبرشية البترون: السيدة لور سليمان صعب مع اللجنة الإعلامية.
إخوتي وأخواتي الأعلاميون والإعلاميات،
إني أعهد إليكم مسيرة التجدّد في أبرشيتنا، وأضع بين أيديكم خطة العمل، لا للإعلام عنها الآن، بل لحثّكم على تبنّي مشروع المجمع ومواكبة مراحل التحضير له.
ومن هو أفضل منكم بتحمّل هذه المسؤولية إلى جانب مطران الأبرشية. وإني واثق من أنكم ستكونون لي المعاونين الصادقين والملتزمين بالقيم التي تحملها كنيستنا وعائلاتنا ووطننا لبنان، أي الصدق والإخلاص والنزاهة والحرية والكرامة. ولتكن دوماً الخدمة والمحبة شعاراً لنا.