كلمة المطران منير خيرالله
في ندوة الخوري يواكيم مبارك
كفرصغاب، 24 آب 2013
الخوري يواكيم مبارك الإصلاحيّ
على خطى البطريرك أسطفان الدويهي
صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى،
أصحاب السيادة السامي احترامهم،
إخوتي الكهنة وأخواتي الراهبات،
إخوتي وأخواتي في المارونية وفي المواطنية.
مقدمة
من أربع سنوات بالذات، في 25 آب 2009، التقينا هنا في كفرصغاب لنستقبل رفاة الخوري يواكيم مبارك العلاّمة والنبي الذي حمل كنيسته وتراثها وتطلعاتها المستقبلية إلى العالم، ووضعناه في جوار الوادي المقدس وفي جوار من سبقه من كهنة عائلته وبلدته.
واليوم في 25 آب 2013، نجتمع من جديد لنذكره في عمله الإصلاحيّ في الكنيسة المارونية ونذكر ما ترك لنا من إرث كنسي ولاهوتي وفلسفي وإنساني ووطني عريق، هو من نتاج سنوات حياته بيننا التي أرادها حياة نسكية، تشبّهاً بمار مارون وبتلاميذه وبالبطاركة والأساقفة والنساك الذين انطلقوا من وادي قنوبين في رسالة أممية إلى العالم كله.
1- الخوري يواكيم مبارك وفكره الماروني.
رحل الخوري يواكيم مبارك في 24 ايار 1995 في فرنسا عن إحدى وسبعين سنة، وخسرت برحيله الكنيسة المارونية عالِماً كبيراً، كعلمائها السابقين الذين كان يُقال فيهم « عالِم كماروني»، من مصاف البطريرك اسطفان الدويهي، وخسر لبنان رجل فكر وطني ورجل حوار ومقاربة دائمة بين الطوائف والأحزاب ورجل الصداقة اللبنانية- الفرنسية.
عاش في باريس حياة نسكية أكثر من أربعين سنة، درس فيها اللاهوت والفلسفة والعلوم الإسلامية، ثم كرّس حياته للوعظ والإرشاد والتدريس والبحث في المجالات الراعوية والكنيسة والفلسفية والسياسية والمارونية والمسكونية والإسلامية والحوار المسيحي الإسلامي. وكانت له مؤلفات عديدة لا تحصى، ومن أهمها وأشهرها الخماسية الإسلامية المسيحية (1972-1973) والخماسية الأنطاكية في بُعدها الماروني (1984). وكان من هذا المؤلَّف الأخير أن دفعه إلى العودة إلى لبنان ليطرح مشروع حياته في الكنيسة المارونية الكفيل بإحداث نهضة جديدة تعيدها إلى دور الريادة في حضورها الفاعل وشهادتها المشرقية الأنطاكية؛ تماماً كما كان فعل قبله البطريرك الدويهي بعد عودته من روما.
فقال البعض إنه عاد إلى مارونيته بعد رحلة طويلة في الإسلام والمسكونية والسياسة.
كلاّ، إنه كان مارونياً في حياته كلها، من ألِفها إلى يائها.
كان مارونياً في غوصه في العالم الإسلامي حتى أصبح مستشاراً ومعاوناً في معهد دار السلام-جامعة الأزهر- في القاهرة منذ سنة 1954.
كان مارونياً في حواره المسكوني والأنطاكي بالذات حتى أصبح مستشاراً دائماً في مجلس كنائس الشرق الأوسط منذ 1968. وكان من الذين ساهموا مع المطران يوسف الخوري في دخول الكنائس الكاثوليكية في المجلس المذكور كعضو دائم سنة 1991.
كان مارونياً في مواقفه السياسية الجريئة التي دافع فيها عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن مدينة القدس وعن حق الأقليات بالحياة الكريمة.
وكان مارونياً في توقه إلى إصلاح ماروني مجمعي بالعودة إلى الينابيع الروحانية في قنوبين.
ولا عجب في ذلك لأنه ابن كفرصغاب الرابضة على مشارف الوادي المقدس الذي يردّد كل يوم أصداء الصلوات والابتهالات والترانيم السريانية المتصاعدة صباحاً ومساءً. ولأنه نشأ في عائلة كهنوتية حملته على محبة كنيسته بعد محبة ربه وعلى التأمل في تراثها والغوص فيه حتى الينابيع.
كل ذلك لأن المارونية في مفهومه انفتاح ووساطة وريادة وحرية وتنسّك وطاعة للمركزية البطريركية. هكذا عاش مارونيته في باريس أربعين سنة.
2- الخوري يواكيم مبارك ومقوّمات مشروعه الإصلاحي.
ولكنه قرر العودة إلى لبنان ليطرح مشروعه الإصلاحي على الرابطة الكهنوتية في تموز 1985 في خلال الرياضة السنوية التي عنونها: « الموارنة وعلامات الأزمنة. قراءة لفكر البطريرك اسطفان الدويهي». وأطلق معها « المسيرة المجمعية المارونية» التي كان من أهدافها أن تقود إلى عقد مجمع لبناني جديد يكون بمثابة المجمع اللبناني الذي عُقد في دير سيدة اللويزة سنة 1736 وأطلق الكنيسة المارونية في عالم الحداثة وكان من نتيجة المسيرة الإصلاحية التي قادها البطريرك الدويهي طيلة أربع وثلاثين سنة.
وكانت تكوّنت لديه قناعات ثلاث:
الأولى: أن لا إصلاح في الكنيسة إلا عن طريق العمل المجمعي.
الثانية: أن لا إصلاح مجمعياً في الكنيسة من دون نهضة روحية وعودة إلى الجذور الإيمانية والينابيع الروحانية في قنوبين وغيرها.
الثالثة: أن عمل الإصلاح في الكنيسة المارونية يتحقق عبر تبنّي السلطة الكنسية للمشاريع المنطلقة من القاعدة، العلمانية منها والإكليريكية، والسماح بتداولها مليّاً وإبداء الآراء وتقديم المقترحات.
تبنّت السلطة الكنسية العمل وعيّنت في حزيران 1987 « اللجنة المجمعية المارونية» برئاسة المطران يوسف الخوري وعضوية المطارنة جون شديد ويوسف بشاره وبشاره الراعي والخوري يواكيم مبارك أميناً عاماً والخوري منير خيرالله أميناً مساعداً.
وكان الخوري مبارك يقضي الأيام ويسهر الليالي في صومعته في قنوبين ليرسم تطلعاته الكنسية ويصوغ الخطوط العريضة للعمل الإصلاحي.
في التطلعات، كان يتطلّع أولاً إلى الكنيسة المارونية بوصفها « كنيسة بطريركية، أي أن العمل المجمعي الأهم لا يجب أن يكتفي بتنظيم هذه الكنيسة تنظيماً إدارياً متكاملاً، بل عليه أن يجمعها جمعاً عضوياً ويؤلفها تألّفاً حياً حول شخص السيد البطريرك بالذات».
ويتطلّع ثانياً إلى الكنيسة المارونية بوصفها « كنيسة نسكية، لأن النسكية هي الحجر الأساس في البنية المارونية ككلّ، وهي قاعدة الموارنة كافة وقوامُهم، من البطريرك إلى أوضع المؤمنين».
ويتطلّع ثالثاً إلى الكنيسة المارونية المتجدّدة بوصفها « كنيسة شاهدة للحق والحرية، تركّز على التعددية وحقوق الإنسان وحريات الشعوب في تقرير مصيرها».
أما الخطوط العريضة للعمل الإصلاحي، فقد حدّدها كما يلي:
الخط الأول: « تتبُّع الأصالة الأنطاكية في العمق الروحاني وتجلّي الوحدة المسكونية في إحياء التراث السرياني الأنطاكي، لأن هذا العمق الروحاني، الذي هو في أساس كل شيء في الكنيسة، هو بالفعل ما يجمع إلى الآن كل العائلات الأنطاكية على تنوعها وبالرغم من اختلافاتها».
من هنا كان مسعى الخوري مبارك إلى كتابة مجلّد كبير عن الروحانية السريانية الأنطاكية الذي خطّط له في قنوبين سنة 1992 ونفذه في باريس مُنجِزاً، قبل وفاته، ستة عشر فصلاً من أصل أربعة وعشرين.
الخط الثاني: « إطلاق الرسالة الإنجيلية في الشهادة والتعليم والنشر والإبداع الثقافي، لأن الرسالة الإنجيلية من شأنها أن تغيّر صورتنا الكنسية التي تشوّهت في الحرب».
« نحن اليوم طائفة، كان يقول، ولكني أتساءل: هل نحن كنيسة ؟ والفرق بين الطائفة والكنيسة أن الطائفة لا تنظر إلا إلى مصالح أعضائها، في حين أن الكنيسة لا تحقق دعوتها إلا في خدمة المسيح. والمسيح الحاضر في خاصته هو عينه المسيح الذي ينتظرنا في الخراف التي ليست من هذا القطيع. وهو الذي يقتضي منا، لمصلحتهم وخدمتهم ورقيّهم مهما كلّف الأمر، الشهادة والتعليم والإبداع وسائر السبل القديمة والحديثة التي تسوق بشارته إلى عامّتهم».
وهذا ما فعله الخوري مبارك في حياته ومن خلال مؤلفاته. والإرث الذي تركه لنا كفيل بأن يطلق الكنيسة المارونية في رسالة إنجيلية جديدة في خدمة الإنسان، كل إنسان.
الخط الثالث: الإلتزام الوطني المرتبط كهدف أساس في المسيرة المجمعية بالرسالة الإنجيلية والتجدّد الإنساني والروحاني.
« إننا نتحوّل، كما كان يقول، من طائفة إلى كنيسة عندما نفهم أننا لسنا في لبنان لأجئين ومن جملة الأقلّيات اللاجئة إليه. إننا لم نأتِ إلى هذا الجبل لاجئين ولا فاتحين، بل أتيناه، أول ما أتينا، نساكاً ومرسَلين. ولم نحوّل هذا الجبل إلى حصنٍ يحمينا بل إلى معقل الحريات لكل من يهوى الحرية، مسيحياً كان أم مسلماً أم زنديقاً، بل إلى وطن لبناني يحترم التعددية ويجمع المسلمين والمسيحيين في الحرية والمساواة».
« من هنا التزامنا بلبنان. لأن لبنان في فهمنا الماروني هو عينه في الفهم الإنجيلي وعينه في التزام جميع اللبنانيين بلبنان. والفهم الإنجيلي، الذي طالما ردّده على مسامعنا قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، هو الذي يحمينا من التقوقع في الطائفية المغلقة والخلط الأصولي المرفوض أصلاً بين الدين والدولة، وهو الذي يقتضي منا الإنفتاح والمشاركة والإرتباط مع الغير، وهو الذي يقتضي أن لا يكون لبنان منغلقاً على ذاته بل أن يكون، في تضامن أبنائه على فروقاتهم، مثالاً عالمياً للعيش الحر الكريم».
الخط الرابع: الترقّي الإجتماعي والإقتصادي.
« إن الأصالة المارونية، كان يقول، التي نتوخاها من مسيرتنا المجمعية لن تتمّ ما لم تسخّر كنيستنا كل طاقاتها في سبيل الترقي الإجتماعي والإقتصادي، أي ما لم تحقّق طائفتنا تحوّلها إلى كنيسة عن طريق تضامنها الفعلّي، مع عامة الناس، تضامناً يردّ دعوتها في الإنجيلية إلى أصالتها الشعبية. فتلتزم باللبنانيين، جميع اللبنانيين، المحرومين من كرامتهم في أمور المعيشة والعمل والدراسة والاستشفاء».
الخط الخامس: تنظيم البيت الماروني، أي « إعادة النظر في بنيتنا الكنسية وفي طريقة تنظيم المارونية، أنطاكياً واغترابياً، بنوع يفتح أمام كل ماروني باب المشاركة المسؤولة في الكنيسة ويضمن للسيد البطريرك، وهو المرجع الأول والأخير، أمام أبنائه وأمام الكرسي الرسولي الروماني، مسؤوليته كاملة».
3- أعمال اللجنة المجمعية المارونية.
انطلقت اللجنة المجمعية المارونية في مسيرتها، وراحت تنجز أعمالها التمهيدية ثم التحضيرية مستلهمةً ما رسمه لها الخوري مبارك، بإشراف المطران يوسف الخوري ثم المطران يوسف بشاره الذي تسلّم منه قيادة المسيرة المجمعية. إلى أن أصدر صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في 9 شباط 2003، رسالته العامة الثامنة عشرة ليعلن فيها عن إنتهاء الأعمال التحضيرية ويدعو إلى انعقاد المجمع البطريركي الماروني في حزيران 2003 في دار سيدة الجبل- فتقا، كسروان.
وتوالت الدورات المجمعية (الدورة الأولى 1-21 حزيران 2003؛ الدورة الثانية 17-27 تشرين الأول 2004؛ الدورة الثالثة 12-17 أيلول 2005). ودخلت كنيستنا في « حالة مجمعية» كان يعمل في خلالها أعضاء المجمع (إكليريكيون وعلمانيون وعددهم 433) على رسم خطة مستقبلية تجدّدية تحقق ما يصبو إليه أبناء كنيستنا أينما وُجدوا. ودرسوا وناقشوا وصوّتوا على النصوص. وتوافق جميع المتداخلين على المطالبة بالمحافظة على ثلاث ركائز ثابتة، وهي التي كان قد حدّدها الخوري مبارك.
الأولى: التمسّك بالبطريركية وبشخص البطريرك كضامنَيْن لوحدة الموارنة.
الثانية: ترسيخ الهوية المارونية، سريانية أنطاكية بكل أبعادها اللاهوتية والروحية والليتورجية والتراثية.
الثالثة: التشبّث بلبنان، « الوطن الرسالة» ومركز البطريركية وموقع الينابيع الروحانية ومراكز القديسين وأرض الشهادة والحرية.
وكانت أخيراً الدورة الختامية في 10-11 حزيران 2006، احتفل في خلالها صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، محاطاً بالأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات وكهنة ورهبان وراهبات وحشدٍ من المؤمنين، بإعلان ختام المجمع وتوزيع كتاب نصوص المجمع، وعددها ثلاثة وعشرون وتمثل خلاصة الفكر الماروني وتعاليم الكنيسة المارونية وتوصياتها وخطة عملها للسنوات الخمسين المقبلة.
وبدأت بعد ذلك مرحلة التطبيق، وهي المرحلة الأهم. « لأن النصوص تحتاج إلى وضعها موضع التطبيق»، كما يقول صاحب الغبطة والنيافة مار نصرالله بطرس صفير. « ولا فائدة من نصوص تبقى نصوصاً دون تطبيق، أي حروفاً ميّتة، غير أن تطبيقها يقتضي لها إرادة طيبة ونية سليمة وعزيمة صادقة».
وهذه الإرادة الطيبة والنية السليمة والعزيمة الصادقة جسّدها البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الذي أعلن منذ انتخابه في 15 آذار 2011 أنه يتبنّى المجمع البطريركي الماروني ويضع في أولويات بطريركيته تطبيق مقرراته وتوصياته التي تتمحور كلها حول التجدّد: التجدّد الروحي والتجدّد في الأشخاص والمؤسسات وفي الشهادة الإنجيلية. ولا غرو في ذلك لأنه رافق المسيرة المجمعية منذ بداياتها وتبنّى أفكار الخوري يواكيم مبارك وتطلعاته النبوية.
ورسم خطة لتطبيق مسيرة التجدّد بدأت بالعودة إلى الينابيع الروحانية النسكية في قنوبين وفي كل الأماكن المقدسة التي تجسّدت فيها هذه الروحانية. وتابعت طريقها في تجدّد الأشخاص عبر انتخاب مطارنة جدد في السينودس الماروني كانوا مشاركين في المجمع البطريركي الماروني، وفي تجدّد المؤسسات عبر مأسسة البطريركية في إنشاء الأمانة العامة والمكاتب التابعة لها وتعيين الأشخاص المؤهلين للعمل فيها.
خاتمة
صاحب الغبطة والنيافة، أصحاب السيادة، إخوتنا في المارونية وإخوتنا في المواطنية،
ألا ترون أن ما قام به الخوري يواكيم مبارك من إنجازات في تصوّر الإصلاح الكنسي ورسم معالمه يشبه إلى حدٍّ بعيد ما قام به البطريرك العظيم اسطفان الدويهي من إنجازات إصلاحية لإحداث نهضة في كنيسته المارونية تحققت في المجمع اللبناني الذي لم يكن له الحظ في المشاركة فيه ؟
يا أبونا يواكيم ! أيها الأب والأخ والمعلّم والعالِم والنبيّ والمُلهِم !
أنت أيضاً لم يكن لك الحظ في أن تشارك في المجمع البطريركي الماروني، أو المجمع اللبناني الثاني، لكنك في خلال المسيرة المجمعية كنتَ أنتَ الحاضرَ الأكبر، بشخصك ثم بروحك وفكرك؛ وكنتَ أنتَ المُلهِم لما أنتجت كنيستك حصيلة العمل المجمعي كما تصوّرته أنت: أي « عملَ مشاورة ومشاركة ومراجعة ونقدٍ ذاتي وجماعي وفقاً لما تتلمّسه القاعدة وتعبّر عنه جمهرة المعنيين بالإصلاح بين القاعدة والرأس».
فمجمع الكنيسة المارونية هو هدية لك حيث أنت وتعزية كبرى.
وهو رسالة لنا جميعاً، لكنيستنا ولشعبنا ولبني قومنا، كي نتمسّك بثوابتنا الإيمانية والكنسية والوطنية والإجتماعية ونقوم بالتجدّد المطلوب.
وهو رسالة إلى بطريركنا الحبيب مار بشاره بطرس الراعي المستلهِم تطلعاتك الإصلاحية والمتحرّك دوماً على مثال البطريرك الدويهي والذي قال فيه المطران انطون حميد موراني قبل وفاته منذ سنة:
«وإذا كان الموارنة يشكون اليوم أمراً، فإنما يشكون نتائج استقرار الرؤساء في كراسيهم. وأنا أرى أن البطريرك مار بشاره بطرس الراعي هو الأقرب ممن عرفتُهم من البطاركة إلى دخول مثل هذه الجدلية التي تحمله على أن يجدّد موقعه في تقدّمه على شعبه بحيث يسمح له هذا التقدم بالتكلم عليه. وهذا يعني الاستعداد اليقظ لتحديد معنى الأحداث وما توجبه على البطريرك من مقررات، والإقبال عليها بشدة ومن دون تردّد. فلا يعيش خارج شعبه، ولا يعيش على هامش الأحداث، بل هو في سهر يسمح له بأن يقرر كل خطوة».