كلمة المطران منير خيرالله
في لقاء الإعلاميين البترونيين
السبت 7 ايلول 2013
في الكرسي الاسقفي- دير مار يوحنا مارون- كفرحي
إخوتي وأخواتي الإعلاميون والإعلاميات
أحببت أن أدعوكم اليوم الى هذا اللقاء في دير مار يوحنا مارون، الكرسي البطريركي الأول وكرسي مطرانية البترون، لنطلق معاً مسيرة إعلامية تواكب مسيرة التجدد في أبرشيتنا، أبرشية القداسة والقديسين. وهي مسيرة انطلقت مع تسلمي خدمتي الأسقفية وإطلاقي مشروع التجدد عبر العمل المجمعي، وهو مشروع كنيستنا المارونية الذي صاغه آباؤنا في المجمع البطريركي الماروني لتجدّد كنيستنا في أشخاصها ومؤسساتها ورسالتها الريادية في الشرق والغرب. وهو المشروع الذي تبناه غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي منذ انتخابه وأخذ على عاتقه العمل على تطبيقه.
وانا أتشرف بحضوركم، أنتم الذين تمثلون السلطة الرابعة في الدولة وتحملون مسؤولية جسيمة في بناء الوطن والمجتمع ومؤسسات الدولة. لبنان يفتخر بكم وأبرشية البترون تفتخر بكم وبالرسالة التي تقومون بها انطلاقاً من المبادىء والقيم الإنسانية والدينية التي تربيتم عليها في عائلاتكم البترونية.
ولا أنسى أن دعوتي لكم اليوم، في السابع من أيلول، تلتقي مع دعوة قداسة البابا فرنسيس « للكنيسة جمعاء، عشية ذكرى ميلاد مريم، سلطانة السلام، ليكون يوماً مكرساً للصوم والصلاة من أجل السلام في سوريا، وفي الشرق الأوسط وفي العالم». ويدعو فيها « جميع الأخوة المسيحيين غير الكاثوليك، والمنتمين الى الديانات الأخرى، وجميع البشر ذوي الإرادة الصالحة، للإنضمام الى هذه المبادرة، وبالطريقة التي يرونها مناسبة»، « فنطلب معاً من مريم العذراء أن تساعدنا في أن نرد على العنف، وعلى الصراع وعلى الحرب، بقوة الحوار والمصالحة والمحبة».
إني أدعوكم الى مشاركتي مسؤوليتي في خدمة أبرشية البترون وقد اتخذت لها شعار « الخدمة في المحبة» (أنا بينكم خادم المحبة)، وأدعوكم الى مواكبة ورشة المجمع الأبرشي الذي يهدف الى تطبيق توصيات المجمع البطريركي الماروني في أبرشيتنا والذي كنت قد أعلنت عن الدعوة الى عقده في رسالتي الراعوية الأولى في 2 آذار 2013 عيد مار يوحنا مارون.
وهذه الورشة تعنينا جميعاً ـ وأنتم الاعلاميون أول المعنيين ـ لأننا جميعاً شركاء في الكنيسة بفعل النعمة والرسالة اللتين قبلناهما في سر المعمودية، وشركاء في الوطن بفعل المسؤولية التي نحملها بانتمائنا الى لبنان « الوطن الرسالة» و« الوطن النموذج»، كما قال عنه الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتوس السادس عشر.
وانطلقت الورشة بتطبيق الأولويات الراعوية التي وضعتُها والتي تتجسّد أولاً في التجدد الروحي، وثانياً في تجدد الأشخاص، وثالثاً في تجدد المؤسسات. وكانت زياراتي الراعوية في الأبرشية تشدّد على هذه الأولويات وعلى عيشها في حياتنا اليومية.
وبعد أن اكتمل عقد المجالس واللجان في الأبرشية وتنظمت الهيكلية المؤسساتية، بدأت التحضير لانعقاد المجمع الأبرشي. فعيّنت أمانة عامة ولجنة مركزية ولجنة إعلامية، ورسمنا معاً خطة العمل والروزنامة.
تقتضي خطة العمل بأن تضع الأمانة العامة واللجنة المركزية دليلاً للمجمع والصلاة الخاصة به، ثم بأن تحدّد المواضيع الواجب طرحها ودرسها في المجمع الأبرشي، وتعيّن لكل موضوع خبيراً يعمل مع لجنة من المتخصصين على دراسة الموضوع وعلى وضع آليات لتطبيق توصيات المجمع البطريركي الماروني في أبرشية البترون. ويعمل الخبراء على كتابة نصوصهم وعرضها على اللجنة المركزية والجمعية العمومية للمناقشة في الدورات الثانية والثالثة والرابعة. ثم تُقرّ وتوضع موضع التنفيذ.
وبين الدورات المجمعية الأربع، تقوم اللجنة المركزية والأمانة العامة واللجان المجمعية بتنظيم أنشطة روحية وكنسية واجتماعية وثقافية لتعميم المسيرة المجمعية ونشر أعمالها.
أما الروزنامة فتتلخّص بما يلي:
- السبت 12 تشرين الأول 2013 : تنظيم يوم روحي لأعضاء المجمع بحيث يبدأ بجولة على بعض المعالم الروحية في الأبرشية بهدف العودة الى الجذور المارونية والاستلهام منها في وضع الرؤية المستقبلية.
- السبت 26 تشرين الأول 2013 : إطلاق المجمع الأبرشي في جامعة العائلة المقدسة ـ البترون، في جمعية عمومية تكون بمثابة الدورة الأولى. وتتبعها دورات ثلاث أخرى : تشرين الأول 2014، نيسان 2015، تشرين الأول 2015.
- واتفقنا مع أعضاء اللجنة الإعلامية على تنظيم يوم إعلامي بتروني، نهار الأحد 6 تشرين الأول 2013، في دير مار يوحنا مارون- الكرسي الأسقفي- كفرحي، يتخلله مؤتمر صحفي يهدف الى إطلاق المجمع الأبرشي، يسبقه قداس الساعة 10,00 قبل الظهر، ويليه غداء للإعلاميين.
أيها الإعلاميون والإعلاميات
إني أعهد إليكم المسيرة المجمعية في أبرشيتنا التي تهدف الى تجدّدنا جميعاً من أجل تحمّل مسؤولياتنا في الكنيسة والمجتمع والوطن. وأضع بين أيديكم خطة العمل، لا للإعلام عنها الآن، بل لحثّكم على تبنّي مشروع المجمع الأبرشي ومواكبة مراحل التحضير له.
ومن هو أفضل منكم لحمل هذه الرسالة بالقيم التي تربّيتم عليها والتي ميّزت كنيستنا وعائلاتنا ووطننا لبنان، ألا وهي: الصدق والإخلاص والنزاهة والحرية والكرامة.
ولتكن دوماً الخدمة في المحبة شعاراً لنا.