كلمة المطران منير خيرالله
في يوبيل جمعية كشافة لبنان الماسي
بكركي 2/11/2013
إخوتي وأخواتي في جمعية كشافة لبنان
في عيد جمعيتنا الخامس والسبعين، أرفع معكم التسبيح والمجد والشكران إلى الله الآب الذي خلقنا على صورته كمثاله، وإلى الله الابن الذي افتدانا بخدمته لنا في المحبة وبموته على الصليب، وإلى الله الروح الذي يوحّدنا في محبة الآب والإبن، على النعمة التي منحنا، وهي أن نتربّى في الكشفية على خطى المعلّم الأوحد يسوع المسيح.
لكم مني تحية كشفية، أنا المنتمي إلى جمعية كشافة لبنان منذ خمسين سنة بالتمام، سنة 1963، بعمر عشر سنوات، يوم كنت تلميذاً في مدرسة الآباء الكبوشيين في عبيه، ووعدتُ مثلكم أن أخدم الله والكنيسة والوطن. وتابعت التزامي في المدرسة الإكليريكية في غزير حيث عملت على تأسيس فوج مار مارون فيما كنت أتهيء للكهنوت. ويوم رسامتي الكهنوتية، طلبت من الرب يسوع، في الصلاة الكشفية التي اتخذتها شعاراً لي، « أن أعطي بدون حساب وأن أكون دوماً مستعداً للخدمة» في الكنيسة وفي الوطن. ويوم رسامتي الأسقفية اتخذت الشعار نفسه وجدّدت وعدي بأن أكون « بينكم خادم المحبة». كل ذلك لأحاول أن أتشبّه بالمعلّم الإلهي يسوع المسيح الذي « جاء ليَخدم لا ليُخدم» (لوقا 22/27) والذي هو « الراعي الصالح الذي يحب خرافه ويبذل نفسه في سبيلها» (يوحنا 10/11).
في مناسبة الإحتفال باليوبيل الماسي لجمعيتنا،
نحن مدعوون أولاً إلى أن نلتقي تحت « خمية الملتقى» التي ينصبها الله كما نصبها لموسى ويعطينا موعداً فيها فنتوحّد ونتضامن ونسير معاً نحو الخلاص.
ونحن مدعوون ثانياً للعودة إلى ينابيع حياتنا الكشفية، وإلى ينبوعها الوحيد يسوع المسيح لنشرب منه لأن عنده ماء الحياة الأبدية. فنقوم معاً بمراجعة شاملة وصادقة لمسيرتنا الكشفية في خدمة الكنيسة والوطن ونرسم معاً خارطة طريق المرحلة المقبلة التي تحمل استحقاقات كبيرة وتحديات خطيرة في ما يتعلق بحضورنا ودورنا ورسالتنا في لبنان والشرق والعالم.
فالكشفية هي مدرسة في التربية للأجيال الطالعة ومسؤولة عن تربية مؤمنين ملتزمين لخدمة كنيستهم ومواطنين صالحين لخدمة وطنهم.
فلنتعاون إذاً مع إخوتنا في كل المؤسسات الكشفية على رفع التحدي وعلى إعادة بناء وطننا لبنان، بيتنا المشترك، في دعوته التاريخية ليبقى « الوطن الرسالة» في العيش الواحد المشترك، وفي احترام التعددية، وفي الحرية والكرامة.
إخوتي وأخواتي كشافة لبنان،
كونوا مؤمنين بربّكم، إله الرحمة والمحبة.
كونوا خداماً صادقين للكنيسة وللوطن.
أنتم رجاء الكنيسة؛ أنتم مستقبل لبنان.
كونوا رسل المحبة لإخوتكم الشباب. فأنتم، في المنهجية الكشفية، تستطيعون إقناعهم في عيشكم للقيم المسيحية المتجسدة في المحبة والخدمة المجانية والتضامن والعدالة والسلام.
لا تخافوا ! أنتم بالمسيح طاقة محبة لأنكم تعيشون الخدمة. فجّروها في خدمة إخوتكم الشباب وكونوا رسل المحبة التي تعطي ذاتها من دون حساب. عاهدوا الرب يسوع، بشفاعة العذراء مريم سيدة لبنان، وجميع القديسين شفعائنا، بأنكم ستكونون دوماً مستعدين للخدمة، خدمة الله والكنيسة والوطن.
+ المطران منير خيرالله
الأسقف الراعي لجمعية كشافة لبنان