كلمة المطران منير خيرالله
ممثلاً صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى
في احتفال اختتام التحقيق الأبرشي في دعوى تطويب البطريرك الياس الحويك
الدير الأم، عبرين، 22 حزيران 2014
سعادة السفير البابوي المطران عبريـالي كاتشيا
أصحاب السيادة
حضرة الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات،
أصحاب المعالي الوزراء
أصحاب السعادة النواب
الرسميين والإداريين،
إخوتي الكهنة وأخواتي الراهبات
أيها الأحبّاء.
أنقل إليكم أولاً بركة أبينا صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، خليفة مار يوحنا مارون واسطفان الدويهي والياس الحويك. كما أنقل محبته الكبيرة لكم جميعاً ولأرضنا البترونية وأبرشيتنا وكنيستنا ولبنان. إنه يشاركنا هذا الإحتفال من بكركي ويصلّي إلى الله كي ينقلنا إلى مسيرة القداسة وكي يبقى لبنان الكبير وطناً لجميع أبنائه كما أراده البطريرك الحويك.
إنها علامة من علامات الأزمنة أن نقف اليوم هنا، في ما وطنُنا لبنان يترنّح في صيغته وكيانه متأثراً بالأزمات التي مرّ ويمرّ بها وبالحروب القاتلة والمدمّرة التي تدور من حوله مسبِّبة تحوّلات جذرية ، لنذكُرَ البطريرك العظيم الياس الحويك، رجل العناية الإلهية، ولنذكِّر بما كان يريده من خلال السعي إلى تأسيس دولة لبنان الكبير.
كان يريده وطناً رسالة وشهادة في العيش الواحد المشترك بين كل طوائفه وجميع أبنائه، وفي الحرية والكرامة واحترام التعددية. وطناً يليق بالإنسان مُحقِّقاً بذلك أمنية جميع اللبنانيين الذين انتدبوه إلى مؤتمر الصلح في فرساي سنة 1919 بُعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
فراح يعلن هناك أمام قادة دول العالم قائلاً: « إسمحوا لي أن أقدّم إليكم مشروع لبنان الكبير وأُلفت انتباهكم إلى أن العيش المشترك الذي يشهد له جميع اللبنانيين هو ميزة تكشف عن تطوّر عميق عظيم التبعات، وهي الأولى في الشرق، التي تُحلُّ الوطنيةَ السياسية محلَّ الوطنية الدينية. وبحكم هذا الواقع، ينعم لبنان بطابع خاص وبشخصية يحرص على الحفاظ عليها قبل كل شيء. إنه لا يستطيع، وفقاً لمصلحة الحضارة نفسها، أن يضحي بها لأي اعتبار مادّي الطابع».
وكان يردد دوماً :« أنا بطريرك الموارنة لي طائفة واحدة هي طائفة لبنان».
وصاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، الذي يغيب عن هذا الإحتفال لأسباب قاهرة، وشرّفنا بتكليفنا تمثيله، يجدّد إيمانه بهذا الوطن على مثال أسلافه. ويعلن، كما جاء في المذكِّرة الوطنية التي أصدرها في 9 شباط 2014 لمناسبة عيد مار مارون:
« إن البطريركية المارونية، المؤتمنة على تاريخ هذا الوطن وعلى تراث هذا البطريرك العظيم، لا يسعها إلا أن تعيد التأكيد على الثوابت التي تؤمن بها... ولا تستطيع إلا أن تكون أمينةً لتاريخ شعبها وقادتها، وعلى رأسهم بطاركتها العظام، الذين سجّلوا صفحات زاهية من الصمود والمقاومة رسّخت بالدم والدموع حرية الجبل اللبناني وكرامةَ الإنسان فيه».
نحن هنا اليوم لنحتفل باختتام المرحلة الأولى من التحقيق الأبرشي في دعوى تطويب خادم الله البطريرك الياس الحويك بعد ثلاثة وثمانين عاماً على وفاته. وكنا قد افتتحنا هذه الدعوى في 5 تشرين الأول 2012، بعد الحصول على الإذن من مجمع دعاوى القديسين في روما الذي سنحوّل إليه ملف التحقيق ليتابع مسيرته القانونية نحو إعلان التطويب.
إننا نشكر هيئة المحكمة التي قامت بعملها بكل أمانة واستمعت إلى الشهود في شأن صيت القداسة وعيش الفضائل في حياة البطريرك الحويك. كما نشكر الخبراء اللاهوتيين والتاريخيين الذين انكبّوا على دراسة كتابات البطريرك الحويك الغزيرة وفكره اللاهوتي للتحقق من ملاءمته مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية وكنيستنا المارونية.
كما نشكر حضرة الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، الجمعية التي تقدّمت بالدعوى، وكان قد أسسها البطريرك الحويك وأرادها في خدمة العائلة من خلال تعليم وتربية وتنشئة الفتيات، أمهات الغد والمساهمات في بناء الوطن.
كما نشكر جميع الراهبات اللواتي عملن على نبش أرشيف البطريرك الحويك والتعريف به بالكتب والمنشورات، والمبتدئات اللواتي سهرن الليالي في سبيل تأمين كل ما يلزم للدعوى.
نشكر الشهود الذين أدلوا بشهاداتهم حول سيرة البطريرك الحويك على طريق القداسة.
ونشكر جميع الذين ساهموا من قريب أو بعيد في تسهيل مجريات عمل هيئة المحكمة.
إننا في النهاية نتقدم بفعل التسبيح والمجد والشكران الى الله - الآب والابن والروح القدس- الذي يغدق على كنيسته النعم الفيّاضة وعلى كنيستنا المارونية ووطننا لبنان عطيّة القديسين الذين يمنحهم لهما في الزمن الذي يراه مناسباً بحسب إرادته للخلاص، وذلك لشحذ هِمَم المؤمنين وتشجيعهم على الثبات في إيمانهم ورجائهم ومحبتهم.
Excellence Mgr Gabriele Caccia.
Je vous vois poursuivre le chemin de sainteté de cette terre batrounienne et de ce diocèse. Puisque, juste après votre arrivée au Liban comme Nonce Apostolique, S. Exc. Mgr Paul Emile Saadé à fait appel à vous pour transférer la relique de Saint Maroun qui est à Kfarhay dans son nouveau reliquaire ! Et vous voilà aujourd’hui avec nous pour prendre part à la cérémonie de clôture de l’enquête diocésaine concernant la cause de béatification du Patriarche Elias Hoyek fils de ce diocèse de Batroun qui est actuellement en plein chantier d’un synode diocésain sur les pas de nos saints.
وإذا كانت أبرشيتنا البترونية تعيش اليوم خبرة مجمع أبرشي تحت شعار« على خطى مار يوحنا مارون نتجدد ونتقدس بالمسيح» وتسير نحو التجدّد في روحانيتها وأشخاصها ومؤسساتها، فهذا ليس صدفة.
إنها أيضا علامة من علامات الأزمنة أراد الله أن يدعونا من خلالها إلى أن نتقدس على مثال نسّاكنا وآبائنا القديسين، ومنهم في منطقتنا شربل ورفقا ونعمة الله والأخ اسطفان، وإلى أن نصلي إليه بحرارةٍ كي يُنعمَ علينا بشفاعتهم بنعمة قديس جديد هو البطريرك الياس الحويك.