عظة المطران منير خيرالله
في قداس عيد قلب يسوع واليوبيل الماسيّ
في دير رهبنة الأخوة الأصاغر الكبوشيين- صورات
الجمعة 27/6/2014
« تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والمثقلين بالأحمال وأنا أريحكم» (متى 11/28)
Excellence Mgr Gabriele Caccia, Nonce Apostolique,
Votre présence ce soir avec nous nous honore, honore notre diocèse e honore nos frères capucins qui sont ici en mission et au service de notre diocèse et de notre Eglise et de l’Eglise du Liban, ainsi qu’ au service de l’Eglise universelle.
La présence de la mère générale de la congrégation des Sœurs de la Sainte Famille Maronites, gardienne désormais de la cause de béatification du serviteur de Dieu le patriarche Elias Hoyek. Cette congrégation a une institution juste à côté qui est donation de feu Mgr Emmanuel Farès, fils de Sourate, Vicaire patriarcal à Paris au temps du patriarche Hoyek puis Evêque Vicaire patriarcal au Caire.
Et notre fête aujourd’hui avec les Pères capucins consacre non seulement le 75º anniversaire de cette maison du Sacré-Cœur, donation de M. Farès Mansour EL-FERKH fils de Sourate, mais aussi la longue histoire d’amitié qui a lié les disciples de Saint François d’Assise à l’Eglise Maronite depuis le début du XVº Siècle.
إخوتي الكهنة والرهبان،
حضرة الأم غبريـال بو موسى الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، حارسة دعوى تطويب خادم الله البطريرك الياس الحويك،
أحبائي جميعاً.
بفرح نلتقي اليوم مع إخوتنا الآباء الكبوشيين، وأنا تلميذهم في الصغر، في هذا المكان بالذات وفي هذه البلدة صورات، للاحتفال باليوبيل الماسيّ (75 سنة) على بيت قلب يسوع الذي قدمه إليهم ابن صورات فارس منصور الفرخ وزوجته أمانة، ليكونوا من خلاله في خدمة كنيستنا في البترون وفي خدمة كنيسة لبنان، كما هم في خدمة كنيستنا المارونية منذ قرون، منذ القرن السابع عشر. ونعرف أن تلاميذ مار فرنسيس، الرهبان الفرنسيسكان، هم على علاقة مع الكنيسة المارونية، إذ كان منهم القصّاد الرسوليون الذين كانوا يحملون رسائل قداسة البابا إلى البطريرك الماروني ورسائل البطريرك إلى قداسة البابا منذ بداية القرن الخامس عشر. وشارك أحدهم باسم البطريرك في مجمع فلورنسا (سنة 1439).
وتاريخكم، إخوتي الآباء الكبوشيون، قديم في البترون. وأنتم في صورات منذ 1971 عندما قدم صاحب هذا البيت وزوجته إليكم هذا البيت على اسم قلب يسوع. فأردتم أن يكون ديراً للطلبة والإخوة المبتدئين. أُجبرتم على إقفاله مع الحرب؛ ثم عدتم إليه سنة 2004 ليعود ديراً للطلبة والمبتدئين. وهذا شرف لنا في أبرشيتنا البترون، أبرشية القداسة والقديسين؛ وفيها أديار أخرى للابتداء غيركم، ومنها: الرهبان اللبنانيون في دير كفيفان، الراهبات اللبنانيات في دير مار يوسف جربتا، وراهبات العائلة المقدسة المارونيات في عبرين. إنها بيوت للتنشئة، تنشئة رهبان وكهنة وراهبات الغد لخدمة كنيستنا. وإنها أيضاً خميرة قداسة في أرضنا البترونية تنعش من جديد بلداتنا ورعايانا وتدعونا جميعاً إلى تلبية دعوة الله إلينا كي نكون قديسين. وجميعنا نستطيع أن نكون قديسين. هكذا قال لنا القديس البابا يوحنا بولس الثاني عندما احتفل بإعلان قداسة الطوباوية رفقا في روما سنة 2001.
وهي دعوة إلينا جميعاً كي نتقدس.
أعتقد أنه لا ينقصنا شيء كي نكون قديسين: أرضنا، مناخنا، روحانيتنا، شعبنا الطيّب، تراث الآباء والأجداد. كهنتنا، رهباننا، راهباتنا، وآباؤنا وأمهاتنا هم معنا ويصلّون من أجلنا كي نسير معاً نحو القداسة ونتقدس.
وإذا كنا نحتفل اليوم مع إخوتنا الآباء الكبوشيين باليوبيل الماسيّ لهذا البيت، بيت قلب يسوع وفي عيد قلب يسوع، إنها علامة من علامات الأزمنة؛ إنها نعمة وعطيّة من الله ليس فقط لإخوتنا الآباء الكبوشيين، لكن أيضاً لأبرشيتنا ولنا جميعاً، كي نقرأ هذه العلامة على أنها إرادة الله التي تريد أن تزرع من خلالها قديسين وقديسات في أبرشيتنا.
وإخوتنا الكبوشيون يخدمون ليس فقط الطلبة والمبتدئين ولكن أيضاً يخدموننا ويصلّون من أجلنا كمطران الأبرشية والكهنة والرهبان والراهبات وعائلات وشعب ورعايا كي نسمع المسيح، وفي هذه المحنة بالذات، يقول لنا: « يا جميع المتعبين والمثقلين بالأحمال تعالوا إليّ وأنا أريحكم. إحملوا نيري عليكم وتتلمذوا لي فإني وديع متواضع القلب، تجدوا الراحة لنفوسكم، لأن نيري لطيف وحملي خفيف». لا تخافوا من أن تحملوا الصليب، فأنا أحمله معكم. وبالرغم من كل المحن التي مرّت وتمرّ عليكم، لا تخافوا ! أنتم أقوياء بإيمانكم وثقتكم بالله؛ أنتم أقوياء بتاريخ كنيستكم وشعبكم؛ أنتم أقوياء بما تحملون اليوم وكل يوم من دعوة إلى القداسة.
عيشوا كما أنا عشت بينكم بالتواضع وبساطة القلب، لأن الله يُظهر حكمته وسرّه لا للفلاسفة والفهماء، بل للمتواضعين وبسطاء القلوب.
وهدفنا أن نحمل معاً مسؤولية تحقيق ملكوت الله في كنيستنا وخلاص شعبنا ووطننا لبنان الوطن الرسالة، كما قال عنه القديس البابا يوحنا بولس الثاني. فرسالة لبنان هي من مسؤوليتنا جميعاً، نحن وأخوتنا المواطنين في لبنان، مسيحيين ومسلمين، لنعيش معاً، كما عاش آباؤنا وأجدادنا، متكاتفين متضامنين. وأن نكون نحن أولاً المسيحيين رسل قِيَمنا الإنجيلية، وأن نشهد لها في حياتنا. وإخوتنا المسلمون، إذا ما شهدنا نحن بالمحبة والمصالحة والسلام، يحملون قيمنا هذه التي تسمو بنا جميعاً نحو محبة الله اللامتناهية ونحو القداسة. آمين.