عظة المطران خيرالله في قداس لقاء أقاليم الأخويات- عبرين 2-7-2014

عظة المطران منير خيرالله

في قداس لقاء أقاليم أخويات دير الأحمر وبعلبك وصربا والبترون

في كنيسة مار شربل عبرين

الأربعاء 2/7/2014

130

« وابتهجت أليصابات بسلام مريم».

صاحب السيادة المطران يوسف ضرغام، ابن عبرين وأبانا ومعلّمنا،

الأب سمير بشاره، المرشد العام للأخويات في لبنان،

إخوتي الكهنة المرشدين الإقليميين،

الأستاذ غطاس نخله رئيس رابطة الأخويات في لبنان،

أخواتي الراهبات، أحبائي جميعاً،

اليوم هو عيد مريميّ بامتياز. أولاً لأنه عيد زيارة مريم لأليصابت، وثانياً لأنه عيد زيارتكم لنا أنتم الآتون من أقاليم دير الأحمر وبعلبك وصربا. جئتم تزوروننا مع مريم. إنه عيد نحتفل به معاً نحن أبناء وبنات أخويات العذراء في لبنان.

أتوقف أولا عند مناسبة عيد الزيارة لأقول إن مريم، بتواضعها العميق وبمحبتها واندفاعها للخدمة، تقوم بزيارة نسيبتها أليصابات بهدف الخدمة؛ هي التي كان الملاك جبرائيل قد بشّرها بأنها ستكون أم الإله. مريم هي إذاً أمثولة ومثال لنا جميعاً في التواضع والخدمة والمحبة. وإذا كنا نحن في الأخويات اتخذناها شفيعة، فلأنها تعلّمنا وتسهر علينا وتقودنا إلى ابنها يسوع مخلّص البشر. وابتهجت أليصابات بزيارة مريم وعرفتها وصاحت، بوحي من الروح القدس، وهتفت: « مباركة أنت بين النساء ومباركة ثمرة بطنك ! من أين لي أن تأتي إليّ أم ربّي».

وأصبحت هذه الكلمات صلاةً نردّدها منذ ألفي سنة كي نعبّر عن تكريمنا لمريم التي اختارها الله من بين نساء العالم كي تكون أماً لابنه يسوع، وتكون الوسيلة لسرّ تجسّد ابن الله إنساناً مثلنا. ورافقت مريم ابنها يسوع طيلة حياته بيننا بصمت ومحبة وتواضع وبخفاء كامل، لأنها لم تردْ أن تظهر ذاتها، ولكن بفعالية كبيرة؛ فلنتذكّر آية قانا الجليل. رافقت ابنها حتى الصليب، وبكَتْه على أقدام الصليب، وحتى الموت والقيامة. ورافقت بعد القيامة كنيسته. ولا زالت حتى اليوم ترافق كنيسة المسيح التي بناها هو على صخرة إيمان بطرس والرسل، وقال إن ابواب الجحيم لن تقوى عليها.

أما عيدنا اليوم فهو فرحة باستقبالكم، أنتم الآتون من دير الأحمر وبعلبك وصربا، مع مريم وباسم مريم، تزورون إخوتكم وأخواتكم في أخويات إقليم البترون. لقد أتيتم بإلهام من الروح تزورون أرضنا البترونية، أرض القداسة والقديسين، وتشاركوننا خبرتنا الكنسية. فنحن في أبرشية البترون في مسيرة مجمعية منذ أن افتتحنا في 26 تشرين الأول الفائت مجمعنا الأبرشي الذي يهدف إلى التجدّد، تطبيقاً لتوصيات المجمع البطريركي الماروني (2003-2006)، ويستمرّ لسنتين.

في خلال هذه المسيرة نريد أن نعود إلى جذورنا الروحانية ونكتشف دعوتنا إلى القداسة، فنتوب ونجدّد التزامنا بعيش حضورنا المسيحي في واقعنا المؤلم بإيمان ورجاء ومحبة، لنرسم خارطة الطريق لمستقبلنا، مستقبل كنيستنا ورسالتها.

والمسيرة المجمعية لا تتكلّل بالنجاح إلا إذا كانت مريمية، أي أنها تسير مع مريم وبشفاعة مريم. فأرضنا هي أرض مريمية ورسالتنا هي رسالة مريمية. لا نعرف بلدة أو قرية في أرضنا اللبنانية إلا وفيها كنيسة أو مزار لمريم. مريم هي حاضرة دوماً في حياتنا ومرافقة لكل عائلة من عائلاتنا.

نريد إذاً أن نجدّد معكم اليوم ارتباطنا بدعوتنا المريمية، ليس فقط في كنيستنا المارونية التي تتميّز بأن إحدى ثوابتها هي مريمية، بل ايضاً في كل كنائسنا في لبنان وفي الشرق.

وأتوقف ثانياً عند دعوتنا إلى القداسة. فأرضنا هي أرض قداسة وأنبتت عائلات لبّت الدعوة إلى القداسة وأعطت قديسات وقديسين؛ منهم من هم معروفون وأعلنتهم الكنيسة، ومنهم غير معروفين ولكنهم قديسون. أليست عائلات نعمة الله الحرديني وشربل ورفقا والأخ اسطفان والبطريرك الحويك هي عائلات قديسة ؟ وآباؤنا وأجدادنا، وبطاركتنا وأساقفتنا ونساكنا ورهباننا وراهباتنا الذين تقدّسوا على قمم جبال لبنان أو في قعر وديانه، ألَمْ يتربّوا في عائلات قديسة ؟

هذه الأرض التي نعيش عليها اليوم واختارها الله وقفاً له هي أرض قداسة وهي وديعة حمَّلَنَا الله مسؤولية الحفاظ عليها ودعانا إلى أن نتقدس فيها ومن خلالها. والروحانية النسكية التي تركها لنا مار مارون واتّبعها تلاميذه وشعبه وثبّتها مار يوحنا مارون في كنيسة بطريركية، كانت الوسيلة الفعّالة لقداسة آبائنا وأمهاتنا وقد حملوها بثبات وإيمان إلى العالم كله.

إننا إذاً مدعوون إلى القداسة؛ ونستطيع أن نكون قديسين. هكذا قال لنا القديس البابا يوحنا بولس الثاني في روما لدى إعلانه قداسة رفقا سنة 2001: « أنتم اللبنانيين، تستطيعون جميعكم أن تكونوا قديسين، لأن أرضكم أعطت قديسين ولأن عائلاتكم عاشت القيم المسيحية الإنجيلية بثبات ورجاء؛ وستبقى تعطي قديسين. فأنتم قادرون أن تكونوا قديسين».

الله يدعونا إلى أن نتقدس. المحن التي نواجهها والعواصف التي تهبّ علينا حقداً وبغضاً ودماراً وقتلاً لا يجب أن تخيفنا. نحن مع المسيح لا نخاف، فهو معنا في السفينة ويوبخنا كل ما ضَعُف إيماننا قائلاً: يا قليلي الإيمان لماذا شككتم ؟ لا تخافوا ! أنا معكم إلى منتهى الدهر.

وإذا عدنا إلى تاريخنا نرى أن ما مرّ علينا في أيام الحروب والاحتلالات من الامبراطوريات والسلطنات هو أقسى بكثير مما يمرّ علينا اليوم. ونرى أن أجدادنا وآباءنا صمدوا بفضل ثوابت ثلاث: 1- إيمانهم وثقتهم بالله؛

2-     تمسّكهم بأرضهم المقدسة التي تعبوا عليها وسقوها من عرق جبينهم واعتاشوا منها بحرية وكرامة؛

3-     حبّهم للمعرفة والعلم والثقافة. فكان يُقال فيهم: عالِم كماروني !

وإذا كانوا صمدوا بفضل هذه العوامل الثلاث وبوحدتهم وتضامنهم، فهذا يعني أننا نحن أيضاً نستطيع أن نصمد بفضل ثوابتنا إذا حافظنا عليها وحملناها معنا زوادةً ترافقنا إلى حيث نذهب في أربعة أقطار العالم.

فهل نريد أن نستغني عنها لصالح الدولار في مجتمع الإستهلاك ؟

هل نريد أن نستقيل من دورنا ورسالتنا لأننا نخاف على مصيرنا ؟

تعالوا نقوم بفعل توبة صادق ونستعيد قوانا بالمسيح يسوع بنعمة روحه القدوس وبشفاعة أمه وأمنا مريم.

تعالوا نتضامن ونتوحّد لمواجهة عواصف الشرّ، فنصلّي معاً ونسير معاً نحو تحقيق ملكوت الله في مجتمعنا.

تعالوا نبني معاً من جديد مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأجيالنا الطالعة ومستقبل وطننا لبنان، الذي كان وسيبقى الوطن الرسالة.

تعالوا نحمل معاً الرسالة التي أوكلها إلينا السيد المسيح على أرضه المقدسة لخدمة شعوبنا. وهو لا يهتّم لعددنا وعديدنا، بل لنوعية حضورنا وشهادتنا له بالتواضع والمحبة والخدمة. آمين.

من الخوري يوحنا مارون مفرج

المرشد الاقليمي في ابرشية البترون المارونية

اجتمعنا لنصلي تحت هذا الشعار، استضافت اللجنة الاقليمية للاخويات في ابرشية البترون المارونية، اقاليم الاخويات في صربا، دير الاحمر، بعلبك والهرمل، نهار الاربعاء 2 تموز 2014، في عيد زيارة مريم لاليصابات.

ابتدأ اللقاء بتطواف مريمي في رعية عبرين تخلله التراتيل وصلاة المسبحة وصولا الى كنيسة مار شربل عبرين حيث اختتم التطواف بطلبة وزياح العذراء. وكانت كلمة ترحيب وعرض البرنامج للمرشد الاقليمي الخوري يوحنا مارون مفرّج ولرئيسة الاقليم السيدة دعد شلالا التي رحبت بالاقاليم المشاركة والتي بلغ عددها ما يزيد عن 1150 شخصاً.

بعدها ترأس القداس سيادة راعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله عاونه فيها المرشد العام الاب سمير بشارة والمرشدون الاقليميون وبمشاركة لسيادة المطران يوسف ضرغام مطران مصر والسودان سابقاً وحضور رئيس الرابطة السيد غطاس نخله. مما جاء في عظة سيادته:

« اليوم هو عيد مريميّ بامتياز. أولاً لأنه عيد زيارة مريم لأليصابات، وثانياً لأنه عيد زيارتكم لنا أنتم الآتون من أقاليم دير الأحمر وبعلبك وصربا. جئتم تزوروننا مع مريم. إنه عيد نحتفل به معاً نحن أبناء وبنات أخويات العذراء في لبنان». واضاف سيادته: «أما عيدنا اليوم فهو فرحة باستقبالكم، أنتم الآتون من دير الأحمر وبعلبك وصربا، مع مريم وباسم مريم، تزورون إخوتكم وأخواتكم في أخويات إقليم البترون. لقد أتيتم بإلهام من الروح تزورون أرضنا البترونية، أرض القداسة والقديسين، وتشاركوننا خبرتنا الكنسية».

وفي ختام القداس تبادلت رئيسات الاقاليم الاربع التذكارات. وتوجه الجميع الى صالة الرعية للترويقة. بعدها كانت زيارة للدير الام لراهبات العائلة المقدسة المارونيات في عبرين حيث ضريح البطريرك الياس الحويك الذي قُدِّمت دعوى اعلان قداسته.

ومن ثمّ انطلق موكب الاخويات الى مطرانية البترون في كفرحي حيث هامة وذخائر مار مارون وكان استقبال وشرح من قبل سيادة راعي الابرشية.

وصعوداً الى اعلى الجبال، توجه الجميع لزيارة كنيسة سيدة الانتقال في تنورين الفوقا حيث استقبلتنا الرعية وفي مقدمتهم راعيها الخوري بيار طانيوس الذي رحّب بالجميع وفتح ابواب الرعية لهم. ومن بعد كلمة المرشد الاقليمي وسيادة راعي الابرشية ابتدأت صلاة المسبحة والتراتيل المريمية. عندها دعت رئيسة اخوية تنورين السيدة سميرة بو عبدو الجميع الى الغذاء في صالة وباحة الكنيسة.

بعد الغذاء، نزولاً مجدداً لزيارة دير كفيفان حيث ضريح الحرديني وضريح الاخ اسطفان. وختام اللقاء زيارة دير جربتا حيث ضريح القديسة رفقا.

وهكذا انتهى بيوم الزيارة في عيد الزيارة وتواعد الجميع للقاء مجدداً تحت بركة وشفاعة مريم سلطانة الحبل بها بلا دنس.

Photo Gallery