عظة المطران منير خيرالله
في القداس اليوبيلي للمتزوجين
الكرسي الأسقفي- كفرحي، 21/8/2015
« كما أحبّ المسيح كنيسته وبذل نفسه من أجلها» (أفسس 5/25).
إخوتي الكهنة،
أحبائي جميعاً أبناء وبنات أبرشية البترون،
أيها اليوبيليون المكرّمون.
بدعوة من لجنة العيلة في أبرشية البترون ومرشدها الخوري بطرس فرح نحتفل اليوم بتكريم الأزواج الذين مرّ على تكرّسهم في الحبّ في سرّ الزواج المقدس خمس وعشرون أو خمسون سنة. إنهم هنا اليوم مع أولادهم وأحفادهم ليجدّدوا تكرّسَهم في الحب واتحادَهم في الله في هذا الصرح الذي يحمل تاريخاً عريقاً انطلقت منه كنيستنا البطريركية مع مار يوحنا مارون إلى العالم كله، ويذكّر أننا في مسيرة مجمع أبرشي أطلقناه من هنا في 2 آذار 2013 بحضور صاحب الغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، بهدف التجدّد وتحت شعار: « على خطى مار يوحنا مارون نتجدّد ونتقدس بالمسيح».
نغتنمها فرصة لنتأمل معكم أيها الأزواج الأحباء والمختبرون في عيش الحب الزوجي أولاً حول التكرّس في الحب في سر الزواج كما أراده الله منذ البدء، وثانياً في دور العائلة في مسيرة المجمع الأبرشي وفي الكنيسة وفي المجتمع.
سرّ الزواج المقدس أراده الله منذ البدء وحدة كاملة في الحب بين الرجل والمرأة بحيث يصبحان جسداً واحداً. ولأن الله محبة، « خلق الإنسان على صورته كمثاله، ذكراً وأنثى خلقهما وباركهما وقال: «إنميا وأكثرا واملآ الأرض». (تكوين 1/27-28). خلقهما لعيش كمال الحبّ على صورة حبّه الثالوثي، وقال: «لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران جسداً واحداً». (تكوين 2/24). خطئ الإنسان وابتعد عن الله خالقه. لكن الله بمحبته المطلقة، عاد يعامل الإنسان بالرحمة ووعده بالخلاص؛ وأرسل ابنه يسوع المسيح في اكتمال الزمن ليحرّرنا من عبودية الخطيئة التي وقعنا فيها واستمرّينا لقساوة قلوبنا. فجاء يسوع يذكّرنا أنه «منذ البدء لم يكن هكذا» (متى 19/4)، وأن مشروع الله الأصلي هو لعيش الحب الكامل بين الرجل والمرأة اللذين يتّحدان في الله ويتكرّسان في الحب وفي خصب العطاء الذي من خلاله يشتركان مع الله في عمل الخلق عبر إيلاد البنين والإسهام في استمرارية الخليقة، ويدخلان في سرّ الحب الإلهي، السرّ الذي ينبثق منه كل حبّ حقيقي.
وهذا الحب الإلهي جعل يسوع المسيح الإبن يبذل ذاته على الصليب في سبيل خلاص البشر ويصبح بالنسبة إلينا قدوةً ونموذجاً. ما سمح للقديس بولس بأن يشبّه الحب الذي يتعاهد عليه الزوجان « بحبّ المسيح لكنيسته التي بذل نفسه من أجلها» (أفسس 5/25)؛ إذ يكرّسان حياتهما لعيش هذا الحب بتكامل واحترام متبادل وعطاء كلّي حتى بذل الذات.
وتُعلّم الكنيسة أن «الزواج هو شراكة حبّ وحياة» (الفاتيكاني الثاني، فرح ورجاء عدد 48)، وأن «الحب الزوجي الحقيقي يتطلّب عطاء الذات المتبادل» (عدد 49).
«لقد غمر يسوع المسيح بالبركات، هذا الحب الصادر عن ينبوع المحبة الإلهية جاعلاً إياه صورة لاتحاده بالكنيسة. فيسوع يلاقي الأزواج المسيحيين في سرّ الزواج ويبقى ويثبت معهم ليستطيع الزوجان بعطائهما المتبادل أن يحبّ واحدهما الآخر بأمانة ثابتة، كما هو نفسه أحبّ الكنيسة وبذل ذاته لأجلها... وانهما إذ يتممان رسالتهما الزوجية والعيلية بقوة هذا السرّ يبلغان أكثر فأكثر كمالهما الشخصي ويلبيّان دعوة الله لهما إلى القداسة» كما يعلّم المجمع الفاتيكاني الثاني، (فرح ورجاء، عدد 48).
أما دور العائلة في مسيرة مجمعنا الأبرشي في كنيسة البترون فهو هام ومفصلّي، لأن العائلة هي النواة الأساسية في بناء الكنيسة والمجتمع بهدف تحقيق ملكوت الله بين البشر. «فالعائلة هي الكنيسة البيتية الكنسية الصغرى، وهي مدرسة الحب، والموقع الأول للشهادة المسيحية والرسولية»، كما يقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي رجاء جديد للبنان (عدد 46).
واذا كان مجمعنا يهدف أولاً وآخراً إلى التجدّد وإلى القداسة، فإن العائلة هي المسؤولة الأولى عن إطلاق نهضة روحية تهيّء إلى تجدّد على كل المستويات. فهي مدرسة الإيمان والمسؤولة عن إعلان البشارة وعن التربية على القيم والأخلاق المسيحية والإنسانية.
والتحديات التي تواجه العائلة في لبنان وفي أبرشيتنا البترونية هي متعددة وضاغطة بحيث تؤثر على التزام الزوجين في تكرّسهما وفي تضحياتهما لبناء مستقبل أولادهما.
هذه التحديات تنبع من تفاقم الأزمات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والدينية والأخلاقية وتتجلّى في الفساد المستشري في المجتمع، وفي ارتفاع مستوى الفقر بين اللبنانيين، وفي عجز عائلات كثيرة عن تأمين عيش كريم وتعليم وطبابة وعمل وسكن لأولادهما، وفي النزوح من الجبال إلى المدن، وفي الهجرة بحثاً عن فرص العمل؛ لكن التحدي الأخطر يكمن في الخوف على فقدان القيم، وبخاصة القيم التي ميّزت تاريخ كنيستنا وشعبنا، أي: الإيمان بالله والالتزام بالكنيسة والحياة الروحية والعلاقة الوثيقة بالأرض؛ الحرية والكرامة والتضامن والتعاون؛ حبّ الثقافة والعلم والانفتاح واحترام التعددية. هذا الوضع يهدّد عائلاتنا بالتفكك ومجتمعنا بالانهيار.
لكننا لسنا خائفين طالما أن عائلاتنا واعية لمسؤولياتها، وطالما أن لجنة العائلة في أبرشيتنا تبذل الجهود الكبيرة في مرافقة الأزواح في مواجهة تحديات المجتمع، ومرافقة المقبلين على الزواح في تحضير زواجهم ليكون التزاماً مسيحياً ووطنياً وتكرّساً في الحبّ حتى بذل الذات، وفي خلق إطار خاص بالمتزوجين الجدد لتشجيعهم على الاستمرار في تكرّسهم وفي بذل ذواتهم من أجل بناء العائلة.
أيها الأزواج المكرّمون، ومنكم من أتى من بعيد، تجتمعون اليوم لتجدّدوا أمام الله وأمام الكنيسة عهد الحب الذي قطعتموه يوم قلتم نعم لسرّ الزواج المقدس وتعاهدتم أن تعيشوا حبّكم الزوجي في الأمانة والديمومة والخصوبة. وأنتم لا زلتم مستمرّون في عيش هذا الحب وفي تكريس ذواتكم لخدمة عائلاتكم وكنيستكم ووطنكم. وقد نقلتم هذا الإيمان وهذا الالتزام إلى أولادكم عبر شهادتكم في عيش القيم المسيحية والإنسانية.
أنتم مدعوون إذاً إلى تأدية شهادة التكرّس في الحب أمام الذين يحتاجون إلى الحبّ الحقيقي. أنتم مدعوون إلى تجديد حبّكم وإلى تشجيع العائلات التي تتأسس في سرّ الزواج على تلبية دعوة الله إلى القداسة وتربية عائلة تعطي قديسين.
تعالوا نصلّي معاً، على أبواب دخول أبرشيتنا في السنة الثالثة والأخيرة من مسيرة المجمع الأبرشي ومشاركة كنيستنا المارونية في الجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة في روما حول «دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة وفي العالم المعاصر»، طالبين من الله، بشفاعة أمنا العذراء مريم، أن يبارك عائلاتنا كي تكون على صورة العائلة المقدسة تعيش التكرّس في الحب وتقدِّس المجتمع. آمين.
كلمة الخوري بطرس فرح
في مقدمة الإحتفال باليوبيلين الفضي والذهبي للمتزوجين من أبرشية البترون
الكرسي الأسقفي- كفرحي، الجمعة 21/8/20
صاحب السيادة المطران منير خيرالله السامي الإحترام،
آبائي الأجلاء،
أيّها المكرَّمون،
إخوتي الأحباء،
قيل: « اشتكت إحدى النساء للكاهن على زوجها لأنّه عصبيٌّ جداً، وبأنّه يستعمل البيت كمكان لردّات فعله. وعندما سألها الكاهن عن طريقة استيعابها لحالته، قالت: إذا قال كلمة، قلت اثنين. كسر صحناً، كسرت عشرة. وهكذا...
أجاب الكاهن: أعتقد يا ابنتي أن أثاث بيتك تنقصه قطعة مهمة. ولمّا استفهمت متعجّبة، قال: إنّه بحاجة إلى مركع للصلاة. فكلّما عصّب زوجُك فلتكن ردّة فعلك الصلاة. غابت عدّة أسابيع وعادت شاكرة لأن نصيحته أثمرت سكوناً ورضىً».
وكم نحن اليوم بحاجة إلى هذه المراكع، نحمل عليها هموم عائلاتنا التي يخبطها العالم وإغراءاتُه. وها نحن، لمناسبة احتفالنا باليوبيل الفضّي والذهبي لعائلاتنا في أبرشية البترون المارونية، ومن ضمن سنة المبادرات في المجمع الأبرشي، نحتفل بقمّة الصلوات، هذا الاحتفال الافخارستي، على نيّة كلّ عائلاتنا الحاضرين منهم والغائبين. نفخر بكم شهوداً للإلتزام والثبات، عالمين أنّ البستانيّ لا ينقل أشجاره في كلّ صباح من مكان إلى آخر. نعظّم فيكم القناعة، في عصر يطغى فيه الأنا على كلّ الحالات العلائقية المقدّسة. نكبر فيكم تكرّساً في العائلة ولها، لأنّكم علمتم أن عائلاتنا هي منبع الدعوات ومنبت القديسين.
كأسقفٍ وكهنة ومسؤولين، نحمل كلَّ العائلات بصلاتنا مقتنعين بكلمة ذاك القديس الذي قال: « تكلّموا قليلاً مع أبناء الله، ولكن تكلّموا كثيراً مع الله عن أولاده». وأنتم وكلُّ عائلاتنا صورةٌ عن بكرِه في آدم وحواء، وعن باكورة أعمال يسوع في العهد الجديد « عائلة قانا الجليل».
لجنة العائلة في أبرشية البترون المارونية تفرح معكم يا صاحب السيادة المطران منير خيرالله، يا من رأيت شخصياً في كلّ عائلة تتأسس صورةً عن أمٍ حنون وأبٍ حارس، فالتزمتها. وأمام الربّ رفعتها لتكون مكرّسة للحبّ في بناء عائلة على القداسة.
واللجنة تشكر معكم من هذا الصرح، دير مار يوحنا مارون- كفرحي، تشكر كلَّ الذين يشاركوننا من كهنة وعائلات ومحبّين. وتشكر كلَّ الذين ساهموا برفع صلاةٍ ملؤها الحبّ من مذبحٍ وديرٍ، أصالته شاهدةٌ، إلى مذبح سماوي، وعائلةٍ شاملةٍ، تضمّ كلَّ أبنائنا وعائلاتنا إلى خفقات حبّ عائلة الثالوث الأقدس آمين.
الحضور من المكرّمين في اليوبيل الفضي للمتزوجين
في أبرشية البترون المارونية (1990-2015)
16 من أصل 97
بقسميا:
1- رفيق الياس ابي فاضل وليليان عقل فرنسيس
2- جهاد طانيوس جرجس وجوليا حنا بربر
بجدرفل:
3- الياس يوسف تامر وأليس بطرس يوسف (18/1/1990)
4- سليم جرجس اسحق وجنات طنوس نسيم (22/1/1990)
5- نبيه الياس صقر وصونيا عيسى عيسى
عبرين:
6- همام جرجس شاهين وروزات يوسف سركيس (7/1/1990)
7- جرجس يعقوب حنا ولور حنا نخله (25/2/1990)
8- ابراهيم طانيوس ضرغام وليندا يعقوب جرجوره (11/11/1990)
دريا:
9- فرح راشد حنا ونايله بطرس يونس (16/9/1990)
البترون:
10- ميشال يوسف طانيوس روحانا وجاكلين ميلاد بطرس نخل (12/8/1990)
11- انطوان سمعان شديد وماري تريز سمعان (7/10/1990)
12- بطرس زعيتر زعيتر وفيوليت انطون روكز (28/10/1990)
13- ميشال سمعان الخوري وإيلان سابا سلوم (15/7/1990) في فرنسا
دوما:
14- بشاره جرجس داوود وزوجته بلسم
اجدبرا:
15- طوني حنا مطانيوس وزينا جورج الخوري
تنورين الفوقا:
16- ألبير حنا سركيس وانطوانيت بطرس سركيس
الحضور من المكرّمين في اليوبيل الذهبي للمتزوجين
في أبرشية البترون المارونية (1965-2015)
7 من أصل 19
بقسميا:
1- نعيم صليبا بطرس وزهرة جبرايل اسبيريدون
كفيفان:
2- منعم جرجس منعم وليلى نعيم رزق (26/9/1965)
عبرين:
3- بطرس شربل حنا بطرس وعايده سمعان كرم (19/5/1965)
4- ادوار جرجي الياس وجانيت خليل سعد (13/9/1965)
5- بشاره فياض بشاره وانطوانيت مسعود الحلو (18/12/1965)
البترون:
6- أنطوان حليم سلهب ويمنى بطرس توما (27/3/1965)
7- جرجي منصور مارون وندى الياس جرجس ابي عيسى (15/8/1965)