ندوة منتدى البترون للثقافة والتراث لتكريم المطران يوسف ضرغام 30-4-2016

 

220

ندوة تكريم المطران يوسف ضرغام 30/4/2016

كرم منتدى البترون للثقافة والتراث مرشده الروحي المثلث الرحمة راعي أبرشية مصر والسودان والزائر الرسولي لموارنة أفريقيا سابقا المطران يوسف ضرغام خلال حفل أقيم في قاعة رعية مار شربل في مسقط رأسه في عبرين ورعاه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا براعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله في حضور ممثل الرئيس سعد الحريري منسق عام تيار المستقبل في جبيل والبترون الزميل جورج بكاسيني، ممثل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون سجيع لحود الذي مثل أيضا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائب سامر سعاده الذي مثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب شقيقه كمال حرب، ممثل وزير العمل سجعان قزي عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب منير الديك،ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع منسق الحزب في منطقة البترون عصام خوري، ممثل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه سليم نجم، ممثل النائب أنطوان زهرا مدير مكتبه بيار باز، ممثل رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون جوزيف صوايا، النائب والوزير السابق عبدالله فرحات، المدير العام للنفط أورور الفغالي، قائمقام البترون روجيه طوبيا، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الرائد عازار الشامي، ممثل المدير العام لأمن الدولة الرائد طوني ابو رجيلي، نقيب المحررين الياس عون، الام غبريـال بو موسى ممثلة الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة الام ماري انطوانيت سعاده، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون طنوس الفغالي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي اللبناني مسؤول المنظمة في منطقة البترون سمعان بو موسى، مأمور نفوس البترون مارلو كفوري، خادم رعية عبرين الخوري يوحنا مارون مفرج، مختار عبرين ابراهيم ضرغام، عدد من المشايخ والكهنة، ممثلي أحزاب وتيارات، رؤساء بلديات ومخاتير، رؤساء جمعيات وأندية ومؤسسات وحشد من المدعوين.


كلمة المطران منير خيرالله

ممثلاً صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى

في ندوة تكريم المطران يوسف ضرغام

دعا إليها منتدى البترون للثقافة والتراث

عبرين، صالة رعية مار شربل، 30/4/2016

 

        أولاني صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى شرف تمثيله في هذه الندوة التي نكرّم فيها المثلث الرحمة المطران يوسف ضرغام راعي أبرشية مصر والسودان والزائر الرسولي لموارنة أفريقيا سابقاً.

وأنقل إليكم تحيات صاحب الغبطة وتمنياته بأن يكون من نكرّمه مثالاً وقدوة لنا في سلوكنا نحن الأساقفة والكهنة وهو الذي قال فيه يوم دفنه:

« هو وجه الكاهن اللامع في العلم والفضيلة، الغنيّ والمتمرّس في العمل الرعوي والرسولي... وهو وجه الأسقف المحبّ والمحبوب، الروحاني والراعوي، البشوش والفرحان، الإنساني والمسؤول».

لن أدخل هنا في تفاصيل حياة المطران ضرغام ابن عبرين البترونية التي أعطت الكنيسة عشرات الدعوات الكهنوتية والرهبانية. وهو قد وُلد في عائلة كهنوتية ورهبانية وتربّى فيها على الإيمان والرجاء والمحبة، وفيها اكتشف دعوته وتكرّس للخدمة في الطاعة والمجانية ومن دون شروط.

لكني أختصر مسيرته بثلاث:

أولاً: الخوري ضرغام المربّي والمعلّم

ثانياً: الخوري ضرغام رجل الإصلاح عبر العمل الكنسي والمجمعي

ثالثاً: المطران ضرغام راعي الخراف ورجل الحوار

 

أولاً: الخوري ضرغام المربّي والمعلّم

بعد أن أنهى دروسه وتخصصّه في جامعة السوربون في باريس التي نال منها إجازة في الأدب الفرنسي مع رسالة عن الكاتب بول كلوديل (1963)، عاد الخوري يوسف ضرغام إلى لبنان ليكون مربّياً للطلاب الإكليريكيين. فتسلّم إدارة الدروس في إكليريكية مار عبدا هرهريا؛ ثم سنة 1965 في الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير التي انتقلت إدارتها إلى كهنة موارنة برئاسة المونسنيور حارث خليفه بعد أن غادرها الآباء اليسوعيون إلى بيروت. وهناك راح الخوري يوسف يبرز كوجه محبّب ولامع في حضوره الكهنوتي وكمثقف يعود دوماً إلى الكتاب المقدس. إلى أن تسلّم رئاستها سنة 1971.

تخرّج على يده أجيال من الطلاب الإكليريكيين، ومنهم اليوم مطارنة وكهنة وعلمانيون ملتزمون ببناء الكنيسة والوطن: مديرون عامون وموظفون كبار وأساتذة جامعيون ومهندسون ومحامون وأطباء وضباط في القوى العسكرية والأمنية ورجال أعمال في لبنان وبلدان الإنتشار. جميعهم يكنّون للخوري ضرغام كل احترام وتقدير ويعتبرونه مرشداً وأباً روحياً لهم.

وبصفته معلّماً وبواقع تخصّصه درّس الأدب الفرنسي في المدرسة الإكليريكية وفي سبع ثانويات في مناطق البترون وجبيل وكسروان والمتن. ولا نزال نذكر مسرحية بول كلوديل « البشارة لمريم» التي مثّلناها وكنا طلاباً في المدرسة الإكليريكية.

 

ثانياً: الخوري ضرغام رجل الإصلاح بصمت عبر العمل الكنسي والمجمعي.

        عمل الخوري ضرغام منذ بداية رسالته الكهنوتية بانفتاح وطواعية مع إخوته الكهنة في المدرسة الإكليريكية أولاً، ثم في تجمّع كهنة الشمال، وفي الرابطة الكهنوتية التي أصبح رئيساً لها قبل أن ينتخب مطراناً، وفي « حركة كنيسة من أجل عالمنا» « وتجمّع كهنة المسيح الملك». وبرز كوجه إصلاحي صامت، إذ كان يهدف مع إخوته الكهنة إلى إدخال الإصلاح في الكنيسة المارونية بعد المجمع الفاتيكاني الثاني.

وعندما اصطدم، وهو رئيس للمدرسة الإكليريكية، بعقبات إدارية ومادية واعتُبر من الثوريين، انسحب بصمت؛ وعملاً بمبدأ الطاعة الكنسية، راح يصلي ويغوص في الكتاب المقدس ويتفرّغ للخدمة الراعوية في رعية زغرتا ثم في رعايا كفرحي وبقسميا وجبلا في البترون.

لكن الحركة الإصلاحية كانت قد سلكت طريقها، فعاد إليها من الباب الواسع. وعندما اقترح الأب يواكيم مبارك في تموز 1985 مشروع المسيرة المجمعية برئاسة المثلث الرحمة المطران يوسف الخوري على الرابطة الكهنوتية والمدرسة الإكليريكية، كان الخوري يوسف ضرغام من أوائل المنضوين إليها إلى جانب الخوري يوسف بشاره والخوري بولس مطر والخوري فرنسيس البيسري وكاتب هذه السطور (وكلهم أصبحوا مطارنة في ما بعد).

وتكللت المسيرة المجمعية بعقد المجمع البطريركي الماروني (2003-2006)، وشارك فيه الخوري ضرغام وهو مطران.

 

ثالثاً: المطران ضرغام راعي الخراف ورجل الحوار.

        في تموز 1989، وفيما كنا مجتمعين في خلوة للأعمال المجمعية التحضيرية، أُعلن انتخاب الخوري يوسف ضرغام، وهو رئيس الرابطة الكهنوتية، مطراناً على مصر والسودان، والخوري حميد موراني مطراناً على دمشق.

وفي 16 أيلول كانت رسامتهما الأسقفية في بكركي، وفي خلالها أعلنا عن مشروع خدمتهما الأسقفية: « كلانا ذاهب إلى كنيسة الشتات. وكلمة الشتات التي نطبّقها على كنيستنا في القاهرة ودمشف تعني أنها كنيسة موجودة في مجتمع غير مسيحي في أكثريته، حيث لا قدرة إجتماعية ولا تأثيراً لها على حياة الجماهير. فخدمتنا ستتمحور حول تشديد وحدة المؤمنين للحفاظ على الإيمان من جهة، لكي تكون لديهم شجاعة الشهادة لإيمانهم وللمحبة المسيحية أمام مجتمعهم، من جهة أخرى. وهذا يحمّلنا مهمة راعوية مزدوجة. أولاً، أن نجمع الرعية في جماعة متماسكة انطلاقاً من العائلة، شرط أن لا يؤدي ذلك إلى الإنغلاق. وثانياً، أن نكون الوسيط بين كنيستنا في لبنان وكنيستنا في مصر وسوريا».

وهذا ما حاول جاهداً أن يقوم به المطران ضرغام في خلال ست عشرة سنة خدم فيها موارنة مصر والسودان وكل افريقيا إذ عيّنه قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني زائراً على موارنة أفريقيا.

فكان الراعي الصالح يعرف خرافه، مؤمنين ومؤمنات أبرشيته، فرداً فرداً. يزورهم ويجمعهم في الاحتفالات الدينية وفي حلقات التعليم الأسبوعية حول الكتاب المقدس والأسرار والفضائل المسيحية.

وقام بحركة روحية وتعليمية لدى الكنائس الكاثوليكية الأخرى. وأرسى علاقات مودّة وصداقة مع رعاة الكنيسة القبطية ورؤساء الدين والمسؤولين المسلمين.

ولا عجب في ذلك لأن المدارس المارونية القائمة قرب المطرانية في حي الضاهر في القاهرة والتي كان يرأسها، كانت تجمع أبناء وبنات النخبة السياسية والإجتماعية في مصر. وقد خرّجت وزراء ونواباً ومسؤولين كباراً في الدولة.

والجميع كانوا يقدّرون المطران ضرغام ويصفونه برجل الحوار.

 

أخيراً نقول إن المطران يوسف ضرغام يبقى لنا نحن المطارنة والكهنة والمسيحيين واللبنانيين عامة، في مسلكية حياته، قدوةً ومثالاً لكي نشهد لقيمنا الإنجيلية ولكي نعمل معاً، مسيحيين ومسلمين، باحترام وانفتاح وحوار مستمرّ على إعادة بناء وطننا لبنان في دعوته التاريخية، وطناً رسالة في الحرية والعيش الواحد المشترك وفي احترام تعدّدية الطوائف والأديان والحضارات والثقافات.

Photo Gallery