لميا شديد- الوكالة الوطنية
قداس الذكرى التاسعة لتأسيس جمعية لتكن مشيئتك
كاتدرائية مار اسطفان- البترون الأحد 26/3/2017
أحيت « جمعية لتكن مشيئتك» الذكرى التاسعة لتأسيسها خلال قداس ترأسه راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله في كاتدرائية مار اسطفان في البترون وعاونه فيه خادما الرعية الكاهنان بيار صعب وفرانسوا حرب ولفيف من الآباء والكهنة وخدمته المرنمة جومانا مدور في حضور الدكتور فادي سعد على رأس وفد ممثلا حزب القوات اللبنانية، العميد المتقاعد أنطوان شكور، مخاتير، رؤساء جمعيات وأندية وهيئات بترونية، إضافة إلى رئيس « لتكن مشيئتك» روزين صعب والأعضاء.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران خيرالله عظة بعنوان « مغفورة لك خطاياك» وقال فيها: في الاحد الخامس من مسيرتنا في الصوم تدعونا الكنيسة لنتأمل حول هذه الاية الكبيرة التي قام بها يسوع، مع جمعية لتكن مشيئتك، لأن لديها صلة خاصة ومميزة بين هذه الاية وبين عمل الجمعية في مجتمعنا. يسوع اولا الذي كان هدفه ان يعلم الناس ويشرح لهم سر الله وحبه للبشر وتفاجأ بين كل هذه الحشود ان هنالك أربعة رجال يحاولون ايصال مخلع مشلول عاجز عن السير ولم يستطيعوا الوصول بسبب كثرة الناس فانزلوه من السقف اي قاموا بتخريب البيت الذي كان فيه يسوع.
واضاف: الانجيل يقول لما رأى يسوع ايمانهم قال للمخلع: « مغفورة لك خطاياك» ويسوع يطلب منا أولا الايمان، ففي كل حياته التبشيرية ورسالته يطلب الايمان، ويقول دائما "ايمانك خلصك، لم اجد مثل هذا الايمان في اسرائيل. فيطلب الايمان ويقول ان آمن الانسان يحصل على ما يريد، فالايمان هو الاهم. وثانيا يقول « مغفورة لك خطاياك»، فتعجبوا الناس وخاصة الفريسيين الذين يعتبرون انفسهم مؤتمنين على شعب الله والشريعة، فقالوا كيف يغفر هو الخطايا ومن هو ليغفرها ؟ فهل مهم ان يغفر الخطايا ؟ فقد اتوه بهذا المخلع لكي يشفيه مثل ما يشفي كل المرضى. إن هدف يسوع مختلف، هدفه ان يفهم الجميع اليوم وكل يوم ان الجسد غير مهم بل النفس هي الاهم و يقول « لا تخافوا من من يقتلون الجسد لكن خافوا من من يستطعون ان يضعوا النفس والجسد معًا في جهنم». فما يهمه هو خلاص الانسان وخلاص النفس وليس خلاص الجسد، يسوع لم يأت ليصنع العجائب والآيات بل ليخلص كل البشر من عبودية الخطيئة التي استعبد بها الانسان بعد الخطيئة الاولى فصار الانسان عبدا للخطيئة وينجر اليها عن غير ارادة في بعض الاحيان، فجاء المسيح ليخلص البشرية من عبودية الخطيئة ويحرر كل انسان ويعيده ابنا إلى لله . وكما خلق الله الانسان منذ البدء على صورته ومثاله لهذا السبب قال له مغفورة لك خطاياك اي انا احررك من الخطيئة وبعد ذلك ان مشيت او لا فهذا غير مهم.
وتوقف عند شهادة بترونية "في ابرشيتنا في البترون شاهد حي على هذه الاية الذي يقولها يسوع هو ضومط منعم المخلع منذ حوالي ٣٠ سنة ولا يهمه بل هو يعلمنا جميعا عيش الايمان والشهادة للمسيح وقام باعمال وشهادات اكبر بكثير منا نحن ذو الجسم الكامل، اذا ان اردنا ان نفهم انه غير مهم ان ننال شفاء الجسد بل المهم ان نطهر ونستطيع بعد تطهيرنا من الخطيئة ان نلتزم بعيش ايماننا والثقة بالله واعمال الرحمة والمحبة. نحن اليوم بحاجة كبيرة للمغفرة، فنحن جميعا نطلب من الرب ان يشفينا ويلبي طلباتنا المادية ولكن هل نعلم ان نطلب منه ان يغفر لنا خطايانا ويجددنا بعيشنا وشهادتنا للمسيح في مجتمعنا وحياتنا اليومية. فكل واحد منا حتى انا ننظر لانفسنا ونعتبر اننا كبارا، شبه قديسين ولا نريد مغفرة لخطايانا ونعتبر ان غيرنا هم الخاطئ ومن يرتكب الشر داعيًا في مسيرة الصوم هذه ان نتواضع امام ذاتنا وامام الرب ونطلب منه حقيقة المغفرة لنتجدد. فكل واحد منا على مستواه منا نحن كمطارنا ورهبان وراهبات وكهنة ومعلمين واباء وامهات ومسؤولين سياسيين ومدنيين، فكل واحد اليوم بالذات عليه ان يعرف كيف يقف في جبهة امام ذاته وامام الرب ويطلب منه المغفرة لان الله يعطينا المغفرة والرحمة المجانية لكن نحن لا نعرف كم نحن بحاجة لطلب المغفرة والعودة إلى الذات والعودة إلى اصالة عيش التقاليد وعيش قيمنا الانجيلية والمسيحية التي تربينا عليها في كنيستنا بشعبنا وعائلاتنا تربية صالحة. كم نحن بحاجة اليوم لترسيخ هذا الايمان في أذهان اولادنا واجيالنا الصاعدة، وفي لحظة فحص للضمير كل واحد منا يعود إلى ذاته ونقول اذا كل واحد منا قرع صدره وطلب المغفرة فنلتقي جميعا كابناء الله ونلتقي بالارادات الطيبة وبلحظات يمكننا ان نغير ما نريد كسلوكنا وتعاملنا مع بعضنا البعض ونعود إلى بناء دولتنا ومؤسساتها ونعيد بناء وطننا يليق فينا ويبقى دائما الوطن الرسالة في عيش المحبة والمصالحة والسلام، في عيش احترام الانسان واحترام التعددية فعندها فعلا نحن نستحق رحمة ومحبة الله ونعرف كيف ننقل هذه الرحمة المجانية في عملنا وشهادتنا كل يوم كما تفعل روزين (رئيسة الجمعية) مع اخواتها في الجمعية التي تنظر إلى الانسان الذي هو بحاجة ليس إلى شفاء الجسد بل إلى خلاص نفسه، والانسان الذي بحاجة إلى محبة وكم يوجد بيننا اشخاص بحاجة إلى المحبة والتعامل بمحبة فنكون نعامل يسوع ذاته بهذه المحبة. وهذه الاعمال هي التي عندما نغادر هذه الحياة تدينننا امام الله وهكذا يقول المسيح.
وختم داعيًا لأن نتجدد اليوم فلدينا الوقت في مسيرة الصوم لنستحق ان نحمل صليبنا مع المسيح و نقوم معه إلى حياة جديدة. امين